الوسواس القهري
الوسواس القهري
إذا كنت إنساناً سوياً ولا تعانى من الوساوس القهرية فستبدو هذه الصفحات قليلة الفائدة بالنسبة لك، ولكنك ستدرك أن هناك آلاف المرضى الذين يعانون من أفكار وأفعال غريبة. وإن كنت مريضا وتعانى من فكرة وسواسية معينة أو فعل قهرى فلا تستغرب باقى الأفكار والأفعال فهى لا تعنيك بل تعنى غيرك.إن معاناة ملايين الناس في هذا العالم من الوساوس القهرية وعدم معرفة هؤلاء الناس بأنهم مرضى وأنهم من الممكن أن يتحسنوا, كان هو الدافع الأساسى لوضع هذا الكتاب. فما هو الحجم الحقيقى لمشكلة مرض الوسواس القهرى في العالم؟
قبل الـــــــــــدخول إلى صـــــــفحات المــــــــوقع وموضوعاته أود الإشـــــارة إلى:
هذه الصفحات أطروحة نفسية مفيدة تساعد على فهم هذا المرض وتعطي الأمل في الشفاء، وتبين طريقة العلاج.
لم استعرض في هذا البحث أسماء الأدوية المعالجة أو جرعاتها، وذلك حتى لا يجازف المريض ويأخذ دور الطبيب في علاج نفسه.
هناك بعض المرضى الذين يعانون من الوسواس القهرى ويخافون على أنفسهم من تناول الدواء الطبى الموصوف لهم وذلك خوفاً من إدمان تعاطى الدواء أو أنهم سيضطرون إلى الاستمرار في تعاطي الدواء مدي الحياة...
هنا لابد أن نؤكد على أن أدوية الوسواس القهري، وكذلك الأدوية النفسية عموماً ليست بمخدرات ولا تؤدي إلى الإدمان طالما يتم ذلك تحت إشراف طبي متخصص.
المرضي الذين يعانون من أفعال قهرية يمكن علاجهم عن طريق العلاج المعرفي السلوكي فقط. أما مرضى الأفكار الوسواسية، فيجب أن يتضمن العلاج تناول الدواء مع العلاج المعرفي السلوكي.
يجب أن يوضع في الاعتبار أن الأسباب العضوية مثل اضطراب النواقل العصبية أو زيادة تدفق الدم والتمثيل الغذائي في أجزاء من المخ أو صغر أجزاء أخري من المخ أو الوراثة ليست هي المسئولة وحدها عن حدوث المرض ولكن هناك العوامل السلوكية والبيئية المؤثرة. لذلك يجب أن ننظر إلى المريض نظرة شمولية كإنسان قبل أن يكون حالة مرضية تعانى من نقص ما.
هناك أمثلة لكي يسترشد بها المريض وأهله لعمل قوائم علاجية مماثلة تناسب الأعراض التى يعاني منها المريض. إلى جانب أهمية اتباع القواعد العلاجية المعطاة من الطبيب المعالج.
قبل البدء في البرنامج العلاجي لا بد من استشارة الطبيب النفسي، لأن المريض إن كان يعاني من أعراض وسواسية بسبب مرض الإكتئاب فإن تحسنها سيكون بعد تحسن أعراض الإكتئاب، وهناك أعراض وسواسية تصاحب القلق وعند زوال القلق ستتحسن تلك الأعراض.
لا تؤجل البدء في الرنامج العلاجي لأي سبب كان من ضغوط الحياة وضيق الوقت وإلا لن تنتظم على هذا البرنامج مطلقاً وستظل الأعراض كما هي.
على المعالج والأسرة ألا ينخدعوا من تقييم المريض لنفسه وأعراضه. فأحياناً لكي يرضي المريض الأثنين يقول أنه قد تحسن، وقد أقلع عن أفعاله القهري أو تخلص من أفكاره الوسواسية، وأحياناً أخرى يبالغ في المعاناة فيحبط الأسرة والطبيب المعالج رغم تحسنه.
قد يبدو الأمر خيالياً وغير مقبول في البداية ولكن إذا ساورتك بعض الأسئلة والانتقادات وموانع التغيير اكتب ما يدور في خاطرك من أسئلة أو موانع تمنعك من العلاج والانتظام على البرنامج المعرفي السلوكي وأرسلها لنا وسوف نرد عليك بالتأكيد وبعدها سوف ترى أن هذه المخاوف والأخطار لا تستخدم من قبل المرضى إلا كسبب وجيه لتجنب مواجهة الوساوس القهرية.
يخاف بعض المرضى من أن تسوء حالتهم ويصابون بالجنون، أو أنهم سوف يحدثون الأذى بالآخرين إن امتنعوا عن طقوسهم الوسواسية، ومن خبرتنا العملية عشرات السنين لم نجد من أصيب بالجنون أو المرض بسبب التوقف عن تلك الطقوس مع الاعتراف بأنه كثيراً ما يزيد القلق بسبب ذلك ولكن مؤقتاً.
مرض الوسواس القهري قابل للشفاء أو التحسن بصورة كبيرة إن شاء الله مما دحض الأوهام السابقة أنه مرض يصعب علاجه أو أنه لا يشفى منه مطلقاً.
مرض الوسواس القهري حدث بسبب إضطراب النواقل العصبية في المخ وتغيرات مرضية أخرى تمت متابعتها عن طريق التصوير الطبقي بالإنبعاث البوزيتروني والآشعة المقطعية والرنين المغناطيسي..... وليس بسبب قلة الدين أو ضعف الإيمان أو غضب الله أو غياب الإرادة أو التقصير في الأذكار والدعوات المأثورة أو بسبب الجن أو السحر أو العين أو الحسد أو بسبب التربية والعُقَد القديمة أو أن القرين هو الذي يتكلم بكلمات أو أفكار الوسواس.
مريض الوسواس القهري غير مسئول عن حدوث المرض ولا أسرته أو من حوله بل هي مسئولية مخه الذي لابد من علاجه.
في أحيان كثيرة يعتقد المريض أنه راضي عن هذه الأفكار أو الأفعال فيظن أنه منافق أو فاسق أو كافر أو قذر أو نجس وأحياناً يقول المريض (إزاي أسمح لنفسي أقول كده... والا افكر كده... والا اعمل كده..)وأحياناً يقول (المرة دي مش وسواس قهري) مما يتسبب في حزن شديد وسوء ظن المريض بنفسه فيهمل عمله أو يترك دراسته أو يعتزل الناس وهذه خدعه يفعلها المرض في المريض ولكن الحقيقة أن مريض الوسواس القهري برئ من كل ذلك.
الوسواس القهري
الوسواس لغةً: هو حديث النفس؛ فيقال وسوست إليه نفسه وسوسة ووسواساً. قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) [قّ: 16].
والوَسواس بالفتح هو اسم الشيطان كما فى القاموس المحيط. قال تعالى: ]مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ[ [الناس: 4- 6].
القهر لغة: هو الغلبة، قهره قهراً: غلبه فهو قاهر وقهار، ويقال أخذهم قهراً أى: من غير رضاهم، وفعله قهراً أى بغير رضا. (القاموس المحيط)
الوسواس القهرى لغة: هو حديث النفس ينبع من ذاته وداخله بفعل شىء لا يرضاه.
الوسواس القهرى فى الطب النفسى:
هو عبارة عن أفكار وصور تدخل إلى عقل الإنسان بطريقة مكررة يمكن للشخص السليم دفعها ومنع تكرارها، ولا يتركها تقهره. أما فى الحالة المرضية فإنه لا يقوى على دفعها أو منع تكرارها، فتأخذ به وتلح عليه وهو يحاول جاهداً مقاومتها دون جدوى، وكلما قاوم هذه الأفكار تزايد عنده القلق، وهو يعلم يقيناً أنها أفكاره هو وليست دخيلة عليه، ويعلم أنها تافهة ومع ذلك فإنه مضطر للتفكير فيها لا إرادياً، حتى إنه ليصاب بالاكتئاب إذا ما تبين له أن عمله ومستقبله سوف يتأثر نتيجة لذلك.
الأفكار الوسواسية:
هى مجموعة من الأفكار والصور المتواصلة والمتسلطة والمستمرة التى تتطفل على عقل المريض وتراوده وتلازمه مع عجزه عن دفعها أو طردها أو التخلص منها. ويعانى المريض كثيراً منها لغرابتها وعدم فائدتها وتسببها فى كثير من القلق والإزعاج, وتلح على خاطره عبارات معينة أو اسم معين يتكرر باستمرار.
وأيضا قد يتصور المريض أشياء رهيبة عن الذات الإلهية أو الأنبياء أو الدين أو الأخلاق لا يمكن دفعها, أو سب قهرى لأشياء مقدسة وغالية على النفس مثل سب الله عز وجل أوسب الأنبياء، مع العجز عن وقف هذه الأفكار.
الأفعال القهرية:
هى أعمال عقلية واعية وسلوكيات متكررة جبرية استجابة لأفكار وسواسية لتخفف أو تمنع القلق والإزعاج الناتج عن تلك الأفكار, ولا يستطيع المريض مقاومتها, وهى تستحوذ عليه لفترة طويلة, وهو غير راضٍ عنها ولا يحبها، خاصة وهو لا يشعر بثمرة وراء تكرارها، لكنه مقهور على استمرار عملها والقيام بها.
ودائماً ما تأتى الوساوس القهرية لمنع أو تجنب بعض الأحداث المفزعة المتصورة فى عقل المريض, مثل سوء الحظ المتوقع أو المحن والبلايا أو الموت أو المرض.
لكى نتعرف على ملامح هذه الشخصية لابد أن نذكر بعض خصائصها حتى نصف شخصاً ما بأن له شخصية وسواسية؛ وهى:
الانهماك فى التفاصيل والنظام والترتيب والإتقان على حساب المرونة والانفتاح والفاعلية، وعدم قبول أى شئ ينقصه الإتقان الكامل.
رؤية الأشياء من خلال اللون الأبيض والأسود فقط بدون وسط.
تبدأ السمات فى البلوغ المبكر وتبقى مدى الحياة.
الميل إلى أن يكونوا أكْـفاء موثوقين وفعالين فى العمل وبين الناس.
صعوبة التغيير وعدم العفوية.
تفضيل التوقع والتكرار والمحافظة على الروتين.
إخفاء المشاعر والتحكم فى السلوك.
إظهار البرود والتحفظ دائماً.
وليس من الضرورى أن تجتمع كل الصفات فى الشخصية، بل يكفى بعضها.
أسباب الوسواس القهري
هناك عوامل بيولوجية وعوامل سلوكية وعوامل نفسية اجتماعية
أولاً: العوامل الحيوية
أ.النواقل العصبية:
1. السيريتونين: أبدت الأبحاث على الأدوية أن خلل تنظيم السيريتونين له دور في أعراض الوسواس القهري، وأن الأدوية المنظمة للسيريتونين لها فاعلية أكثر من الأدوية التي تؤثر على إفراز الناقلات العصبية الأخرى. ولقد أجريت دراسات عديدة على نسبة نواتج السيريتونين بالسائل المخي الشوكي (CSF) في إحداها وُجِد أن أحد نواتج أيض السيريتونين قل تركيزه بعد العلاج بالأدوية السيريتونية مما جذب الإنتباه إلى تنظيم السيريتونين.
2. النور أدرنالين: أشارت بعض التقارير إلى وجود تحسن جزئي في أعراض الوسواس القهري بعد إعطاء دواء يعمل على تقليل النورابينفرين.
ب.المناعة العصبية:
هناك اهتمام للربط بين الإصابة ببعض البكتريا وأعراض الوسواس؛ 10-30% من المصابين ببكتريا A β-hemolytic streptococci أظهروا أعراض للوسواس
ج.دراسات تصوير المخ:
لقد بينت دراسات تمت عن طريق التصوير الطبقى بالانبعاث البوزيترونى زيادة فى تدفق الدم والتمثيل الغذائى فى الفص الجبهى والعقد القاعدية وأجزاء أخرى فى المخ وعند إعطاء العلاج الدوائى والمعرفى السلوكى تنعكس هذه الاضطرابات وتتحسن حالة المريض أيضاً.
د. الوراثة:
دعمت الدراسات الوراثية فرضية أن هناك تأثيرا للعامل الوراثى فى نشأة الوساوس القهرية. وقد أوضحت الدراسات الأسرية أن 35% من الأقارب من الدرجة الأولى لمرضى الوساوس القهرية مصابون بالمرض نفسه، لكن حتى الآن لا يمكن الجزم أن سبب ذلك هو العوامل الوراثية أم أن ذلك هو أثر السلوكيات المحيطة.
كيفية تَكَوُّن الأعراض فى الوسواس القهرى:
من المعروف أن الفص الجبهى من القشرة المخية لديه القدرة على التحكم فى نشاط العقد القاعدية عن طريق ألياف عصبية تصل بينهما، ولوحظ أنه عند نقص مادة السيروتونين فى العقد القاعدية خصوصاً النواة المذيلة تنشط المراكز العصبية فى هذه الأجزاء ويفقد الفص الجبهى من القشرة المخية السيطرة عليها فيفقد الإنسان القدرة على التحكم فى أفكاره ومن ثم أفعاله؛ فتبدأ أعراض الوسواس القهرى فى الظهور. وبالطبع يحدث هذا فقط فى الأشخاص الذين لديهم استعداد بيولوجى ووراثى لنقص مادة السيروتونين عند تعرضهم لأى ضغوط حياتية.
ثانياً: العوامل السلوكية
يرى واضعي نظريات التعلم أن الوساوس عبارة عن مثيرات شرطية، وتصبح الإثارة النتعادلة (تقريباً) مصحوبة بخوف وقلق من خلال عملية استجابة شرطية مقترنة بالأحداث المسببة للقلق وبهذا تصبح الأشياء والأفكار –التي كانت في الماضي عادية- مثيرات شرطية قادرة على إثارة القلق والشعور بعدم الراحة.
أما الأفعال القهرية فتنشأ بطريقة مختلفة؛ عندما يكتشف المريض فعل معين يقلل لديه القلق والإضطراب الناتج عن الفكرة الوسواسية تتكون لديه استراتيجية التجنب النشط في هيئة أفعال قهرية وأنماط سلوكية للتحكم في هذا القلق. وبالتدريج مرة بعد مرة تتأكد لدى المريض فاعلية هذه الأفعال القهرية في تقليل القلق فتثبت لديه وتصبح أسلوب متعلم من الأفعال القهرية.
تمدنا نظرية التعلم هذه بمبادئ هامة في تفسير ظاهرة الوسواس القهري على سبيل المثال: أن الأفكار المثيرة للقلق لا يجب أن تكون مخيفة في حد ذاتها وكذلك عن كيفية تكوين الأفعال القهرية كجزء من السلوك.
ثالثاً: العوامل النفسية والإجتماعية
لم تثبت بصورة قاطعة العلاقة بين اضطراب الوسواس القهرى والشخصية الوسواسية، ومعظم مرضي الوساوس القهرية لم يعانوا فى بدء حياتهم أو قبل المرض من السمات الوسواسية وهى ليست مهمة أو كافية لحدوث المرض.
وهناك فقط من 15- 30 % من المرضي كانوا فعلاً من الشخصية الوسواسية.
العوامل السيكوديناميكية: العلم بسيكوديناميكية المريض له دور كبير في فهم مشاكل الإلتزام بالعلاج. الصعوبات مابين الشخصيات وإضطرابات الشخصية المصاحبة لأمراض مجموعة المحور الأول [axis 1] يرفض العديد من مرضى الوسواس القهري الإلتزام بالدواء والعلاج السلوكي وبالرغم من أن أعراض الوسواس القهري ناتجة عن تغيرات بيولوجية إلا أننا لا يمكننا إغفال العوامل السيكوديناميكية المصاحبة لحدوث المرض، وأحياناً يستفيد المريض من استمرار الأعراض لديه مثلاً لجذب إهتمام من حوله.
وقد إظهرت الدراسات أن أقارب المريض الذين يشاركون في طقوس المريض يسببون تغيرات كثيرة في روتين حياتهم اليومية، ويبذل أفراد العائلة أقصى جهد لتقليل قلق المريض وكيفية تعبيره عن هذا الغضب. وعندما يلتحق المريض ببرنامج علاجي يتعلم كيف أن مرضه يؤثر على الآخرين، ويساهم هذا التفكير في التعرف على العوامل التي تساهم في بداية أو زيادة الأعراض لديه كذلك
الفرق بين الشخصية الوسواسية والوسواس القهري
مع أننا كثيراً ما نجد فى مرضى الوساوس القهرية سمات من الشخصية الوسواسية إلا أن نسبة قليلة فقط من مرضى الوسواس القهرى هم من أصحاب الشخصية الوسواسية.
فالفارق الأساسى يكمن فى درجة الاضطراب فى النواحى الاجتماعية والمهنية والأكاديمية وفى الحياة عموماً.
أما من يتصف بالشخصية الوسواسية فإنه قلما يشعر بالمعاناة، ونادراً ما يطلب العون فيما يتعلق بمشاكله. بل إنه لا يدرى أيضاً أن هناك أصلاً مشكلة إلا إذا نبهه عليها صديق أو زميل أو قريب ممن يتأثرون به أو يلاحظون سلوكه الجامد والبرود والتحفظ.
ومرض الوسواس القهرى له بداية يتذكرها المريض جيداً عكس الشخصية الوسواسية التى تبدأ فى الظهور فى البلوغ المبكر وببطء وبالتدرج.
هنا لابد لنا من سؤال, هل كل من يتصف بالصفات السابقة يعتبر مريضاً؟
الإجابة هى أن الأمر نسبى ولابد هنا من العرض على الطبيب النفسى ليقرر الحالة.
ولكن إذا وصلت الوساوس إلى حد الاضطراب فى الحياة اليومية الاجتماعية (فتؤدى إلى العزلة والتفرغ لممارسة الطقوس الوسواسية), أو النشاط الأكاديمى، (فيكون سبباً للفشل الدراسى) أو النشاط المهنى، (فيهمل المريض عمله أو يفقده بالكلية). هنا لابد من التدخل العلاجى.
وإن لم تصل الحالة إلى حد الاضطراب السابق فيمكنك الاستفادة من العلاج المعرفى السلوكى أو إفادة غيرك من المرضى الذين لا يعرفون ما عرفت بعد قراءة هذه الصفحات.
الفرق بين وسواس الشيطان والوسواس القهري
أ- وساوس الشيطان دائماً ما تدعو إلى ما تشتهيه الأنفس، وتتلذذ به وتحبه، من النظر المحرم, أو إلى ما دعانا الشرع إلى غض البصر عنه، أو فعل محرمات مثل الزنا ومقدماته, والسرقة, والظلم بأنواعه، أو الاستماع المحرم مثل: سماع الغيبة والنميمة وما شابه ذلك، أو الاستمتاع بحقوق الغير. فمن راودته نفسه إلى ذلك وطاوعها, فهو معرض لسخط الله وعقابه, وأيضاً فهو يستطيع أن يدعها ويمتنع عنها.
ب- أما الوساوس القهرية المرضية فهى اضطراب مرضى مثل كل الأمراض له أسبابه المهيئة والمرسبة، وهى:
1- إما أفكار وخواطر وسواسية لا يريدها المصاب ولا يرضى عنها. بل ويرفضها ويحاول منعها ويقاومها. ويعرف تماماً أنها لا معنى لها وأنها غير حقيقية ولكنه مجبور مدفوع على التفكير فيها.
ونادراً ما ينجح فى دفعها أو مقاومتها مع حزنه الشديد ومعاناته وألمه واستشاراته وأسئلته المتكررة للعلماء والأئمة والأطباء. وإخفاء تلك الأفكار والخواطر عن أهله وأصدقائه حتى يسلم من سخريتهم أو عدم اعترافهم أنها مرض مثل كل الأمراض، أو عدم إحساس الناس بأنه يتألم أو يعانى.
2- أو أفعال قهرية واندفاعات فى أحوال الدين والدنيا مثل تكرار الصلاة أو الوضوء أو جزء منها بسبب الإحساس بأن الماء لم يصل إلى عضو من أعضاء الوضوء, أو أنه نسى ركعة أو سجدة فى الصلاة, أو تكرار غسيل اليد لاعتقاده أن القاذورات والجراثيم مازالت عالقة باليد. ومحاولة الإنسان الموسوس هنا للتوقف عن هذه الأفعال تسبب له القلق الشديد والشك، ولا يجد الإنسان مفراً من تكرارها بل والشعور بأنه أسير لتلك الطقوس.
ولذلك فمرضي الوساوس لا يحصلون على الرضا أو الإشباع أو الإبهاج أو السرور من أداء وساوسهم القهرية بل إنهم يشعرون بأنهم مدفوعون مجبورون لأدائها لمنع موقف مقلق أو مخيف أو مزعج ربما يسبب لهم أو لغيرهم الأذى.
أعراض الوسواس القهري
مع أن الوساوس القهرية تظهر بعدة صور إلا أن الأعراض المهمة والمعروفة تظهر فى صورة المراجعة والتدقيق المتكرر والقهرى - الغسيل والتنظيف المتكرر والقهرى البحث عن التناسق التام - أفكار عدوانية وجنسية غير مرغوبة - العد القهرى للأشياء - طقوس المحافظة على النظام والترتيب والتوازن الدائم - الاحتفاظ بالأشياء عديمة القيمة أو التخزين.
- بعض الناس يعانون فقط من الأفكار الوسواسية ولكن بدون أفعال قهرية.
- هناك تفاوت كبير فى بداية المرض .. فبعض المرضي يعانون من عرض واحد طوال حياتهم. وبعضهم يعانى من وساوس قهرية متعددة. والبعض الأخر يتحول من عرض إلى عرض، فيتوقف هذا ويزيد هذا .. يقل هذا أو يظهر عرض جديد.
- من الممكن أن يظهر فى المراهقة وساوس وأفكار دخيلة ومتطفلة ثم يطغي عليها كثرة الاغتسال وغسيل اليد المتكرر فى البلوغ ثم تتحول إلى التدقيق والمراجعة المتكررة عند التقدم فى العمر.
وفى السطور التالية يتم سرد جميع أعراض الوساوس القهرية لعلك تجد بينها ما تعانى منه فتطلب المساعدة من الطبيب لكى تتحرر منها.
وأيضا نريد أن نبين أنه لا يكفى عرض واحد أو أكثر لتشخيص المرض فى شخص ما.
بل الأهم هو أثر تلك الأعراض على حياة الفرد الاجتماعية والأكاديمية والمهنية، ومدى المعاناة التى يعانى منها المريض. وهل تسبب له الضيق والقلق؟
أو هي مضيعة للوقت؟ هنا فقط يسهل على الطبيب التشخيص.
أعراض الوسواس القهرى الشائعة:
1- وساوس القذارة والتلوث وتتمثل في:
- الخوف الزائد والمبالغ فيه من تعرض الشخص نفسه أو الأهل أو الأحباب لمرض شديد بسبب القاذورات أو الميكروبات أو الجراثيم أو الفيروسات أو الكيماويات أو الملوثات البيئية أو الأشياء الغريبة.
- الاشمئزاز الزائد من الفضلات ( بول - براز - عرق أو مخاط - بصاق)
- الاشمئزاز من المواد اللزجة أو الدهنية أو البقايا ..
2 - وساوس الترتيب والدقة والتماثل وهي تتمثل في:
- الرغبة الشديدة فى وضع الأشياء فى نظام صارم لا يتغير.
- الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة.
- الاهتمام الزائد بالبيئة المحيطة فى البيت والعمل ونظافتها وترتيبها.
- الاهتمام الزائد بالمظهر الشخصى والهندام، بصورة مرضية.
3 - وساوس التخزين والاحتفاظ بالخردة والقديم وهي تتمثل في:
-عدم القدرة على التخلص من أشياء قديمة أو لا قيمة لها بدعوى احتمال الحاجة إليها يوماً ما، أو بسبب الارتباط العاطفى الشديد بها.
-الخوف من فقد شئ ما أو التخلص منه عن طريق الخطأ.
-فحص قمامة المنـزل بدقة للخوف من فقد أى شىء هام فيها.
-الاحتفاظ بأشياء غير مهمة وغير مفيدة مثل:
- اللمبات التالفة والزجاجات والصفائح الفارغة، والأكياس المستعملة، وعلب الكرتون، والجرائد القديمة، وكتب المدارس والكراسات المستعملة، وكذلك تخزين مسمار قديم مستعمل - جهاز قديم تالف - قطع مواسـير وخشب عديمة القيمة - رجل كرسى - قطع أسـلاك بقايا ... كل ذلك إلى درجة تجعل من البيت مخزنا كبيرا للروبابكيا ذو ممرات وكهوف للنوم.
4 - وساوس جنسية وهي تتمثل في:
أفكار جنسية غير مرغوبة وغير مقبولة للشخص نفسه.
- الخوف من الاعتداء الجنسى على امرأة أو طفل، بدون رغبة.
- الخوف من ممارسة الشذوذ الجنسى، بدون رغبة.
5 - وساوس التكرار وهي تتمثل في:
- الرغبة فى القيام بأعمال روتينية متكررة بدون أى هدف منطقى.
- الرغبة فى إلقاء أسئلة مراراً وتكراراً حول موضوع ما مدفوعاً بشىء آخر غير الرغبة فى الاستيعاب.
- الانشغال بأفكار متكررة مثل العد.
- الإلحاح على الخاطر بعبارات معينة أو أسماء أو الحان.
6 - الوساوس الحمقاء والمخاوف والشكوك:
- مثل الخوف من الفشل فى إنجاز أى مهمة روتينية، مثل التخلص من كمبيالة بعد دفعها، أو الخوف من التوقيع على شيك بدون رصيد رغم وجود رصيد كاف.
- الخوف من دخول اختبار امتحان بسيط رغم الاجتهاد المسبق قبل الانتهاء تماماً من مذاكرة كل الكتب المقررة والخارجية والمذكرات.
- الخوف من شراء شئ ما من السوق لعدم كفاية المال الذى معه رغم
وجود مال كاف.
7 -الشك والحيرة والتردد:
- هنا يشك المرضى فى الموضوعات الدينية والأخلاقية وطلبهم الدائم للحصول على القبول والتدعيم من الآخرين فيما يتعلق بإخلاصهم وطهارتهم وبراءتهم السلوكية والأخلاقية.
8 -الوساوس الدينية:
- وهي تشمل أفكاراً ووساوس مزعجة بانتهاك الحرمات والأعراض أو الوقوع فى الكفر.
- الوساوس المتعلقة بالمسائل الأخلاقية والثواب والعقاب والخطأ والصواب.
- تصور أشياء فظيعة عن الذات الإلهية أو الأنبياء لا يمكن دفعها.
- سب قهرى لأشياء مقدسة غالية على النفس مع العجز عن وقف هذا السباب. مثل سب الله أو الرسول أو الدين.
- تكرار فحص فواتير البيع والشراء للتأكد من أنه ليس فيها خطأ ما خوفا من أن يكون ذلك مماثل للسرقة.
- إعادة مراجعة الحديث مع الآخرين مرات ومرات للتأكد من عدم تعمد الكذب فى أى جزء منه.
- تكرار الصلوات، وتكرار تسميع الأذكار حتى يتم إتقان نطق كل كلمة بدون تشتيت أو فقدان التركيز.
أمثلة لوساوس مرضى المسلمين:
- الشك عند النية فى الوضوء والصلاة وغيرها.
- الشك فى رفع الحدث الأكبر والأصغر.(1)
- الشك فى نجاسة أو فساد ماء الغسل والوضوء.
- الإكثار والإسراف من صب الماء وجريانه فى الوضوء والغسل.
- التشديد فى الدين والزيادة على المشروع.
- شدة التنطع فى التلفظ والتقعر فى ذلك.
- الوساوس فى انتقاض الطهارة من خروج ريح أو نقطة بول أو مذى أو لمس القدم للأرض أو طرطشة الماء أو لمس النساء.
- الشك فى نجاسة البدن والملابس.
- الشك فى طهارة الماء المكشوف.
- الشك فى نجاسة ما أصابه قليل الدم.
- الوسوسة فى مخارج الحروف والكلمات والتكلف فيها والتكرار.
- الإسراع فى وقوع الطلاق كطلاق المكره وطلاق البتة وجمع الثلاث.(2)
- الوسوسة فى المذبوح من الطيور والحيوانات الحلال. هل سمى عليه أم لا؟
- الوسوسة فى اتجاه القبلة.
- الوسوسة فى أن ذنوب العبد لم ولن تغتفر رغم عدم اقتراف أى كبيرة.
- الخوف من رمي أى ورقة على الأرض ربما يكون فيها قرآنا أو اسم الله.
أمثلة لوساوس مرضى المسيحيين:
- تكرار الاعتراف للحصول على الغفران من الخطايا والانتهاكات والذنوب والتى تمت التوبة منها من قبل.
- القلق الشديد من مجرد النظر إلى زوجة شخص أخر الذى يكون قد أثار أفكارا جنسية لا تنتهك الوصية التى تقول: ;لا تشته زوجة رجل آخر+.
- الخوف من وطء أى شىء يشبه الصليب.
أمثلة لوساوس مرضى اليهود:
- تحاشى بلع اللعاب حتى يتحقق الصيام والامتناع عن الأكل والشرب فى أثناء الاحتفال بيوم كيبور.
9- وساوس عدوانية:
هي الخوف من التسبب فى ارتكاب أشياء فظيعة ورهيبة مثل:-
- الرغبة فى إيقاد نار فى بيت للأحباب أو الجيران.
- وجود صور دخيلة أو متكررة لإحداث عنف واعتداء.
- الخوف الشديد وغير المنطقى لجرح أو إصابة إنسان ما مثل الاصطدام بشخص ما أثناء قيادة السيارة أو دهسه.
- الخوف من تنفيذ فكرة عدوانية باستعمال سلاح نارى أو سكين أو ساطور.
10- وساوس متعلقة بالطعام:
- الانشغال والتفكير الشديد فى أنواع الأطعمة.
- الاهتمام بالمقاييس مثل تماثل قطع اللحم فى الحجم والوزن والشكل (مكعب - مستطيل) عند قطعها. وأحجام البيتزا والفطير وسمكها ووزنها عند عملها.
- الاهتمام الشديد بمدى نعومة العجين ودرجة امتزاجه وأن تكون كل قطعة عجين وزن الأخرى تماما وكروية وكل لحظة يتم زيادة الماء أو الدقيق للحصول على قوام معين.
- المخاوف غير المنطقية بأن نوع من الأكل ضار لأنه يحتوى على الكوليسترول - النشويات - السكريات....الخ.
11- وساوس متعلقة بالجسم:
هي وساوس حول الجسم وصحته ومقاييسه ولونه مثل:
- الاهتمام الزائد بالوزن وقياس وزن الجسم مرات عديدة يوميا.
- الاهتمام الزائد بصحة الجسم وقياس درجة الحرارة بالفم مرات عديدة يوميا.
- الرغبة فى الذهاب إلى معامل التحليل لإجراء فحوصات متعددة ومتكررة.
12- المخاوف الخرافية وغير المنطقية:
- الاعتقاد أن أعدادا معينة تجلب الحظ أو النحس.
- طقوس غسيل اليد والاستحمام وتنظيف الأسنان بأعداد معينة حتى لا يحدث مرض أو رسوب فى الاختبار.
- الاعتقاد الراسخ بأن الأدوات المنزلية مثل الشوك والأطباق والملاعق والسكاكين والحلل ملوثة ولا يمكن أن تكون نظيفة أبداً مهما تم غسلها كثيراً.
- الاعتقاد بأن لمس شئ معين قد يؤدى إلى مرض أو وفاة الإنسان.
13- الرغبة القهرية لجعل كل شئ صحيح تماماً:
- الاهتمام الشديد بفعل كل شئ طبقا للتماثل والترتيب والتوازى مثل صف الزجاجات والعلب في المطبخ والأكواب والبرطمانات على حسب حروفها الأبجدية أو على حسب لونها أو حجمها أو وضعها متدرجة بنظام معين. وكذلك وضع الشوك والملاعق والسكاكين متوازية.
- تعليق الملابس فى مكان معين من الدولاب لا يتغير وبطريقة معينة على حسب النوع أو اللون أو لبس ملابس معينة فى أيام معينة.
- وضع اللوحات على الحائط أفقية تماما وموازية للسقف والحوائط.
- وضع السجاجيد فى المنتصف تماما فى وسط الغرفة موازية لحوائط الغرفة شراشيبها مستقيمة غير منكوشة.
- ترتيب المقاعد والكنبات والطاولات (الترابيزات) مرتبة ومتعامدة على بعضها ومتوزاية. وكذلك وضع المخدات والمفارش والبطاطين والألحفة بطريقة معينة غير مسموح للزوج أو الأولاد بتغييرها.
مواصلة عمل شئ ما مهما كلف الجهد والوقت ليكون منضبطا تماما.
14- الفحص والمراجعة والتدقيق القهرى:
وهؤلاء الناس يعيشون مع إحساس دائم وزائد وغير منطقى بمسئوليتهم عن الأخطار التى من الممكن أن تصيب النفس والأحباب والأولاد بسبب أعمالهم غير الدقيقة والإهمال المزعوم فهم مجبورون على المراجعة والتدقيق المتكرر للأبواب والنوافذ والأقفال والأنوار والحنفيات لمنع أى رشح أو تنقيط، ومفاتيح الأجهزة المنـزلية والكهربائية حتى لا تستهلك الأجهزة وحدوث أى ماس كهربى أو أى مشكلة أو مصيبة محتملة بسببهم.
- تكرار العودة للمنـزل بعد الخروج للتأكد من الأشياء السابقة.
- تكرار القيام عدة مرات ليلاً للتأكد من الأشياء السابقة.
- التأكد المتكرر من عدم الإضرار بشخص ما مثل قيادة السيارة حول مكان معين والعودة إليه مرات للتأكد من عدم دهس إنسان برىء أو حيوان أليف.
- التأكد مرات عديدة من عدم وجود أخطاء فى شئ ما.
- العودة للسيارة عدة مرات للتأكد من غلق أبواب السيارة ورفع زجاج الأبواب خوفا من السرقة والتأكد من رفع فرامل اليد خشية تحرك السيارة والتسبب فى كوارث.
- الفحص المتكرر لأى عوارض جسدية عند الأطباء ومعامل التحليل.
15- أفعال قهرية أخرى:
أ- البطء الوسواسى المرضى فى أداء الأعمال اليومية الروتينية.
ب- طقوس الرمض ( البربشة القهرية ) والتحديق.
ﺟ- إلقاء الأسئلة القهرى مراراً وتكراراً؛ للتأكد من نفس السؤال.
د- السلوك القهرى لأعمال غير منطقية مثل:
-النوم فى وقت محدد لطرد الشيطان.
-عدم السير فوق الفروق بين بلاط الأرضية.
-تجنب تخطى إنسان نائم على الأرض.
-الشعور بالرعب لمجرد حدوث أى عمل اعتباطي.
-الرغبة القهرية لإخبار شخص ما شىء ما، أو سؤال شخص ما سؤالاً ما، أو الاعتراف لشخص ما بشىء ما.
-الرغبة القهرية للمس أو طرق أو تدليك أشياء معينة مراراً وتكراراً.
-الرغبة القهرية لتقشير الجروح وعصر أى حبوب تظهر على الجلد للنفس أو للغير.
-الرغبة القهرية للعد: أصابع اليد - درجات السلم - أعمدة النور - أدوار المبانى - بلاط الأرضية - الألواح الزجاجية فى النوافذ - اللوحات بالطرق السريعة - الأشجار - أو عد الناس فى مكان ما - عد السيارات فى طريق ما.
-طقوس عقلية مثل قول أذكار معينة لجعل فكرة أخرى تذهب بعيداً.
عمل القوائم والجداول القهرى لكل شئ (جدول المذاكرة - جدول أنواع الطعام).
(1) رفع الحدث الأصغر: هو الوضوء. ورفع الحدث الأكبر هو غسل الجنابة.
(2) طلاق البتة: هو طلاق الرجل لزوجته للمرة الثالثة ولا رجعة فيه. وجمع الثلاث فى الطلاق: هو أن يقول الرجل لزوجته فى نفس الجلسة أنت طالق بالثلاثة.
أعراض الوسواس القهري في الأطفال
غالبا ما تبدو الحياة صعبة للأطفال المصابين بالوسواس القهرى، وتستهلك الوساوس القهرية الكثير من وقت وطاقة الطفل، وتجعل من الصعب على الطفل القيام بواجباته المدرسية أو مهامه اليومية فى وقتها المحدد، ودائماً ما نجد الأطفال قلقين من أنهم ربما يكونوا قد أصابهم الجنون لأن تفكيرهم وسلوكهم مختلف عن أقرانهم؛ فيفقد الطفل ثقته بذاته.
الصباح والمساء دائماً ما يمثلان أشد الأوقات صعوبة للطفل المصاب بالوسواس القهرى.
- فى الصباح يشعر الطفل بأهمية الانصياع لطقوسه تماماً، وإلا فلن يكون اليوم على ما يرام؛ فلا بد من الاستعداد التام للمدرسة فى الوقت المحدد ... كل ذلك يجعل الطفل مضغوط ومتوتر وسريع الغضب.
- وفى المساء يشعر الطفل أنه لا بد له من عمل جميع الواجبات والطقوس القهرية قبل النوم؛ وبالتالى التأخر فى النوم والشعور بالتعب فى الصباح.
- أطفال الوسواس القهرى دائما ما يشعرون أنهم ليسوا عل ما يرام صحياً؛ ربما بسبب المرض نفسه، أو بسبب قلة الشهية للطعام، أو بسبب قلة النوم ... إلى جانب أن الوساوس والأفعال القهرية المتعلقة بالطعام شائعة فى الأطفال مما يؤدى إلى عادات غير طيبة فى تناول الطعام، والشعور بأعراض مثل الصداع أو المغص.
- أحياناً ما يصاب الطفل المريض بنوبات من الغضب لعدم مطاوعة الوالدين للطقوس الوسواسية أو عدم قدرتهم على ذلك؛ مثل الطفل الذى يخاف من القذارة أو الجراثيم فيطلب من والديه السماح له بالاستحمام ساعات طويلة، أو غسيل ملابسه مرات عديدة، أو بطريقة معينة، وعندما يرفض الوالدين تخطى الحدود المعقولة يشعر الطفل بالقلق ويظهر الغضب.
- وتمثل الصداقة والعلاقات بالآخرين مصدراً للقلق لهؤلاء الأطفال؛ حيث يحاولون بكل ما يملكون إخفاء أعراضهم وطقوسهم عن أقرانهم. ولكن عندما تزداد حدة الأعراض يعانى الأطفال من الضيق ومن التهكم بهم لانشغالهم أوقات طويلة بوساوسهم وأفعالهم القهرية، أو التفاعل مع أقرانهم سلبياً فلا يجدوا إلا السلبية لقاء سلوكهم غير الطبيعى.
- يلاحظ أيضاً على أطفال الوسواس القهرى التفكير الكوارثى (أى توقع الكوارث والمصائب من أى إهمال بسيط؛ حقيقى أو مُتخيَّل) والإحساس الزائد بالمسؤلية. مثل الطفل الذى يظن أن مجرد قياس الحرارة عدة مرات يومياً من الممكن أن تمنع حدوث المرض أو الموت له ولمن يحب.
وبالنسبة لأعراض الوسواس القهرى عند الأطفال غالباً ما تشبه تلك التى يعانى منها الكبار مع بعض الفروق.
ويستعمل العلاج المعرفى فى الأطفال لمجابهة هذا التفكير الكوارثى، والإحساس الزائد بالمسئولية، والافتراضات الخاطئة التى تكون دائماً مسئولة عن الطقوس القهرية.
ويشمل العلاج السلوكى تعريض الطفل للأشياء الحقيقية المثيرة للوساوس، والمؤدية إلى السلوك القهرى.
(لمزيد من المعلومات عن المرض والعلاج والأمثلة ارجع إلى الوسواس القهرى فى الأطفال).
مسار مرض الوسواس القهرى ومآله
أكثر من 50 % من مرضي الوساوس القهرية يظهر عندهم المرض فجأة وبدون مقدمات وبداية المرض فى كثير منهم يحدث بعد حادث مقلق مثل: كشف هيئة لوظيفة مرموقة - خلال وبعد اختبارات آخر العام - بعد الولادة - مشكلة فى العلاقة الخاصة بين الزوجين - موت إنسان عزيز.
ونظراً لأن كثيراً من المرضي يخفون أعراض المرض, فإنهم لا يستشيرون الطبيب النفسي إلا بعد سنوات عديدة من المعاناة والمكابدة.
وتختلف المعاناة من مريض لآخر, فهناك من تخف أحياناً شدة وساوسه وتزداد فى أحيان أخرى. وهناك المريض الذى يعانى منها بصفة دائمة وثابتة.
وبصفة عامة يمكن القول أن هناك 25 % من المرضي يتحسنون تحسناً ملحوظاً بل ويشفون بإذن الله. وهناك 50 % من المرضي يتحسنون وهناك 25 % من المرضي لا يبدون أى تحسن بل وأحيانا تزداد معاناتهم خصوصاً من لا يقبلون على العلاج الدوائى, أو السلوكى المعرفى.
أيضاً وجد أن نسبة كبيرة من المرضى الذين يعانون الوساوس القهرية لفترة طويلة وقعوا فى حبائل الاكتئاب, ولوحظ عليهم الحزن وعدم الاهتمام وفقد الشهية والوزن, وغير ذلك لطبيعة المرض المقلقة والمتعبة وعجز المريض عن دفعها، لكن بعد العلاج تتحسن هذه الأعراض الاكتئابية.
علاج الوسواس القهرى
1.اختيار العلاج
غالباً ما يكون اختيار العلاج حسب شدة الوسواس وضعفه. فيبدأ العلاج النفسى (العلاج المعرفى السلوكى فقط أو العلاج المعرفى السلوكى والدوائى).
ونوع الدواء يختلف حسب شدة الوساوس وعمر المريض. ففى الحالات البسيطة نستخدم العلاج المعرفى السلوكى فقط, وعند شدة الوساوس القهرية نضيف الدواء أو نستخدم الدواء فقط. وفى المرضى صغار السن غالباً ما نستعمل العلاج المعرفى السلوكى فقط.
2.العلاج المعرفى السلوكى
يتكون من العلاج المعرفى والعلاج السلوكى:
أ- العلاج السلوكى:
ويشمل التعرض ومنع الاستجابة:
التعرض يعتمد على حقيقة أن القلق عادة ما يقل بعد مواجهة الشىء المثير والمقلق والمخيف فترة كافية. وهكذا فالمرضى الذين لديهم وساوس متعلقة بالجراثيم لابد وأن يبقوا فى مواجهة أو ملامسة الأشياء التى يظنون أنها ملوثة حتى يختفى القلق المتعلق بها. وبتكرار التعرض يتعود المريض على المثير أو الشىء المخيف ويقل القلق حتى يصل إلى درجة لا يخاف فيها أبداً من مواجهة المثير المسبب للوساوس. ولكى يتم عمل تعرض ناجح لابد وأن نساعد المريض لكى يتوقف عن الطقوس الوسواسية والسلوك التجنبى (أى تجنب القرب أو رؤية أو فعل أو لمس أى شئ يثير القلق والوساوس)؛ كمثال المريض الذى يخاف الجراثيم لا ينبغى فقط ملامسة الأشياء التى يظن أنها ملوثة ولكن لابد أن ينتهى عن الطقوس المصاحبة كغسيل اليد عدة مرات حتى ينتهى القلق.
ب- العلاج المعرفى
أما العلاج المعرفى والذى لابد أن يضاف إلى العلاج السلوكى فيتلخص فى مقاومة وتغيير الأشياء والأفكار الخاطئة فى حسابات الخطر أو تضخيم الإحساس بالمسئولية الشخصية والذى يلاحظ غالباً فى مرضى الوسواس القهرى.
فقد ظهر أن هذه المفاهيم والمواقف الخاطئة لها دور كبير فى وجود واستمرار أعراض الوسواس. لذلك يجب مناقشتها وتغييرها لما لها من أثر على السلوك.
3- نـوع الـدواء
العلاج الدوائيلقد ثبتت فاعلية الدواء فى علاج الوسواس القهرى فى محاولات ودراسات كثيرة وفى الواقع العملى. ومن بين المجموعات الدوائية فى علاج الوسواس القهرى مجموعة تقوم بتثبيط استرجاع مادة السيروتونين إلى داخل الخلية العصبية.
وتتميز هذه المجموعة بقلة الأعراض الجانبية وهى من أكثر الأدوية فاعلية فى علاج الوسواس القهرى. ولكن إذا لم يتحسن المريض على الجرعات الدوائية المعتادة، وجب زيادة الجرعة تدريجيا خلال (4 - 8) أسابيع.
وإذا حدث تحسن جزئى على الجرعة الدوائية المعتادة وجب زيادة الجرعة إلى الحد الأقصى المسموح به خلال (5- 9) أسابيع من بدء العلاج ويعتبر الدواء غير فعال ويجب تغييره إلى مجموعة أخرى أو إضافة دواء آخر إذا لم يشعر المريض بتحسن خلال (2 - 3) شهور.
وعند التحسن الكامل يجب الاستمرار فى تناول الدواء, لأن هناك مرضى بحاجة إلى العلاج المستمر لظهور الأعراض بعد ثلاث أو أربع مرات من المحاولات العلاجية خصوصاً فى حالات الوساوس الشديدة التى تؤثر على العمل والنشاط الاجتماعى للمريض ويبقى حساب المصالح والمفاسد:
هل تكلفة الدواء والانتظام عليه وتحمل الأعراض الجانبية أشد أم تحمل الوسواس القهرى؟ حيث أنه يسبب ارتباكاً فى حياة المريض المهنية والاجتماعية, الإجابة عند المريض.
هناك مرضى كثيرون يرفضون العلاج, ووجد عند رفض الدواء أو عدم الانتظام فى العلاج السلوكى وواجباته ونشاطاته أن للوسواس أعراض لها تأثيرات نفسية هامة ترمز إلى شىء ما, تجعل المريض يقاوم الإقلاع عنها.
وهنا يأتى دور الطبيب النفسى ليتأمل ويغوص فى أغوار النفس ليكتشف أسباب الرفض مما يؤدى إلى تحسن حالة المريض.
وعلاج الوساوس القهرية والنفسية عموماً ليست بالمهدئات أو المخدرات كما يظن البعض, وهى أدوية لا تؤدى إلى الإدمان كما سبق وأوضحنا فى المقدمة حتى لو استخدمت لفترات طويلة بشرط أن تكون بناء على الوصف الطبى المتخصص والمتابعة الجيدة, وحينئذٍ يحدث التحسن تدريجياً وأحيانا يحدثً ببطء, لذا يجب على المريض أن لا يفقد الأمل، وليعلم أن الأعراض الجانبية إن وجدت غالباً ما تزول بعد عدة أيام من الاستمرار على العلاج.
- ليس هناك علاج واحد مناسب لكل إنسان، حتى ولو لم يتم التحسن لفترة طويلة أو زاد المرض أو ظهرت أعراض جانبية. عليك بمراجعة الطبيب النفسي لتعديل الجرعة أو تغيير الدواء.
- التحسن واختفاء الأعراض لا يستلزم وقف الدواء بدون الاستشارة الطبية تماماً مثل الأمراض العضوية الأخرى فهناك من يشفى بإذن الله تماماً, ومنهم من يتحسن جزئياً والقليل النادر الذى يستمر معه المرض لفترات طويلة وهؤلاء على الأرجح من يرفضون العلاج المعرفى السلوكى.
- كثيراً ما يؤنب المريض نفسه ويشعر أن له دوراً فى حدوث هذه الوساوس لضعف نفسه أو قلة إيمانه، فنقول له إن السبب يرجع إلى المرض الذى لابد من علاجه أولاً، وثانياً يمكنك أن تطمئن نفسك وتخلصها من الإحساس بالذنب بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ;إن الله تجاوز لأمتى ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به (رواه مسلم)، وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: (إنا نجد فى أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم. قال: ذاك صريح الإيمان). (رواه مسلم).
فقد أخبر النبى صلى الله عليه وسلم أن الله عفا عن حديث النفس إلا أن تتكلم أو تعمل به. فالفارق كبير بين حديث النفس وبين الكلام، وأخبر أن الإنسان لا يؤاخذ إلا عندما يتكلم به، والمراد حتى ينطق اللسان باتفاق العلماء وأما فى الأفعال القهرية فنقول للمريض حاول وتجلد واستعن بالله ولا تعجز مع العلاج السلوكى والدوائى.
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة فقال: تلك محض الإيمان. ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: ذاك صريح الإيمان, أو تلك محض الإيمان: أن استعظام الكلام به هو صريح الإيمان فضلا عن الخوف منه والنطق به وهذا يعنى استكمال الإيمان ونفى الريبة والشكوك عن صاحبه.
يبدأ البرنامج العلاجي بتقييم مدى المعاناة والضيق والقلق من أعراض الوسواس القهرى.
- بالرجوع إلى قائمة الأعراض سالفة الذكر.
ضع علامة (√) علي الأعراض التي تعانى منها ثم أنقل هذه الأعراض مرتبة على حسب شدتها في ورقة منفصلة.
- حدد العرض المذكور ومدى المعاناة منه وشدتها كالآتي:
العـرض
الدرجة
عرض خفيف الشدة (يسبب إزعاج وقلق قليل)
2
عرض متوسط الشدة (يسبب بعض القلق والمعاناة)
5
عرض غير محتمل (يسبب الكثير من القلق والمعاناة)
10
أ- الوســــاوس
وهى مجموعة من الدوافع والأفكار والصور المتواصلة والمتسلطة والمستمرة التى تتطفل على عقل المريض وتراوده وتعاوده وتلازمه مع عجزه عن دفعها أو طردها أو التخلص منها، ويعانى المريض كثيراً منها لسخفها وعدم فائدتها وغرابتها وتسببها لكثير من القلق والإزعاج.
1- وساوس الدقة والترتيب:
وتشمل الاهتمام والانشغال الشديد بالترتيب والدقة والتماثل والتوازي ..الخ.
مسلسل
العــرض
شدة المعاناة
الدرجة
1
الاهتمام بالترتيب الشديد فى....
عرض خفيف
2
2
الانشغال بالتماثل والتوازي فى....
عرض متوسط الشدة
5
2- وساوس التخزين وجمع الأشياء:
وتشمل............
عمل جدول كالسابق
3- وساوس التلوث والقذارة:
وتشمل............
عمل جدول كالسابق
4- وساوس جسمية وجسدية:
وتشمل...........
عمل جدول كالسابق
5- وساوس جنسية:
وتشمل............
عمل جدول كالسابق
6- وساوس التكرار:
وتشمل...........
عمل جدول كالسابق
7- الوساوس الحمقاء والمخاوف والشكوك:
وتشمل...........
عمل جدول كالسابق
8- الوساوس المتعلقة بالدين والأخلاق:
وتشمل...........
عمل جدول كالسابق
9- وساوس...........:
وتشمل...........
عمل جدول كالسابق
10-.....................
11-.....................
ب- الأفعال القهرية
وهى أعمال عقلية وذهنية واعية وسلوكيات متكررة جبرية، استجابة لأفكار وسواسية، لتخفف أو تمنع القلق والإزعاج الناتج عن تلك الوساوس ولا يستطيع المريض مقاومتها وهى تستحوذ عليه.
وهى أفعال يؤديها المريض بهدف تحقيق الراحة المؤقتة.
1- التكرار والدقة والعد والترتيب:
وتشمل...........
عمل جدول كالسابق
2- المراجعة والفحص القهري:
وتشمل...........
عمل جدول كالسابق
3- الغسيل والتنظيف المتكرر:
وتشمل...........
عمل جدول كالسابق
4- التخزين والاحتفاظ بالخردة والقديم:
وتشمل...........
عمل جدول كالسابق
5-.......................
6-.......................
ﺟـ- الأعراض التجنبية
السلوك التجنبي يعنى تجنب القرب أو رؤية أو فعل أو لمس أى شئ يثير القلق والوساوس. ومثال ذلك: المريض الذى يخاف الجراثيم فلا يقوم بالسلام ومصافحة الأيدى. وكذلك المريضة التى تخاف من ذبح ابنتها تتجنب استعمال السكاكين والمقصات.
وأيضاً المريضة التى تخاف من دفع زميلاتها على السلالم فى المدرسة فلا تذهب إلى المدرسة أو تتجنب القرب من زميلاتها.
- على المريض كتابة قائمة للمواقف والأشخاص والأماكن والأشياء التى يتجنبها بسبب الوساوس القهرية.
- حدد درجة تجنبك لهذه الوساوس على مقياس يبدأ من (صفر) وينتهي بـ (10).
مثال:
صفر: أنا لا أتجنب هذا الموقف نهائيا.
5 : أنا أتجنب هذا الموقف نصف الوقت تقريباً.
8 : أنا أتجنب هذا الموقف معظم الوقت.
10: أنا أتجنب هذا الموقف تماماً كل الوقت.
المواقف والأماكن والأشخاص والأشياء التى أتجنبها
درجة التجنب لهذه المواقف
(صفر - 10)
1
مرتبة على حسـب شدتهـا
صفـر
2
..............
3
..............
4
..............
تحديد الأعراض التى سنبدأ بعلاجها
- مرضى الوسواس القهرى يعانون من عدة أعراض فى نفس الوقت, فلا داعى لفقدان الأمل حيث أن هذا هو المعروف فى هذا المرض.
- سوف نبدأ فى علاج عرض واحد فقط وهو أكثر عرض يسبب الإزعاج والضيق والمعاناة فى الحياة اليومية والاجتماعية والعملية.
- بعد أن تنتهى من علاج أشد الأعراض سوف نبدأ فى علاج الأعراض الأقل شدة وهكذا حتى تنتهى كل الأعراض.
- رتب كل الوساوس والأفعال القهرية والتى أخذت صفة عرض شديد أو غير محتمل أو درجة (10) فى جدول تصنيف الأعراض على حسب شدة المعاناة (الجداول السابقة).
- أعد ترتيب هذه الوساوس والأفعال القهرية الشديدة والتى ذكرت فى الجداول السابقة على حسب شدتهم فيما بينهم ورتبهم بالأرقام 1، 2، 3 ........ وسوف نبدأ بعلاج رقم (1).
- نفس الأمر سوف يتكرر فى علاج الأعراض التجنبية على حسب شدتها.
ملاحظات على الخطة العلاجية
- من المعلوم لكل من المريض والطبيب والصديق أن استبصار المريض أو معرفته بمرضه وتشخيصه لا يؤدى بالضرورة إلى تغيير فى مشاعر المريض وسلوكه. ومهما كان المريض على علم كامل بقلقه ووساوسه وأفعاله القهرية فلن يعدل هذا من سلوكه إرادياً قبل معالجة الأسباب الرئيسية لمرضه وقبل الدخول فى خطة العلاج التى تحدد له بمعرفة الطبيب المعالج طبقاً لأعراضه.
- يجب أن يتحلى المريض بالصبر على جرعة الدواء ومدة استخدامه التى قد تطول أحياناً. فطبيبك لم يختر هذا المرض. والذى تعانيه هو مرضك، وهو ابتلاء من الله لك ولابد من التسليم بقضاء الله. والذى فى يدك وفى يد طبيبك هو البدء فى العلاج. ودفع قضاء الله (المرض) بقضاء الله (العلاج) إن شاء الله.
نلاحظ أن المرضى تقل طقوسهم المرضية خارج المنـزل وأمام الأغراب.
ونلاحظ أيضا أنهم عند إعطائهم التعليمات العلاجية لتنفيذها وحدهم، أو مع أسرهم لم يتقدموا كثيراً، وهذا يعنى أهمية مشاركة الطبيب النفسى فى الخطة العلاجية.
بعد عمل التقييم السابق سيتم عمل قائمة بالمواقف التى تسبب لك القلق، وبالتالى التجنب لتلك المواقف، مرتبة حسب مستوى القلق الذى تسببه. ومن هذه القائمة سوف نعرف من أين نبدأ. وسوف نقوم بعمل مقياس للقلق له (10) درجات، يعادل معظم المواقف المثيرة للقلق والتى تعانى منها بسبب أى عرض من أعراض الوسواس القهرى.
صفر = لا يوجد قلق مطلقا.
2 = قلق قليل.
5 = قلق متوسط.
10 = قلق غير محتمل.
- من المؤكد أن القائمة سوف تشمل مواقف مثيرة للقلق فى مستويات مختلفة، ولابد أن تكون متدرجة فى مستوى القلق الناتج منها.
- تحديد مستوى القلق يجب أن يكون مبنياً على ما تعتقده أنت أنك سوف تستشعره لو واجهت هذا الموقف المقلق. ولكل حالة جدول خاص يناسبها.
مثال 1:
الفعل القهرى للتأكد من أنك لم تنـزع فيشة السخان: ما تقديرك لدرجة القلق لو منعك شئ ما من الرجوع والتأكد؟
مثلا تقول أنها (4 درجات) أو (تحت المتوسط).
مثال 2:
الفعل القهرى لكثرة غسيل اليد: ما تقديرك لدرجة القلق لو منعك شئ ما من غسيل يديك عدة مرات بعد لمس مريض بمستشفى الحميات؟
مثلا تقول أنها (6 درجات) أو (فوق المتوسط).
مثال 3:
الفعل القهرى للرجوع إلى البيت للتأكد من غلق الباب جيداً بعد الخروج: ما تقديرك لدرجة القلق لو منعك شئ ما من الرجوع والتأكد؟
مثلا تقول أنها (9 درجات) أو (قلق شديد).
من القائمة الأساسية يمكنك عمل قوائم أخرى صغيرة لمواجهة موقف أو فعل تجنبي معين
علاج الأفكار الوسواسية
لا يستطيع أحد منا أن ينكر أنه قد جاءته ذات يوم أفكار متطفلة أو دخيلة، أو غير مرغوبة، ولا تتفق مع مبادئه وشخصيته واتجاهاته. ومريض الوسواس القهرى هو أحد الذين تنطبق عليهم القاعدة السابقة بالإضافة إلى أنه لديه حساسية شديدة من مباغتة هذه الأفكار لعقله. فيبدأ فى محاولة تخفيف شعوره بالقلق والإحساس بالذنب فيتبع أسلوب التجنب والهروب من هذه الأفكار. وللأسف فإن هذه المحاولات تبوء بالفشل عادة وتقوى وتكبر الأفكار الغريبة وتصبح أشد وأقوى.
ولكى نطمئن مريض الوسواس نهمس فى أذنه قائلين:
دع القلق واطمئن لأنك لن تنفذ هذه الأفعال الرهيبة لأن عقلك غير مقتنع بهذه الأفكار السيئة، أو الأفعال الخطيرة، أو الإهمال المزعوم أو الصور الجنسية أو الإساءات الدينية التى تخطر ببالك.
بعض المرضى تصاحب أفكارهم الوسواسية طقوس خاصة للسيطرة على القلق والإزعاج الناتج من هذه الأفكار والخوف من تنفيذها. وبدلاً من تحقيق الهدف فإن العكس هو الذى يحدث وهو زيادة القلق والمعاناة. فيلاحظ قيام المرضى بأفعال خفية لمحاولة تقليل القلق والتى لا يلاحظها الآخرون.
مثال: تكرار ذكر دينى معين مئات المرات بدون أى تدبر .. أو الهمس بكلمات:
أنا لا يمكن أعمل كده أبداً
أنا برىء من هذا الكلام إلى يوم الدين
أو قراءة آيات معينة مئات المرات بدون أن يكون هناك دليل أو سند من الدين.
وهنا لابد من الإقرار أن كل هذه الأفكار لا تعنى شيئاً وكل ما تعنيه أن المصاب بها هو إنسان مريض بالوسواس القهرى وبحاجة ماسة للعلاج.
ومشكلة المريض تكمن فى تفسير الأفكار الدخيلة على عقله. فيبدأ المريض فى تفسير الفكرة وكأن لها نفس حقيقة الفعل. أى كأن المريض قد قام إراديا، أو كأنه يريد هذه الأفكار أو يعتقدها أو يؤمن بها. فتبدأ محاولات تجنبها والسيطرة عليها والتحكم فيها لتقليل القلق الناتج منها والطقوس الوسواسية الفكرية. ونتيجة لذلك يقل القلق ولكن مؤقتاً. وهكذا تدور دائرة الوسواس.
يبدأ الوسواس بفكرة أو صورة أو رغبة تقفز إلى العقل فتسبب اضطراباً وإحساساً بالذل والذنب والخجل والخوف ودائماً ما تكون ذات مغزى عدوانى أو جنسى أو كفرى.
فيبدأ الشك فى كل مظاهر الحياة والأفكار والمشاعر ومثال ذلك:
الرجل المحب لأولاده وفجأة تأتيه فكره أو اندفاع لعمل شئ يضرهم أو يؤذيهم.. (مجرد فكرة)
رجل متدين تقفز إلى عقله أفكار ومواضيع دينية كفرية لمخالفة الشرع أو سب أشياء مقدسة عزيزة على القلب فيشعر المريض بالذنب والحزن
المريضة التى يوسوس لها عقلها أنها كلما سجدت فإنها تسجد للشيطان وليس لله. فتركت الصلاة خشية أن تكون هذه الفكرة حقيقية وصلاتها للشيطان وليست لله
الرجل الفاضل المسئول الذى تأتيه وساوس ودوافع لعمل حريق فى بيوت الجيران أو دفع إنسان يمشى على الرصيف أمام السيارات
الزوج الفاضل الموفق مع زوجته جنسياً وقد آتاه وسواس فى شكل صور ودوافع لممارسة الشذوذ الجنسى
الفتاة حديثة البلوغ التى تدينت والتزمت وأصابها الوسواس فى صورة شك فى صحة الوضوء أو الصلاة أو عدم الإخلاص أو الرياء أو الشرك لمجرد أى فكرة صغيرة تخطر ببالها ولا تستطيع أن تتخلص منها
الشاب المتزوج حديثا (أو الفتاة) والمشغول بمسئوليات الأبوة (أو الأمومة) من الممكن أن يعانى من وساوس ومخاوف الإضرار بأولاده فى المستقبل عندما ينجب
الفتاة التى عقد قرانها وتذهب لطبيبة النساء قبل الزواج لشكها فى عدم سلامة بكارتها. وتكرر الذهاب ولا يتوقف عقلها عن التفكير فى هذه الفكرة أنها ليست على ما يرام وكل حين تؤجل الزفاف
وتعليقاً على ما سبق يمكننا القول إن مريض الوسواس القهرى هو فريسة الشكوك والمخاوف التى تصيب الناس عادة أثناء مراحل حياتهم. لكن مريض الوسواس لا يترك هذه الأفكار تمر مرور الكرام مثل كل الناس ولكنه يضخمها ويكبرها ويصبح أسيراً لها من كثرة التفكير فيها ومحاولة وقفها
كيف يحاول المريض التحكم فى الوساوس القهرية؟
الانتباه واليقظة الشديدة لأى فكرة تخطر على البال:
أ.مثل راعى الغنم المنتبه على غنمه والذئب قريب منه يتحين
ب- مثل رجل الأمن اليقظ الذى يرى السارق من بعيد يحوم حول المبنى فيصبح عقله منشغلاً بالقبض عليه. هنا ينطبق نفس الكلام على المريض فيصبح عقله منشغلاً بإمساك أى فكرة من هذه الأفكار ولكن بصورة عصبية بل ويتحين العقل فرصة حدوث أية فكرة من الأفكار مرات ومرات، ويصرف طاقته لمنعها أو السيطرة عليها.
الفكرة الوسواسية: مثل البلطجى المجرم الفتوة الذى لا يساوى أى شئ وليس له قيمة، يحسب له الناس ألف حساب، ويصبح شيئاً مهماً ويستحوذ على تفكيرهم وهو تافه لا يستحق هذا الاهتمام.
هذه المحاولات لكبت أو وقف هذه الأفكار تصبح أكثر وضوحاً. ولن تتعدى نتيجة هذه المحاولات ما يحدث عندما تأمر أحداً ما قائلاً له:
فكر فى المكعب الكروى أو الكرة المكعبة. ثم تقول له لا تفكر فى المكعب الكروى أو الكرة المكعبة نصف ساعة.
ترى كم مرة ستقفز فكرة المكعب الكروى أو الكرة المكعبة إلى العقل؟
إن هذه المحاولات لوقف هذه الأفكار سوف تزيد،وبالتالى يزداد معدل حدوث هذه الفكرة.
2- أحياناً ما يقوم المريض بأداء طقوس خفية بهدف عدم فعل أو معادلة الفكرة وهو ما يسمى بالمناجاة الصامتة فيقول مثلا فى السر:
- »اغفر لى يا رب هذه الأفكار«.
- »أنا لا يمكن أعمل كده«.
- »أنا أحب أولادى جداً«.
3- أو معادلة الفكرة بفكرة أخرى أو صورة جميلة أوالعد الخفى لأرقام يظن أنها تجلب الحظ، (وهذا ظن خاطئ).
4- وأحياناً أخرى يقوم كثير من المرضى باختبار أنفسهم فيما يتعلق بأفكارهم الوسواسيةوسلوكهم الغريب وأمثلة ذلك:-
أ- الأم التى تخشى من ذبح ابنتها الوحيدة إن هى أمسكت بسكين، وبالتالى تتخلص من كل سكاكين البيت أو تضع الأم السكين على رقبة ابنتها لكى تؤكد لنفسها أنها لن تفعل ذلك.
ب- الرجل المتدين المحترم الذى يعانى من فكرة وسواسية أنه شاذ جنسياً فيقوم بإحضار صور رجال عراة ينظر إليها لكى يطمئن نفسه أنه لن يثار جنسياً، وبالتالى يطمئن أنه غير شاذ!!
ﺟ- الرجل الذى يخاف من الفكرة الوسواسية أنه سيلقى بطفله الوليد الحبيب من النافذة إن هو حمله لكى يلاعبه ويهدهده فيقوم باختبار نفسه بحمل الطفل والوقوف بجانب النافذة لكى يختبر نفسه أنه لن يفعل ذلك.
وهذه الاختبارات هدفها هو معادلة الأفكار المتطفلة على العقل والحصول على الراحة المؤقتة من القلق الذى تسببه هذه الأفكار, ولذلك فهى تجعل الشخص أسيراً لهذه الأفكار الواسواسية.
وقبل أن الشروع فى ذكر الخطوات العلاجية يجب التنويه إلى عدة نقاط هامة:
- ليس كل علاج ينتفع به كل مريض.
- على الطبيب المعالج أو الصديق المشارك أو أحد أفراد الأسرة المتطوع بالمشاركة فى عملية العلاج، أن يستخدم أحد هذه الطرق والصبر عليها وتكرارها دون ملل، حتى تؤتى ثمارها ولا ينتقل إلى الطريقة التالية إلا عند الضرورة وهى عدم التحسن أو التحسن الجزئى.
- ثبت أن استعمال هذه الطرق العلاجية عن طريق المريض وحده لا يجدى لذلك يجب استخدام طريقة المشاركة العلاجية ويستحسن أن تكون عن طريق الطبيب النفسى.
خطوات العلاج:
1- وقف الفكرة الوسواسية
- دع المريض يردد الفكرة الدخيلة على عقله عدة مرات أمامك.
- اجعل المريض يغلق عينيه أثناء ذلك وهو يردد الفكرة وفى هذه الأثناء قل له وأنت بجانبه بصوت عال وواضح:
(أوقف هذه الفكرة الآن. كف عن التفكير فيها(.
- هنا على المريض أن يصر على أن أفكاره قد توقفت، وعليه تكرار هذه العملية مرات عديدة.
-عزيزى المريض حاول تكرار التجربة ولكن مع نفسك. تصور أنك تهمس لنفسك بالفكرة الدخيلة ثم فجأة قل لنفسك: أوقف التفكير, واقطع هذه الأفكار المتلاحقة. وإذا عادت الأفكار - وبالطبع سوف تعود - حاول وقفها ومنعها بنفس الطريقة السابقة وذلك بمجرد أن تبدأ، ولا تدعها تسترسل فى عقلك قدر استطاعتك.
- من الممكن وقف الفكرة عن طريق استبدالها بفكرة أخرى مقبولة بأن تتصور منظراً طبيعياً جميلاً مثل بحر ذو أمواج هادئة له لون أزرق صافى وأنت تجلس أمامه على رمل ناعم وبجوارك مظلة (شمسية) ومعك صديق حبيب تتسامر معه وترى منظر غروب الشمس أو الشروق أثناء جلوسك هناك.
- أو تخيل نفسك قد قمت بزيارة إلى المنتزه، وشاهدت الأشجار الباسقة والخضرة اليانعة وتجئ إليك نسمات الهواء, وصوت العصافير ورائحة الأزهار الزكية وأنت تفترش الخضرة والأطفال يلعبون حولك أو تخيل نفسك في الطريق وأمامك إشارة المرور الضوئية وعقلك يركز في تغيير الألوان من أحمر إلى أصفر إلى أخضر أو العكس. أو اترك العنان لعقلك لأي فكرة أخرى.
- يمكن للمريض أن يستخدم مثيراً مؤلماً مثل جذب أسورة مطاطية من على معصم اليد أو الجبهة، وتركها بسرعة لتترك ألماً كافياً، ينبه عقله لوقف تكرار الفكرة الوسواسية.
2- اقبل وجود الفكرة وعش معها
أ- ثم ننتقل معك الآن إلى فكرة جديدة تجعلك تعيش بشكل أفضل مع بعض الأفكار الدخيلة عليك وتقاوم تأثيرها السلبي وذلك عن طريق:
- اقبل الفكرة - مهما كانت - وعش معها ولكن عليك مقاومة الإلحاح على تجنبها أو معادلتها. فقبول وجود الفكرة يتطلب ترك هذه الفكرة بدون تقييمها أو الحكم عليها أو التأثر بها، تماماً مثل فكرة قبول القطار ومروره من أمام البيت الذى تسكن فيه أو تتخيل ذلك كل وقت وكل يوم.
- هل منع مرور القطار وصوته العالى أحداً من النوم أو الأكل؟ أو دخول دورة المياه؟ أو الوضوء أو الصلاة؟ أو المذاكرة أو التفكير؟ أو كتابة رسالة لصديق؟ أو ذكر الله؟
الجواب لا وبعد مدة سنعيش حياتنا وكأن القطار غير موجود.والذكى من يفعل ذلك بمجرد أن يسكن بجوار طريق القطار.والتعيس من يعيش يسب ويلعن القطار ويضع يديه على أذنيه ولا يذاكر حتى يمرالقطار وينتهى الصوت.
بعد أن عرضنا أهمية اعتبار الوساوس وأثرها على العقل، كأثر صوت القطار لمن يسكنون بجوار طريقه، وأهمية تجاهل ذلك الصوت والعيش معه سنجد أن هذا الصوت سيتلاشى من الوعى والإدراك تدريجياً وكأنه غير موجود.
وهذا ما سيحدث بالتحديد مع أثر الوساوس على العقل.
ب - أحيانا يكون تخيل هذا الموقف (موقف القطار) صعب وبالتالى ستكون نتائجه غير مرضية. ولذلك سأسدى لك نصيحة أكثر جرأة وهى أن تقوم بركوب القطار فعلا وتجلس فى عربة القطار التالية للقاطرة ذات الصوت العالى. وحدد جزءاً معيناً من القرآن أو عدداً من أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم أو أى معلومة أخرى لديك فى حدود صفحتين وابدأ فى حفظ هذه الواجبات وأنت فى تلك العربة، وفى وجود الصوت العالى الحقيقى, واجعل لك رحلة يومية من أول خط القطار إلى آخره (قطارالضواحى) حتى تقوم بحفظ المطلوب منك.
- سوف تجد أن مجرد نجاحك فى الحفظ والتركيز وتجاهل عقلك للصوت المزعج وتكرار هذا الموقف مراراً وتكراراً، سيجعلك تنجح فى تجاهل أثر الوساوس على العقل. وسيجعلك تنجح فى ممارسة حياتك بعد ذلك وأنت تتجاهل الأفكار الدخيلة والمتطفلة على العقل، تماما كتجاهلك لصوت القطار العالى وإزعاجه الشديد لك.
3- أسلوب مراقبة الذات
تستعمل هذه الطريقة مع المرضى الذين لديهم دافع قوى ورغبة أكيدة فى العلاج. ويشترط وجود علاقة جيدة وثقة بين المريض والطبيب لأنه فى هذه الطريقة سوف يزيد مستوى القلق فى أول الأمر مما يدفع المريض لترك العلاج أو تغيير الطبيب.
يطلب من المريض عمل جدول فى ورقة مقسمة إلى ثلاثة أجزاء طولية كما هو موضح:
مسلسل
الفكرة الوسواسية
مرات حدوثها
المجموع
1
2
3
4
يقوم المريض بكتابة الفكرة فى العمود الأيمن.
يقوم بوضع علامة √ في العمود الأوسط كلما حدثت الفكرة ثم يقوم آخر اليوم بتجميع عدد العلامات ثم يقوم بتعليق نتيجة اليوم السابق بجانب الجدول الجديد.
وقد لوحظ أن المرضى عند كتابة عدد مرات حدوث الفكرة أصابهم القلق وزاد معدله فى الأيام الأولى. ثم أخذ فى التراجع يوماً بعد يوم مما حدا بأفراد الأسرة والمحيطين بمدح المريض والثناء عليه مما شجعه أكثر على تجاهل الأفكار وعدم العراك معها، لرغبته فى الشفاء ورغبته أيضا فى سعادة أسرته.
وأيضا لأن المريض عند وضع العلامات عند حدوث أى فكرة وجمعهم آخر اليوم يشعر أن ذلك فيه تضييع لوقته وعمله مما يساهم فى دفع المريض لتقليل اهتمامه بوساوسه وبالتالى يقل رصده للعلامات والالتفات إلى حياته وعمله. وعند تكرار التجربة يوم بعد يوم يقل معدل حدوث تلك الأفكار وبالتالى القلق المصاحب لها.
4- مواجهة الأفكار الدخيلة
يمكنك أن تواجه أفكارك الدخيلة على عقلك بالتعود على وجودها وأثرها المؤلم، لأنه غالباً ما يشعر المريض عند وجودها بالخوف والفزع وما يصاحب ذلك من أعراض فسيولوجية مثل دقات القلب وجفاف الحلق وعرق الأيدى وشحوب الوجه وبرودة الأطراف, فالمواجهة هنا تعنى إزالة حساسية العقل لهذه الأفكار. وذلك يشمل تحديداً تعريض النفس لهذه الأفكار الوسواسية مراراً وتكرارا حتى يتعود العقل عليها ويتضجَّر منها وهذا يعنى قبول وجود هذه الأفكار بدون المشاعر المصاحبة لها من خوف وفزع وقلق وعدم راحة. أى بتكرار الفكرة المزعجة والمقلقة تفقد قوتها وتأثيرها عليك.
طريقة مواجهة الأفكار والتعود عليها
1- تدريبات التعرض بالكتابة
أ-اكتب على ورقة مقسمة من الوسط بطريقة طولية على يمين الورقة اكتب الفكرة بالتفصيل وعلى الشمال درجة القلق الناجم عنها كما وضحنا قبل ذلك (لا يوجد - قليل - متوسط - شديد - غير محتمل) وسنبدأ بالأفكار غير المحتملة ثم الشديدة ثم المتوسطة وهكذا، أو العكس.
مسلسل
الفكـرة
درجة القلق
1
2
3
4
ب- امنع نفسك من تجنب الفكرة أو البدء فى الطقوس الوسواسية لمنع القلق.
ﺟ - ارجع إلى يمين الورقة واكتب على السطر التالى نفس الفكرة مرة أخرى وسجل على يسار الورقة درجة القلق الناتج عنها مرة أخرى أيضاً.
د - كرر الخطوات السابقة (أ، ب، ﺟ) إلى أن تقل درجة القلق أقل من المتوسط أو قليل ربما تضطرإلى كتابة الفكرة (15) أو (20) أو (30) مرة أو أكثر حتى يبدأ معدل القلق فى التناقص. وعندما يحدث ذلك ابدأ فى علاج فكرة أخرى تليها في الشدة كما هو مبين بالجدول وكرر الخطوات (أ، ب، ﺟ).
2- تدريبات التعرض بالتسجيل
أ – باستعمال جهاز تسجيل سجل الفكرة مرات عديدة تصل إلى (30) مرة.
ب - شغل المسجل واستمع للفكرة مرات ومرات ومرات واحذر من عدم السماع أثناء عمل المسجل. واحذر من تشتيت ذهنك وسمعك عن الانصات.
ﺟ- لاحظ درجة القلق بعد كل سماع واكتبه وأعد سماع المسجل.
د - كرر الخطوات (أ، ب، ﺟ) حتى تقل شدة القلق (أقل من متوسط أو قليل) ربما تضطر إلى سماع الفكرة (15) أو (20) أو (30) مرة أو أكثر حتى يبدأ معدل القلق فى التناقص وعندما يحدث ذلك ابدأ فى علاج فكرة أخرى تليها فى الشدة كما هو مبين بالجدول وكرر الخطوات (أ، ب، ﺟ).
5-الخطوات الاربعة (عالج نفسك بنفسك)
- لابد أن تعلم أن الهدف من هذه التدريبات هو مساعدتك على العيش مع أفكارك المزعجة بل والمخيفة أحياناً بقليل من القلق وعدم الارتياح.
- لابد أن تعلم أيضا أن جوهر المشكلة يكمن فى تفسير معنى الفكرة وهو الذي يحدد كيف يتصرف الناس؟
-ومع أنه من غير المعقول أن نتوقع اختفاء هذه الأفكار الوسواسية بصورة كاملة فإنك سوف تستشعر راحة كبيرة بمجرد فهمك وتأكدك أن الفكرة هي مجرد فكرة لا أكثر.
تحدي المعتقدات الخاطئة
على الرغم من أن تكوين وظيفة الدماغ كان بؤرة اهتمام العلماء الدارسين للوسواس القهري إلا أنهم أعطوا المزيد من الاهتمام للدور الذي يقوم به نمط التفكير لدى مريض الوسواس القهري.
لقد استخلص العلماء أن المعتقدات الخاطئة عن المجازفة والتعرض للخطر و الأذى تلعب دورا هاماً في المخاوف والقلق و الهلع الذي يتعرض له مرضى الوسواس القهري.
تخيل نفسك تسير في غابة متشابكة الأغصان مع بعض الأصدقاء إنه يوم جميل وأنت تتمتع بالمناظر من حولك و بالأصوات التي تسمعها و أنت هادئ و متمتع بأصوات العصافير و فجأة أخبرك صديقك أنه رأى ثعبان سام.
إن تخيل الثعبان و هو يزحف خلال العشب أنه فجأة سوف يهاجمك و تنبه جسمك لمواجهة هذا الخطر .. إنك سوف تصبح منفعلاً، خائفاً و قلقاً و سوف تتسارع ضربات القلب و تصبح عضلاتك مشدودة و سوف تتسارع خطاك و إنك تفكر في أسرع طريقة للخروج من تلك الغابة .. إن القليل من حركة الأغصان أو حفيف الأوراق _ الشيء الذي كنت متمتعاً به من دقائق سابقة _ يجعلك الآن تشعر بالخوف ..إنك لن تستطيع أن تتحرر من هذا التوتر إلا بعد أن تخرج من تلك الغابة بأمان و عندما يحدث هذا فإنك سوف تتنفس الصعداء.
وبالرغم أنك لم تر أبداً الثعبان في الحقيقة فإن الدماغ لا يهتم و أنك سوف تتفاعل وحسب بقلق لتقييمك للموقف الذي هو اعتقادك بوجود الثعبان ( سواء أكان موجوداً بالفعل أو لا يهم ) مثل هذا الاعتقاد يكون له من القوة التي تنبه فيك التفاعلات و الأحاسيس الجسمانية القوية.
إن مرضى الوسواس القهري يكون لديهم اعتقادات قوية عن احتمال أن يكون موقفاً معيناً يحمل الخطر لهم أو للآخرين و في الغالب لا يكون هناك من الحقائق التي تدعم مثل تلك المعتقدات مما يجعلها خاطئة.... و هاك بعض تلك المعتقدات الخاطئة النمطية لدى مرضى الوسواس...
1- المبالغة في تقدير المجازفة و الأذى و الخطر...
يجب أن أحمي نفسي (أو الآخرين أو من أحب ) حتى لو كانت الفرصة لحدوث شيء سيء بعيدة جداً أو ضئيلة جداً.
إذا كانت الفرصة لحدوث شيء سيء هي 1 في المليون فإنها تماماً مثل 999.99%.
2- أسود و أبيض / كل شيء أو لا شيء...
-إذا لم أكن في أمان تماماً فإنني في خطر عظيم.
-إذا لم أقم بهذا الشيء تماماً كما ينبغي فإنني أفعله بطريقة بشعة تماماً
-إذا لم أحمي الآخرين من الأذى حماية كاملة فإنني سوف أعاقب بشدة.
-إذا لم أفهم ما أقرأه بطريقة صحيحة هذا تماماً مثل كما لو أنني لا أفهم أي شيء.
3-- المبالغة في التحكم و السيطرة و الكمال...
- يجب أن أتحكم تحكماً مطلقاً في أفكاري و أفعالي و كذلك كل الظروف التي تحدث في حياتي إلا سوف تصبح الأمور غير محتملة.
-إن درجة شديدة من الأذى يمكن أن تصيبني أو تصيب من أحب أو الآخرين الأبرياء إذا لم أقم بحمايتهم بطريقة تامة.
- إذا لم يكن الأمر صحيحاً تماماً فإنه يصبح غير محتمل.
4-- الشك المتواصل و الدائم ...
- يمكن أني......
- لم يكن هناك عناية كافية و لهذا سوف يحدث شيء سيء
- يصيب فلان بأذى .. .. يظلم أو يؤذي سمعة فلان .. يخدع أو يغش فلاناً.
- يسرق .. يقتبس آراء الآخرين أو كلماتهم .. يقوم بأفعال غير صحيحة أو سيئة أو غير أخلاقية.
- حتى لو كانت غير صحيحة و لا تتماشى مع الحقائق.
5- كرة الكريستال ، و تفكير " ماذا لو افترضنا "
في المستقبل ، ماذا لو ........... :
أفعل شيء خطأ
فعلت شيء خطأ
أصيبت بالإيدز
فعلت شيء خطأ
كنت مسئولاً عن إلحاق الأذى بأحدهم
فعلت شيء خطأ
6- التفكير السحري ؟..
الأفكار قوية جداً : مجرد التفكير في شيء سيء أو مرعب من المؤكد أنها ستسبب حدوث شيئاً مرعباً ... الأفكار المرعبة من المؤكد أنها سوف تسبب حدوث شيء مرعب.
- التفكير الوهمي أو الخرافي...
- بالقيام بطقوسي الخاصة ( غسيل اليدين _ التكرار _ اللمس.....) أستطيع أن أتفادى حدوث السوء لي أو لمن أحبهم.
- هناك أرقام جيدة و أرقام سيئة : الأرقام السيئة تتسبب في حدوث الشر والأرقام الجيدة تتسبب في حدوث الأشياء الجيدة أو تستطيع أن توقف السوء.
8- اندماج التفكير و العمل... (مماثل للتفكير السحري)
- إذا كان لدي فكرة سيئة أو مزعجة عن إلحاق الأذى بأحدهم فهذا مثل كما لو أنني قد آذيته بالفعل
- إذا فكرت في فكرة سيئة فأنا مسئول ضمنياً عن حدوثها في الحقيقة.
9-المبالغة في إعطاء الأهمية للأفكار...
- إذا كان لدي أفكاراً سيئة فهذا يعني أنني إنسان سيء أو خطير أو مجنون.
- إن أفكاري هي المؤشر الحقيقي لحقيقتي و ما يمكن أن أقوم به فإذا كان لدي أفكار سيئة فهذا يعني أنني إنسان سيء أو خطير أو مجنون.
- إنني محكوم تماماً بالأفكار التي لدي و ما يمكن أن أقوم به فعلاً.
10-عدم تحمل الغموض و الأمور المشكوك بها...
يجب أن أكون متأكد 100% من كل شيء و يجب أن أكون متأكد 100%من أن كل شيء صحيح أو سوف يكون صحيحاً..
لو كنت غير متأكد و لو لدرجة قليلة جداً من أي شيء (المستقبل _ صحتي _ صحة من أحبهم فهذا سوف يكون أمراً غير محتمل ).
11- إضفاء الصبغة المأساوية على الأمور...
- إذا كان لدي قرحة على الساعد فهذا يعني إصابتي بالإيدز قطعاً.
- إذا دخلت في نقاش مع والدتي فهذا بالقطع يعني أنني شخص عدواني.
12-المبالغة في تحمل المسئولية...
- قد أتسبب في حدوث سوء أو مصيبة و فشلي في منع هذه المصيبة يعني قطعاً أنني شخص سيء.
13- أسباب و نتائج استثنائية أو فوق العادة...
- الأشياء لديها القدرة على تحدي قوى الطبيعة .. مثلاً .. موقد الغاز يمكن أن يشتعل من تلقاء نفسه والثلاجة تفتح و كذلك الأقفال .. كل هذا بلا تدخل من جانب الإنسان.
- الجراثيم و الفيروسات لديها القدرة على القفز لمسافات بعيدة حتى عبر شوارع المدينة و لهذا فهي تلوثني و الآخرين.
14- انحراف أو انحياز متشائم ...
إذا كان هناك أمر سيء على وشك الحدوث فإنه من الأرجح أنه سوف يحدث لي أو لشخص أحبه أو أعتني به و ليس لأحد آخر و ليس هناك سبب لهذا سواي.
15- عدم تحمل القلق...
لا أستطيع تحمل القلق حتى لوقت قصير .. سوف أفعل أي شيء الآن لكي أشعر بتحسن.
أ ب جـ د المعتقدات الخاطئة ...
إن دور الاعتقاد الخاطيء في استمرارية أعراض الوسواس القهري يمكن أن نفهمها باستعمال طريقة أ _ ب _ جـ _ د وهي تُكيف مريض الوسواس مع طريقة العلاج المعرفي الأصلية (أ،ب،جـ ) التي استخدمت بواسطة ايليس 1962 ، بيك و إمري وجرينبرج عام 1985.
إن القلق، الانزعاج العاطفي و التصرفات القهرية لمرض الوسواس القهري.. تحدث بالتسلسل التالي..
أ.حادث مثير أو منبه:
حادث مثل لمس أكرة الباب ، التأكد من أن الموقد مطفأ أو التفكير في فكرة مرعبة.
ب.تقييم غير حقيقي أو مختل للحدث:
بعد هذا الحادث المثير أو المنبه فإنه و في لحظة أو جزء من الثانية يحدث تقييم أو فهم غير حقيقي لهذا الحدث بعيداً عن الوعي أو إدراك المريض.
هذا التقييم الغير واقعي يتضمن الإحساس بأن خطراً ما أو أذى أو كارثة على وشك الحدوث أو الوقوع كنتيجة لهذا الحدث، وهذا يتسبب في أن تشعر بقلق بالغ..
انظر إلى القائمة السابقة للتعرف على الاعتقادات المشوهة وبعد ذلك في الجدول التالي اقرأ أمثلة من الأحداث والمواقف التي وبطريقة نمطية تنشط هذهالاعتقادات المشوهة و الخاطئة و التقييم الغير حقيقي المصاحب لها لمرضى الوسواس القهري.
الحدث المثير | تقييم غير حقيقي | معتقدات مشوة |
لم يغلق الباب جيداً حتى بعد المرة العشرين | من الخطر أن أترك المنزل إلا بعد أن أغلق الباب جيداً. قد أُلام إذا حصل إقتحام للمنزل | سيطرة زائدة المبالغة في تقدير الأذى والخطر شك مستمر |
لمس أكرة الباب أو المراحيض العمومية بدون مناديل ورقية | من المؤكد أنني سوف أصاب بمرض خطير سوف يتسبب في وفاتي | شك غير محتمل المبالغة في تقدير الخطر والأذى شك مستمر |
رؤية ظل طفل عارٍ في مكان الاستحمام | ماذا لو تمتعت بما أرى؟ يمكن أن أكون ممن يتحرش بالأطفال هذه الفكرة الشريرة دليل على بذرة الشر التي في داخلي. | تفكير سحري اندماج الفكرة مع الفعل تفكير "ماذا لو" المبالغة في إضفاء الأهمية على الأفكار |
رؤية مساند على الأريكة في غرفة المعيشة غير مرتبة بنظام دقيق | إذا لم يكن مرتبة بنظام دقيق فأن سوءاً سوف يحدث لى ولأطفالي | تفكير خرافي أووهمي سيطرة تامة |
إنظر في المرأة للتأكد من أن شعرة في مكانها تماماً ومتساوية | يجب أن أظل أقطعها أو أقصها أكثر وأكثر (لساعات طويلة) لكي تصبح في مكانها تماماً. إذا لم تكن كذلك فسوف ينتقدني الناس ويسخروا مني | كمال سيطرة زائدة شك مستمر |
إغلاق مفتاح النور | يجب أن أقم بهذا خمس مرات وإلا سوف يحدث سوء لوالدي | تفكير خرافي أووهمي سيطرة زائدة... كمال |
رؤية قشرة موز على رصيف المشاة أثناء عبور شارع مزدحم | سوف أكون مذنباً وأُعاقب لإهمالي إذا لم ازيح قشرة الموز وأمنع الآخرين من الإنزلاق | المبالغة في تحمل السيطرة سيطرة زائدة... كمال |
إغلاق أواني الطعام بإحكام | يجب أن أتأكد أنه لن يفتح فجأة ويفسد كل شيء | أسباب ونتائج استثنائية وغير حقيقة تفكير ماذا لو شك مستمر |
جـ- قلق زائد
إن التقييم الغير حقيقي يثير مستويات عالية من القلق، ومشاعر القلق هذه بدورها يجعلها التقييم الغير واقعي غير محتملة وغير مقبولة وخطرة في ذات الوقت.
ومع الشخص المصاب بالوسواس يكون القلق خارج السيطرة ويكون هناك حافز قوي لكي يخف هذا القلق بأي وسيلة ممكنة.
د- طقوس معادلة أو مُبطلة
إن فعلاً قهرياً أو مجموعة من الأفعال القهرية مثل الغسيل أو التحقق والفحص والنظام يمكن أن تضع القلق تحت السيطرة لفترة ما إلى أن يحدث حادث مُنَشِط آخر.
تصحيح الاعتقادات الخاطئة
إن " إعادة البناء المعرفي " هو الاصطلاح الخاص بخطوات المواجهة المباشرة للمعتقدات الخاطئة المختفية خلف سلوكيات مريض الوسواس و هذه العملية لا تجعلك تتوقف عن التفكير الغير صحيح بل بالأحرى تساعد من خلال تشجيعك على أن تصبح ملاحظاً جيداً لأفكارك الخاصة .. الشيء الذي أطلق عليه جيفري شفارتز 1996 (ملاحظ متجرد).
وبتعلم مواجهة الأفكار الذاتية يصبح تسلسل وتعاقب الوساوس والطقوس أقل اعتياداً وذاتية.
الخطوة الأولى: ...اكتب الاعتقادات الخاطئة و التقييم الغير حقيقي...
إنه من الأهمية أن تعرف تماماً ما هي المواقف والأحداث التي تنشط تقييمات غير حقيقية خاصة وما هي المعتقدات الحقيقية.
اكتب المواقف المنشطة أو الأحداث في العمود الأول في الجدول التالي...
اكتب التقييم الغير حقيقي في العمود الثاني و في العمود الثالث: مستعملاً كلماتك الخاصة .. اكتب الفكرة أو الاعتقاد الخاطيء.
ارجع إلى الجدول السابق ( جدول المعتقدات الخاطئة العامة) وبمساعدته .. اكتب المعتقدات الخاطئة الخاصة بك وغالباً ما يكون هناك أكثر من معتقد مسبباً لكل فكرة وسواسية ...
إن هذا التمرين يجعلك ترى كل التقييمات الغير حقيقية كنتيجة للأحداث المنشطة.
جدول تقييم الاعتقادات الخاطئة
أ- حادث منشط : حادث أو موقف مثير للقلق | ب- تقييم غير حقيقي: فكرة ذاتية غير عقلانية | جـ- المعتقد الخاطيء (اختيار من الجدول السابق) |
............... ................ ................ | ................. ................ ................ | ....................... ...................... ...................... |
الخطوة الثانية: ... واجه التقييم الغير حقيقي بحديث النفس المنطقي...
ابدأ الآن بمواجهة التقييمات الغير حقيقية لدماغك المصاب بالوسواس القهري بتطبيق تقييمات أكثر عقلانية لهذه المواقف المثيرة.
معظم الأشخاص يخلطون بين هذه الخطوة وبين ما يسمى التفكير الايجابي إن الهدف هنا ليس أن يكون تفكيرك ايجابياً بل دقيقاً و صحيحاً.
التفكير الدقيق أو الصحيح:
يعني أن تعرف أفكارك الوسواسية وأن تصفها كما هي تماماً.. وبالتالي تستطيع أن تتعرف على الحقائق الفعلية عن الموقف أو المواقف المثيرة للطقوس والقلق.
إن التخيلات الوسواسية والأفكار يمكن أن تكون قوية جداً ودائماً ما تكون مبنية على أساس من الأحاسيس والمشاعر السلبية عن مخاطر مستقبلية.
Coping self-Talk
إن هذا الجدول يمدك بطرق مواجهة التقييم الخاطيء بسبب الوسواس مع استراتيجيات مصممة لمساعدتك.
المعتقد الخاطئ | التقيم الغير حقيقي | جاهد بواسطة تقييم منطقي |
المبالغة في تقدير الأذى والخطر | يجب أن أحمي نفسي أو الآخرين أو من أحب حتى لو كان هناك إحتمال بعيد جداً للأذى أو لحدوث شر | يجب أن أتعلم أن آخذ الفرصة للأفضل. ماذا يمكن أن يفعل شخص عاقل (خالي من الوسواس) |
المبالغة في السيطرة.. الكمال | يجب أن أضغط بسيطرة مطلقة على أفكاري وأفعالي وكذلك كل ظروف حياتي. أنها لن تكون محتملة إذا لم أقم بهذا بشكل كامل إذا لم تظهر أنها صحيحة سوف تكون غير محتملة | هذا متعب.. صعب.. ولكن اعتقد أني سوف أعطي لنفسي فرصة لأكون غير تام أو ناقص لمجرد التغيير. أنا أخشى التغيير..لكنه دماغ وسواسي يلعب معي. للتغيير: سوف أكون غير تام تماماً |
إضفاء الصبغة المأسوية على الأمور تفكير الأبيض أو أسود الكل أو لا شيء | إذا لم أكن متأكد تماماً من أن كل شيء آمن تماماً فأنني متأكد من أني أو من أحب في خطر داهم | ما هو وأين هو الدليل على هذا الخطر. لا يوجد هناك ما يبرهن على أن خطر ما سيقع |
الشك المستمر | قدأكون قد تأذيت أو أصابني إزعاج أو سرقت أو خدعت أو سرقت آرائي وأفكاري | إن دماغي الموسوس يلعب معي بعض الخدع والحيل. أنا منطقياً أعرف ماذا يكون كنهة-لا أقبل الرسائل الغيبية |
تفكير سحري اندماج الفكرة مع الفعلتفكير "ماذا لو" | مجرد التفكير في فكرة سيئة يجعل سوءاً يحدث | أنها مجرد فكرة ة, أنا لست مجرد أفكاري. إنها مجرد فكرة وسواسية ولهذا فهي لا تعني شيء. الأفعال فقط هي التي تؤذي وليست الأفكار |
تفكير خرافي أو وهمي | بتنفيذ طقوسي أستطيع منع أشياء سيءة من الحدوث لي أو لمن أحب | هذه الصقوس متعبة للغاية.. يجب أن آغتنم الفرصة ولا أقوم بهذه الطقوس ولن يحدث شيء لي أو لمن أحب. هذه الطقوس لا تفعل شيئاً سوى تعذيبي أنا والآخرين من حولي |
عدم تحمل الغموض والأمور والمشكوك فيها | مجرد الشك البسيط في أي شيء : الصحة .. المستقبل.. وصحة الآخرين من حولي ...أنه غير محتمل | أستطيع أن أبقى هادئاً في مواجهة الشك وطالماً أنني لا أستطيع على كل شيء فلماذا المحاولة.. مجرد هذه المحاولة تجعل الوسواس أسوأ |
المبالغة في تحمل المسؤلية | قد أتسبب في حدوث شيء سيء, ,إا فشلت في منعه من الحدوث هذا يعني أنني شخص سيء للغاية | أنا مجرد بشر مسئولياتي تنتهي عندما تبدأ مسئوليات الآخرين. أستطيع أن أكون مواطن جيد بدون أن أكون الملاك الحارس لكل فرد |
انحياز متشائم | إذا كان هناك سوء سوف يحدث فإنه الأحتمال الأقرب أنه سوف يحدث لي أو لمن أحب | إحتمال حدوث سوء لي أو لمن أحب هي نفس إحتمالات حدوث هذا السوء لأي شخص آخر.. أنا شخص عادي ولا أتميز بشيء |
كرة الكريستالتفكير "ماذا لو" | ماذا لو حدث وقمت بشيء خاطئ, أو مرضت بالسرطان أو بالايدز أو آذيت أي شخص | إن العذاب الذي وضعت نفسي فيه بالقلق على المستقبل بالتأكيد أسوأ من أي شيء ممكن حدوثه, سوف أتعامل معه عندما يحدث. هذا التفكير سوف يهدد حياتي ووقتي. ماذا تضيف إصابتي بالسرطان أو الايدز...إنها اصغر من يصدقها عقلي الموسوس |
عدم تحمل القلق | لا استطيع تحمل كوني قلقاً حتى لمجرد وقت قصير سوف أقوم بفعل أي شيء لأستقر بالتحسن...الآن | استطيع التعامل مع الإزعاج. لا يجب علي أن أقوم بالطقوس الآن. مستوى القلق سوف ينخفض لو أنني فقط انتظرت قليلاً. |
الآن وقد حصلت على بعض الأفكار عن كيفية مواجهة معتقداتك الوسواسية الخاطئة.. جربها بنفسك مستخدماً المعتقدات التي كتبتها بنفسك في الجدول الأسبق.. اعمل صور من جدول تحدي أفكارك الخاطئة التالي و املأه لكل الأحداث المثيرة المختلفة.. مستخدماً التعليمات الآتية:
- اكتب حادثاً مثيراً الذي و بانتظام يثير قلقك.. اختار حادث واحد للبداية وبعدها بالأحداث الأخرى.
- رتب مستويات الانزعاج لديك
- اكتب وصفاً عن تقييمك الغير صحيح لأي موقف يسبب قلقاً وإزعاجا.ً
- مستخدماً نسبة مئوية قيم درجة اعتقادك أن التقييم الذي قمت به لموقف معين دقيق (مثلاً لما تعد إلى (8) ست مرات سوف تحفظ من تحب من أي سوء).
- قرر أي اعتقاد غير صحيح أو خطأ في التفكير تستخدمه في تقييمك.. يمكن أن يكون هناك أكثر من خطأ في المعتقدات وإذا لم تكن متأكداً.. ما في مشكلة.
- اكتب بعد ذلك تقييم واقعي مستخدماً الجدول السابق الذي يمكن استخدامه في كل موقف لمواجهة وسواسك.. يجب أن تكتب نفس الكلمات التي تأتي في تفكيرك المنطقي
- استعمل النسبة المئوية للترتيب لتتبين مدى اعتقادك بأن هذا التقييم المنطقي أصبح صحيحاً الآن.
- كرر هذا التمرين مع كل حادث مثير ...كلما أمكن ذلك.
نموذج مواجهة المعتقدات الخاطئة...
- الحادث المثير أو المنشط....
- مستوى الإزعاج...(صفر - 10)
- تقييم غير واقعي (أفكار ذاتية غير منطقية....)
- إلى أي مدى تعتقد أن هذا التقييم حقيقي (صفر-100%)
- أي اعتقاد خاطيء موجود الآن نشطاً (اختار من الجدول السابق....)
- تقييم واقعي أو (Coping self-Talk)
- إلى أي مدى تعتقد أن هذا التقييم حقيقي(صفر- 100%)
تحديات إضافية للمعتقدات الخاطئة...
لقد واجهت معتقداتك الخاطئة _ في الجزء السابق _ بتغيير حديث النفس حين حدوث فكرة وسواسية.. وهذا يحتاج تمرين و مثابرة وثبات.
وهناك طريقة أخرى لمواجهة الاعتقاد الخاطيء من خلال استعمال ( التجريب السلوكي )... وهذه التمارين تتيح لك الفرصة لكي تقاوم و تفند التوقعات الوسواسية لحدوث شر أو خطر مأساوي.
و باختبار هذه الاعتقادات الخاطئة في الواقع فإنك سوف تضعف من قبضة المعتقدات الخاطئة على تفكيرك
هذا التمرين يستخدم لاختبار الاعتقاد الخاطيء بأن الأفكار قد تسبب أحداث سيئة و الأفكار مثل الأفعال..
فكر و اكسب:
فكر في أن تكسب الجائزة الكبرى نصف ساعة يومياً ( الفرصة هنا 1/27000000 ) كون في ذهنك صورة حية بقدر الإمكان و أنت فائز بالجائزة الكبرى... لاحظ النتيجة.
هذه التمارين تستخدم لاختبار المعتقدات و الأفكار الخاطئة التي من الممكن أن تتسبب في أحداث مفزعة وأن الأفكار هي مثل الأفعال.
يوم اختيار الفائز:
و بعد ذلك اسأل نفسك إلى أي مدى يمكن أن يؤثر تكرار التفكير في هذه الأفكار على النتيجة ..... ماذا كان تأثير تفكيري كله على ما يحدث في الواقع ؟
فكر واحرق ؟
اختار جهاز كهربي قديم يعمل بصورة طيبة ( توستر مثلاً ) كل يوم ولمدة أسبوع أكتب على قطعة صغيرة من الورق ( التوستر سوف يحرق ) اكتب هذا مائة مرة وتخيله في ذهنك كل مرة و بعد أسبوع لاحظ النتيجة... هل أفكارك أثرت على عمل التوستر.
فكر في موت السمكة الذهبية...؟
اشتر سمكة ذهبية وحوض للسمك من بائع الحيوانات الأليفة و جهز حوض السمك تجهيزاً كاملاً في منزلك..
لمدة 15 دقيقة ، مرتين يومياً.. تخيل كما لو أن السمكة تموت في الحقيقة..
أولاً.. فكر في السمكة وهي تلهث وبعد ذلك تخيلها بعد أن ماتت وطفت على سطح الماء بدلاً من أن تعوم داخل الحوض..
كرر هذا يومياً لمدة أسبوع ولاحظ تأثيره على السمكة وتبعاً لمعتقداتك فإن السمكة يجب أن تموت لأنه مجرد التفكير في شيء سيء يسبب حدوث أشياء سيئة..
هل تستطيع تغيير هذه المعتقدات الجامدة ؟
قد تبدو هذه التجارب سخيفة لمرضى الوسواس ولغير المرضى أيضاً وباختبار توقعك أن أفكارك سوف تسبب أذى نحو النتائج.. تستطيع الآن أن تبدأ في مواجهة معتقداتك الخاطئة عن القوى السحرية لأفكارك.
المبالغة في تحمل مسئولية أذى الآخرين...
انك، كشخص مصاب بالوسواس ، غالباً ما تفشل في أن تأخذ بعين الاعتبار العوامل المتعددة التي قد تؤدي إلى الحوادث السالبة.. مثل فقدانك للوظيفة أو مرض من تحب..
وحتى لو كان هذا غير منطقي فإنك تميل إلى أن تحمل المسئولية كلها على أكتافك..
إن الفطيرة سوف يساعدك على أن تعزو مسئولية الأحداث السالبة على نحو أكثر ملائمة ودقة.
البطاقة متعددة الألوان(الفطيرة) :
فكر في موقف (م) .... ( م ) لديه اهتمامات وسواسية من إمكانية إلحاق الأذى بالآخرين عن طريق اللامبالاة : إنه وباستمرار يفحص و يراجع و يتأكد من أنه لم يؤذي أحد بقلة اعتنائه.. مثلاً أن يسكب الماء على الأرض و ينزلق أحدهم ويتأذى.. إنه وباستمرار يغلق نوافذ السيارة خوفاً من أن يطير شيء من سيارته ويتسبب في حادثة.
إن الوسواس الحالي لديه هو : أن قطعة من الورق طارت فعلاً من شباك سيارته وأعاقت الرؤية لسائق آخر وتسببت في حادث ( كان فعلاً قد فتح زجاج نافذة سيارته للحصول على بعض الهواء النقي ) لقد دخل الهواء وفتح ملفاً موضوع على المقعد الخلفي وطارت منه ورقة ليست ذات أهمية كبرى ولكن كان مسجلاً عليها اسمه و عنوانه.
الآن هو مشغول وبدرجة كبيرة بهذه الورقة والحادث الذي قد تكون تسببت فيه. على الرغم من عدم وجود أي دليل على حدوث أي حادث مؤسف إلا أن تفكيره الوسواسي يضع أفعاله كسبب أولي لسلسلة من الحوادث المؤسفة.. إنه يهمل كل العوامل الأخرى التي من المحتمل أن تتسبب في حوادث السيارة بالإضافة إلى قلة اعتنائه.
ولننظر إلى التكنيك التالي لنرى توالي الأفكار التي تسببت في وسواس ( م )...
طارت الورقة خارج سيارته
▼
طارت الورقة إلى حاجب الريح
لسيارة سائق آخر وحدثت حادثة
▼
لقد تأذى السائق والمارة بصورة خطيرة
▼
لقد أرشدتهم الورقة إلى سيارتي
▼
لقد حملني القاضي مسئولية الحادث و وجدوني مذنباً
▼
لقد عوقبت وأُرسلت إلى السجن
▼
سوف أحمل للأبد ذنب إصابة الآخرين بالأذى بسبب فعلي الغير مسئول
الآن ، واضعاً حالة ( م ) في الذهن ، قم بأداء التمرين التالي لتتعلم كيف تحدد النسبة المئوية للحوادث المحتملة لكي تؤثر في افتراضك الخاطيء للذنب والمسئولية.
- قم وبدقة بوصف الاهتمام الوسواسي بخصوص مسئوليتك عن أمان الآخرين واحتمال إصابتهم بالأذى.. اكتب سيناريو بخصوص إصابة أحدهم بالأذى نتيجة إهمالك.
- حاول أن تعين كل عامل يمكن تصوره أو يمكن تخيله يكون قد ساهم في الحادث بجانب مساهمتك أنت.
لكل حادث مؤسف هناك عدد من العوامل التي يمكن أن تؤثر في السبب...
فمثلاً : في حالة ( م ).. بعض من الظروف المحتملة التي يمكن أن تساهم في حادث السيارة بجانب إهمال ( م ) تضم الحالة العقلية للسائق الآخر (مختلة _ نائم _ سكران).. حالة الطريق (منزلقة).. حالة السيارة (إطارات سيئة _ فرامل سيئة).. الجو (ظلام _ مبلل _ رياح)..... الخ
يتبع .. قائمة تظهر نسبة مئوية مُتخيلة للأسباب الأخرى التي قد تساهم في حادث السيارة إلى جانب ورقة ( م ) التي طارت إلى الطريق.
| الأسباب المحتملة للحادث | |
20% | 1- قلة اعتناء السائق | |
15% | 2- خلل السيارة | |
10% | 3- حالة الطريق سيئة | |
5% | 4- ضعف نظر السائق الآخر | |
5% | 5- انزعاج السائق الآخر بنقاش مع الزوجة | |
5% | 6- انزعاج عاطفي للسائق الآخر بسبب مرض والديه | |
20% | 7- حالة الطقس السيء | |
15% | 8- ضعف مهارة القيادة(تعليم سيء للقيادة) | |
5% | 9- ورقة تطير من سيارتي إلى الطريق | |
100% | المجموع |
الآن فكر في وساوسك و انزعاجك من أنك قد تصيب الآخرين بأذى.. سجل كل العوامل المحتملة (في قائمة مثل الجدول السابق ) التي تؤدي إلى الاحتمالات التي تخيفك.. لكل سبب قدر نسبة مئوية لمساهمتهفي الحدث.. لا توجد هناك إجابات صحيحة وأخرى خاطئة.. لا تنزعج إذا لم تصل إلى 100% إجابة قريبة تكون مقبولة.
الآن اسأل نفسك :
- اعتماداً على الجدول السابق : إذا كنت تعرف حادثه حدثت بالفعل ولا تعرف عنها أي شيء... ماذا يكون السبب المحتمل لهذا الحادث ؟..
- ما هو الدليل على قرارك ؟...
- هل قرارك مبني على إحساسك بما قد يكون حدث أو على الحقائق ؟..
- هل هناك سبب آخر لهذا الحادث السيء ؟..
- هل أنت متأكد من قرارك ؟...
- إذا لم تكن متأكدا ..إلى أي مدى أنت منزعج بسبب عدم علمك على وجه الدقة ؟...
- ما نسبة تحملك للمسئولية لهذا الحادث المؤسف ( صفر- 100% )..
- إذا كانت نسبة تحملك للمسئولية أعلى من 50 % .. هل هذا يتوافق مع حقائق الحادث في ضوء العوامل الأخرى التي تكون قد ساهمت في حدوثه ؟..
وبأداء التمرين السابق ، إنك قد تكون كونت فكرة واضحة مؤداها أن كل حادث من الممكن أن يكون له أكثر من عامل بالإضافة إلى مساهمتك.. ليس من السهل التخلي عن تحمل مسئولية أي شيء سيء يحدث.
إن مرضى الوسواس القهري وبسهولة شديدة يعزون اللوم لأنفسهم بتحدي المنطق والحقيقة.. وفي عدم وجود التأكد التام يقول مريض الوسواس القهري أنه خطئي وحدي ولابد أن أعاقب على فعله.
طريقة محامي الدفاع
إن هذه الطريقة عبارة عن تمرين (لعب الدور) وهو مفيد مع الطريقة السابقة .. يمكنك أداءه بمساعدة شخص مساعد أو المعالج.. في طريقة أداء الدور هذه تنتحل شخصية محامي الدفاع عنك وتكون مهمتك أن تناقش و بقوة براءتك في المحكمة حيث تحاكم بسبب إلحاقك الأذى / القيام بجريمة..
إن الجريمة أو هذا الفعل السيء قد نتجت من الوسواس الرئيسي لديك وهو مسئوليتك عن إلحاق الأذى بالآخرين : تسببت في حادث سيارة أو مرض أو فشلك في حماية الآخرين لأنك لم تكن حريصاً بالقدر الكافي..
إنها فكرة سديدة أن تبدأ بالتمرين السابق "الفطيرة" حتى تتعود على البدائل الممكنة والتفسيرات المتاحة لهذه الجريمة أو العمل السيء وهذا سوف يكون أساس دفاعك..
وعلى الجانب الآخر سوف يكون هناك النائب العام (الوسواس القهري) الذي سوف يناقش أنك مذنب بالنسبة للجريمة أو العمل السيء ويجب أن يحكم عليك بعقاب قاس أو تذهب للسجن و/ أو يحكم عليك .... بأن تعيش عذاب الذنب وهكذا..
أنت / ممثَلاً في محامي الدفاع / سوف تدافع وبقوة بأنه ليس هناك من سبيل لأكون مذنباً لأنه ليس هناك من دليل على ذلك ولكن هناك أكثر من تفسير لهذه الجريمة أو العمل السيء : هناك بعض العوامل التي سببتها غير قلة اعتنائك...
و أنت ممثلاً في محامي الدفاع يجب أن تكافح وبإخلاص من أجل براءتك...
وإليك نموذج لهذه الطريقة نطبقها على حالة ( م )..
( النائب ) المحامي العام : ( م ) .. هل سمحت لقطعة من الورق أن تطير خارج نافذة سيارتك أثناء سيرك في الطريق الصحراوي.
محامي الدفاع ( أنت ) :- نعم كنت أسير هناك ، النافذة كانت مفتوحةوبالصدفة طارت قطعة الورق خارج السيارة.
النائب العام : هل تخبرني بأنك لم تعود لسيارتك لكي تسترجع الورقة من الطريق.
محامي الدفاع : لا.. كنت في عجلة من أمري و لم يكن هناك وقت للعودة بالسيارة علاوة على ذلك ما هو الأذى الذي يمكن أن يحدث من قطعة ورق.
النائب العام : ألم تدرك حجم الأذى الذي سببته قطعة الورق هذه ؟.. لقد دمرت أسرة بسبب رعونتك وعدم تحملك للمسئولية.
محامي الدفاع : أنا آسف لمعاناتهم ولكن لم التشدد معي ، لا تستطيع إثبات أي شيء، السائق قد يكون سكراناً أو مجرد سائق سيء وأن الورقة لم تسبب أي شيء في الحادث.
النائب العام : قطعة من الورق عليها اسمك وعنوانك وجدت على بعد 10 أقدام من مسرح الحادث.. هذا هو البرهان.
محامي الدفاع : إنه ليس ببرهان _ ماذا عن السيارة _ قد تكون بها عطل ميكانيكي وقد يكون هذا هو سبب الحادث.
النائب العام : السيارة كانت في أحسن حال قبل الحادث.
محامي الدفاع : ما هو الدليل.
النائب العام : لدينا سجلات ورشة الإصلاح ثلاثة أسابيع قبل الحادث.
محامي الدفاع : هذا لا يعني أن السيارة كانت آمنة ذلك اليوم.. ماذا عن الجو إنها كانت ممطرة ، وإن الطرق الزلقة تسبب الكثير.. وليس ورقتي.
النائب العام : لقد كان هناك قطعة من الورق على المسَّاحات والتي بطريقة واضحة أخافت السائق وفقد السيطرة على السيارة : يجب أن تخجل من نفسك.
محامي الدفاع : هل حصلت على مستوى الكحول في دم السائق ؟ هل وضعت في الاعتبار أن حالة السُكْر هي السبب في عدم السيطرة على السيارة...
لاحظ ، كيف ينسل وسواسك ببطء ليجعلك قلقاً وشاكاً في موقفك... حسناً... كن مصراً و بقوة. وعندما تشعر أنك نجحت في مناقشة البراءة أو هززت الاتهام... فعندها انتهى لعب الأدوار (..........) .. بعدها حاول هذا التمرين مع إزعاج وسواسي آخر يمكن أن يساعد في تخفيف قبضته عنك.
تحدي تفكير "ماذا لو ؟"
إن الإزعاج الوسواسي غالباً ما يتضمن نظرة مأساوية للمستقبل وشعور مستمر من الشك وهذه الأفكار دائماً تبدأ بـ (ماذا لو ؟ )... ماذا لو أصبت بالإيدز؟.. ماذا لو لم أطفيء الموقد؟... ماذا لو لم أغسل يدي هناك طريقة مفيدة للتعامل مع هذه الأفكار (ماذا لو ؟) وهي أن تخطو خطوة وراء (ماذا لو ؟... أو ماذا يحدث لو...) واسأل نفسك .. وبعدين ؟..( وإيه يعني ؟؟؟ )... ثم خطوة أخرى سائلاً نفسك ماذا يمكن أن أفعل بالعقل و المنطق إذا تحقق فعلاً ما أفكر فيه... و الخطوة الثالثة ماذا يمكن أن تكون النتيجة الايجابية إذا حدث فعلاً ما أخشاه ؟...
أخيراً اسأل نفسك ماذا تقدر على فعله لتحضير نفسك لمواجهة ما تخشاه إذا حدث فعلاً ؟... هذا هو التمرين ( حالة ..م )
ماذا لو..؟ طارت قطعة من الورق خارج السيارة وتسببت في حادث ؟...وبعدين... سوف أقبل النتائج.. أدفع الغرامة أو أذهب للسجن ...وبعدين...سوف أعيش وأحصل على ثلاث وجبات يومياً وسوف تزورني عائلتي هناك وسوف أستمر في القراءة والكتابة وأنا في السجن...
ما أسوأ شيء يمكن أن يحدث ؟ تنتهي قراءة المواد؟
ما هي النتيجة الإيجابية لـ .. ماذا لو؟.. الخوف، سوف أكون حسن الإطلاع وأكثر ذكاء نتيجة للمعلومات التي حصلت عليها وأنا في السجن وسوف أنمي مهارة الكتابة وسوف أتعلم فضيلة الصبر.
كيف أعد نفسي للاحتمالات ؟ .. حضر قائمة طويلة للقراءة واشتري أدوات الكتابة.
إذا ظهر أن هذا التمرين سخيف ومنافٍ للعقل ، وهو كذلك ، ولكن من الناحية الثانية معظم المخاوف الوسواسية تُمارس بسخف وبطريقة منافية للعقل ... أدِ هذا التمرين مع مخاوفك الوسواسية..
ماذا لو ؟ ..... وبعدين....
وبعد ذلك سوف ....وبعدين ....
وبعد ذلك سوف .........
ما أسوأ شيء يمكن أن يحدث ......
ما هي النتيجة الايجابية لـ ( ماذا لو ) ...
كيف أعد نفسي ...
ماذا يحدث لو فقدت السيطرة ؟
إن هذا التفكير هو جذر ( ماذا يحدث لو ...؟ ) متضمناً الانشغال الوسواسي بفكرة أن القلق، الخوف، الغضب و العدوانية... خطرة ويجب تجنبها مهما كان الثمن.
( و ) ، بائع يعاني وسواس قهري ، تجنب كل المواقف الاجتماعية بسبب الخوف من أن يغضب ويفقد السيطرة في الأماكن العامة...إن تسلسل مخاوفه يسير كالآتي...
من عادتي أن أكون قلقاً للغاية
▼
كوني قلقاً ، قد أفقد السيطرة على نفسي
▼
إذا وصفتك بأنك شخص أحمق قد أستمر
وأطلق عليك الكثير من الأسماء الأخرى والصفات
▼
سوف أكون مرتبكاً أمام كل الزبائن
▼
سوف أُجن
▼
سوف يأخذوني بعيداً في قميص المجانين
▼
سوف أُسجن في عنبر المرضى النفسيين
▼
وسجني هذا سوف يجعلني أكثر جنوناً
▼
لن أتخلص من الخجل الذي يسببه هذا أبداً
إن تفكير (ماذا لو ...) مع مفهوم أن الغضب خطير يسببان التجنب الكامل والعزلة التامة من أي مواقف اجتماعية وخصوصاً التي يمكن أن يثار فيها الغضب والقلق.
هناك إستراتيجية مفيدة وهي أن تُكون تعريض تخيلي مستخدماً سيناريو مثل السابق وذلك بمواجهة المواقف المقلقة بالخيال باستمرار والخطر المتخيل سوف تقل شدته بالتدريج.
هناك استراتيجية أخرى وهي أن تبتكر تجربة تصبح من خلالها غاضباً أو فاقداً للسيطرة ... حاول الآتي :
- مستخدماً مسجل ، سجل 5 دقائق ( أداء الأدوار ) للموقف الذي يثير غضبك قد يكون من المواقف التي تعيشها أو موقف يضايقك دائماً مثل.. البائع الذي تعتقد أنه يغشك ويخدعك ... ناقش هذا الموقف بقوة مع شريك في ( أداء الدور ) وهو البائع .. اجعل المحادثة ساخنة أكثر و أكثر .. اجعل لغتك أكثر قوة كلما ازدادت حدتك وانفعالك .. قد تبدأ في الصراخ _ تعض الوسادة _ ... استمر.
- أعد تشغيل الشريط واستمع لما سبق .. إذا ظننت أنك يمكن أن تجعلها درامية أكثر .. أعد التسجيل .. استمع مرة ثانية للتسجيل الجديد ..لاحظ مستوى قلقك أثناء استماعك .. هل يزيد؟ إذا كان هكذا أعد الاستماع مرة بعد مرة.. إلى أن يقل القلق إلى أقل من 20.
- إذا لم يرتفع مستوى القلق لديك .. حاول أن تعيد ما سبق مع شريك في مكان عام ، مطعم مثلاً ، حديقة ، محلات ، أي مكان تشعر فيه بخوف شديد من ارتباكك وفقد السيطرة ... ناقش لمدة 5 دقائق لاحظ مستوى القلق ... أعد السابق في أماكن عامة مختلفة تثير لديك القلق إلى أن تتعايش مع الإزعاج وتواجه المناقشة بكثير من الراحة.
ماذا لو أن معتقداتي لم تتغير ؟
في مرضى الوسواس القهري تكون عملية تغيير المعتقدات و الإزعاجات الوسواسية صعبة.. و بما أن دائرة المخاوف الوسواسية والطقوس القهرية قد أغلقت تماماً فإن من الصعوبة بمكان أن تغير المعتقدات عما هو خطر وما هو ليس كذلك ..إذا كانت معتقداتك تقاوم التغيير حاول الآتي:
اعمل بجهد أوفر لتغير ما تقوم به فعلياً لمواجهة المعتقدات الوسواسية بمعنى آخر... مفتاح تغيير المعتقدات الوسواسية المحصنة هو أن تفعل تماماً عكس ما توجهك معتقداتك الوسواسية للقيام به مثلاً .. أفضل طريقة لتغيير الإيمان الخاطيء بأنه يجب تجنب الجلوس على المقاعد الملوثة أو لمس الأشياء الملوثة لتجنب الإصابة بالإيدز هو القيام بالعكس ... اعط لنفسك الفرصة لمواجهة مخاوفك واجلس على المقاعد المخيفة والمس الأجسام المخيفة....فقط قم بهذا حتى لو قام دماغك الوسواسي بإرسال رسائل عن المرض القادم و الوفاة...
وعن طريق القيام بالعكس باستمرار.. هذه المعتقدات المفزعة التي تحيطك وتسجنك سوف تتغير تدريجياً.
بما أنه يبدو مفزعا ً.. اعمل على أن تتخلى عنه وأن تطلق سراحك أو تصرف من ذهنك كونك تحت السيطرة الكاملة لمخاوفك .. ولكي تتحرر من ذلك اصرخ لنفسك " أنا المسئول هنا .. ولن أفعل هذا مرة أخرى " ثم سر بعيدا دون أن تقوم بطقوسك.
على الرغم من أن الاعتقاد الخاطيء لدى مرضى الوسواس القهري قد يسبب ألماً فأنت ، بدون أن تدرك ، تتمسك بهذا الاعتقاد الخاطيء وتسوف في تغييره..
هذا لأن بعض المرضى يمدهم هذا الاعتقاد الخاطيء بالأمان والسيطرة على عالم مزعج ولا يمكن التنبؤ به..
اسأل نفسك هل الثمن الذي تدفعه من تأثير هذا المعتقد الخاطيء على حياتك يستحق ...؟
- ضع في الاعتبار أن تبدأ علاج الوسواس أو تغيير العلاج بالعقاقير...العلاج الصحيح قادر بإذن الله على أن يخفف من قبضة المرض بصورة واضحة وعندما يكون العلاج فعالاً يكون تغيير الأفكار والطقوس والمعتقدات أسهل وأكمل.
التعرض التخيلي
مرضى الوسواس القهري مبتلون بوجود تخيلات قوية حول أخطار مستقبلية محتملة... وهذه التخيلات قد تثار في مواقف غير مؤذية نسبياً و مع ذلك غالباً ما تكون مرعبة و مخيفة. و هذه الإنطباعات الذهنية عن الأخطار المستقبلية تدعم المخاوف الوسواسية و الطقوس القهرية. إن هدف برنامج التعرض ومنع الطقوس هو تحرير العقل من المخاوف الغير ضرورية من أخطار مستقبلية محتملة و هو في الواقع يتضمن مواجهة المواقف المخيفة و المزعجة في الحياة مما يجعل المريض يتأكد أن ما يتوقع أن يحدث يكون من غير المحتمل حدوثه و لكن هناك بعض المواقف يكون غير عملياً أن تعيد خلق بعض الأحداث في الحياة الواقعية من أجل التعرض و منع الطقوس كما يتضح من تجربة ( م ).
تجربة "م":
إن أكبر تخافه م هو الإصابة بفيروس الإيدز و إحتمال نقله بعد ذلك إلى من تعتنى بهم... و هذه المواقف جعلتها متمكنة من المعلومات الدقيقة عن الإيدز و كيف ينتشر و مع ذلك لم تتمكن من هز الإحساس بأن الأنشطة اليومية العادية مثل استعمال المراحيض العامة و مصافحة الأيدي أو كونها في مجال كحة شاردة أو عطسة من الممكن أن يعرضها للخطر الأمر الذي دفعها إلى أن تغسل يديها مائة مرة في اليوم أو أن تستحم لمدة ساعة.
ومخاوفها من الإصابة بفيروس الإيدز قد تضمنت انطباعات ذهنية عن عجز متزايد عن العناية بأسرتها. إن فكرة عدم القيام بواجباتها كزوجة وأم خير قيام كان مقلقاً بوجه خاص.. وكذلك أنها مسئولة عن مرض الآخرين و الخجل المصاحب لخيبة أمل الأسرة.
خطوات التعرض التخيلي
التعرض التخيليإن التعرض التخيلي يمكن الشخص من أن يتأمل و يمعن النظر في الأفكار المزعجة و المثيرة لمخاوفه و أن يحتفظ بها في مخيلته لفترة وجيزة بدون المزيد من الإزعاج.
و هذا يساعد على أن يكون أقل قلقاً عندما يكون لديه تفكيراً سيئاً و يعلمه كيفية قبول مثل هذه الأفكار كما هى. مجرد أفكار... و بمرور الوقت فإن الأفكار المثيرة للقلق سوف تقل حدتها شيئاً فشيئاً.
الخطوة الأولى:
- اكتب قصة خلال ثلاث إلى خمس دقائق تتحدث عنك شخصياً تصف مخاوفك والمواقف المزعجة التي يمكن أن تظهر لك إذا لم تقم بطقوس المراجعة والتدقيق القهرية.
اكتبها و كأنك تصف فيلماً منظراً منظراً وأجعلها حية وواقعية قدر الإمكان ويمكنك التركيز على بعض الأفكار مهما كانت سخيفة أو منافية للعقل.
إن هذا التعرض التخيلي سوف يخلق في البداية الكثير والكثير من القلق و الإزعاج وكلما زاد الإزعاج الذي يمكنك مقاومته كلما كان التأثير النهائي أفضل. إلا أن هناك بعض الأفكار (مثل موت شخص حبيب) تكون مروعة لدرجة لا يمكن تسجيلها في تلك الأقصوصة .. على ألأقل في البداية... و في هذه الحالة يمكنك أن تصف مواقف أخرى متوسطة الحدة (6 - 7) و لما تتعود عليها يمكنك أن ترجع للمواقف الأخرى الأكثر إثارة للقلق والإزعاج (8 - 9).
الخطوة الثانية:
يمكنك أن تسجل قصتك هذه خلال ثلاث أو خمس دقائق على كاسيت ثم تكرر الاستماع إليها مرات عديدة على الأقل 45 دقيقة يوميا ًلمدة أسبوع
و يستحسن استعمال جهاز تسجيل قادر على إرجاع الشريط بنفسه لتسهيل الأمور مما يجعل الاستماع إلى القصة مستمراً دون انقطاع.
وسوف يكون من المفيد أن تسجل (وحدات الإزعاج) بعد كل استماع في جدول...
و يجب أن يكون هدفك هو تكرار مرات الاستماع إلى القصة حتى تحصل على ( درجات إزعاج ) اثنين أو أقل مما يجعلنا نتأكد أن التعود قد حدث. و هذا قد يستغرق 45 دقيقة و لكن هذا يختلف من مريض لآخر مستغرقاً وقتاً أقل أو أكثر.
و عندما تصبح هذه القصة غير مثيرة لأي نوع من القلق أو الإزعاج يتم الانتقال إلى قصة أخرى تحتوى على مواقف أخرى مثيرة للقلق و الانزعاج و هكذا حتى تتعود على كافة الأفكار المثيرة للإزعاج لديك.
جدول مراقبة التعرض التخيلي
تجربة م مع التعرض التخيلي
لقد وجدت م أن موت أقرب الناس إليها مرعباً لدرجة لا يمكن تحملها أو البدء بها فلقد بدأت أقصوصتها المسجلة بانطباعه ذهنية مخيفة تسبب لها قلقلاً متوسطاً 6). لقد تخيلت أحدهم و هو شخص معروف لديها جيداً بأنها قد تسببت في مرضه و موته بعد ذلك موتة مؤلمة بسبب مرض الإيدز. لقد اختارت جارة لها أم تعيش بمفردها مع أطفالها. لقد وصفت موقفاً ( وهى تعلم تماماً انه ليس من المحتمل حدوثه) ناتجاً عن إهمالها والذي كان من نتائجه أن الجارة قد أصيبت بفيروس الإيدز و أنها تتحمل المسئولية وحدها فيما حدث لها من مرض وموت وتخيلت احتمالات سخرية أسرتها في المستقبل منها وكذلك مجتمعها.
لقد استمعت م ري لقصتها ذات الثلاث دقائق لمدة ساعة و نصف يومياً في الأسبوع الأول مما أثار أحاسيس الألم و الحزن مما جعلها في البداية تقاوم الاستماع إلي الشريط و هي في منتهى الرعب.
لقد خيل إليها أنه مجرد الاستماع إلي التسجيل أو إلي أفكارها تقال بصوت عال فإنها سوف تتحقق بطريقة أو بأخرى وبعدما استمعت إلي الأقصوصة حوالي 30 مرة استطاعت أن تشتت انتباهها من الانطباعات الذهنية المخيفة بالامبالاة أو بالتفكير في أشياء غير ضارة أو مؤذية تعن لها في تفكيرها فجأة وبالتدريج أصبحت تبذل مجهوداً كي تركز في الانطباعات الذهنية المسجلة على الشريط.
وخلال الأسبوع الثاني لاحظت م أن الاستماع إلى التسجيل أصبح أقل إثارة للقلق وأصبحت قادرة على تسميع الأقصوصة عن ظهر قلب كفيلم تحكيه من الذاكرة.
بنهاية الأسبوع الثاني م سجلت الوحدات المثيرة للقلق ( 3 - 4 ) وقد أصابها الضجر من ذلك.
الانطباعات الذهنية أصبحت أقل تأثيراً عن ذي قبل.
عند ذلك سجلت أقصوصة أخرى عنها هي شخصياً عندما أصابها فيروس الإيدز عندما لامست أحد المشردين وبعد سماع تلك الحكاية مرات متعددة فقدت الصور الذهنية المؤلمة تأثيرها المخيف و المرعب على م التي أصبحت أقل بأن مثل هذه الأحداث يمكن حدوثها في حقيقة الأمر وبتكرار سماع حكايتها تغلب المنطق وأصبحت قادرة على التغلب على الصور اللامعقولة لمرض الوسواس القهري.
عندما لا يعمل التعرض التخيلي
إن هذا الوقت المناسب للتحذير من بعض الأشياء
هناك بعض المرضى الذين لا يجب أن نعرضهم لمثل هذه التجربة دون الإشراف الكامل من معالج مؤهل.
وهؤلاء المرضى هم الذين يعانون من وسواس قهري شديد لدرجة أنهم لديهم إيمان جازم أن أفكارهم الوسواسية حقيقية ومفهومة (تسمى أيضاً ..................... ) أو الذين لديهم تاريخ سابق للذهان أو اضطراب الشخصية الحدي
وهناك بعض المشاكل التي يمكن أن تقابلها عند القيام بالتعرض التخيلي.
-عندما لا تستطيع تحمل مستوى القلق الذي تثيره الأقصوصة لديك؛ اجعل حكايتك قص- أقل إثارة للقلق والإزعاج بمعنى أن تثير لديك وحدات إزعاج ( 5 - 6) و ليس ( 8 - 9 )
-عندما لا تثير الأقصوصة أي قلق لديك:
قد تكون الأقصوصة مكتوبة بصورة عامة وشاملة اجعلها أكثر حيوية وتحتوي على أكثر الصور إثارة للقلق والإزعاج لديك وأكثر إثارة للخوف. أو قد تكون وضعت العراقيل أمام الانطباع العاطفي للتجربة أو تكون مشتت الانتباه أثناء الاستماع للتسجيل. حاول أن تكون مستغرقاً بكل أحاسيسك وراء كل كلمة وعاطفة وصورة أثناء الاستماع.
-إذا كان التخيل للمناظر المرعبة غير كاف لإثارة القلق لديك؛
بعض الأشخاص لا يمكنهم التخيل ولديهم صعوبة في تحويل الأفكار إلى مناظر حية ببساطة يجب عليهم تجربة حقيقة الشيء الذي يعانون منه لإثارة المستوى المطلوب من القلق و في هذه الحالة قد تستفيد أكثر من التعرض في الواقع مع منع الطقوس.
بعد أن رتبت قائمة القلق - التعرض الخاصة بالأعراض المثيرة للقلق لديك فأنت الآن على إستعداد لكى تدخل في قلب العلاج السلوكى وهو التعرض ومنع الطقوس . التعرض : يعنى أن تستخدم مواقف من قائمة القلق لديك لتخلق الفرص لكى تغير الطرق التى تستجيب بها للمواقف المثيرة للقلق . إستخدام قائمة التعرض/القلق : إنك ستواجه المواقف المثيرة للقلق لديك خطوة خطوة بطريقة تختلف كلياً عما سبق أو تعودت عليه . الخطوة الأولى : - إختر قائمة صغرى وأبدأ بالعنصر الذى يثير عندك اقل قدر أو قدر متوسط من القلق تقريباً 5-6 - إذا لم تشعر بأى خوف أو قلق عند إختيار موقف معين للتعرض انتقل إلى الموقف التالى في القائمة هذا سوف يمدك بتجربة مباشرة لعملية التعود أو التأقلم . - والتعود كما تعلم أنه الإستجابه الطبيعية لجهازك العصبى للمثيرات المستمرة .. مع الوقت فإن مستوى الخوف والتنبه يقل .. ومع ذلك فإنك لن تستفيد من هذا التعود إلا بعد التعرض لمقدار كاف من القلق أو الإزعاج ... فإنك لن تحصل على شئ مفيد بدون التعب أو الإحساس بالألم . - في المثال الذى لدينا " قائمة م الصغرى التلوث بواسطة المشردين " فإن قيادة السيارة في منطقته تجمع هؤلاء المشردين مع نوافذ السيارة مفتوحة تثير لديها مقداراً متوسطاً من القلق 4-5 . الخطوة الثانية : - إجعل القلق والإزعاج يتصاعد .. تعايش معه لا تقاومه أو تتجنبه . - إذا كان مستوى القلق عالى جداً فهذا شئ طيب وأفضل كثيراً من أن يكون منخفض جداً. - حاول ألا تخاف من القلق أو الإزعاج فلم يمت أحد أو يصبح مجنوناً بعد التعرض . - مع الوقت طال أو قصر سوف تشعر أن مستوى القلق بدأ يقل وهذا معناه أن التعود بدأ .. هذا ممكن أن يستغرق دقائق إلى ساعات . مفاتيح التحرر إذا كنت تشعر بالكثير من الإزعاج إبدأ بالموقف الذى يثير أقل قدر من القلق من القائمة لديك فمثلاً إذا كنت تخشى من لمس شئ ملوث بيدك أو تلمسه بأطراف الأصابع أو بأظافرك .. وهكذا .. أخطار ومآزق التعرض : الطرق النمطية للتوقف عن أو تجنب التعرض: إذا لم يكن مستوى القلق يرتفع بصورة مطرده تنبه إلى الطرق الخفية التى توقف بها أو تتجنب بها التعرض : 1-من الأهمية أن تظل منتبهاً لمشاعر الخوف خلال التجربة ولا تجعل نفسك غبياً أو متبلد الأحاسيس . 2- الإعتماد على مصدر أمان يطمئنك باستمرار خلال التجربة مثل الزوجة أو المعالج أو صديق وعلى الرغم من أهمية وجود صديق كدافع لك للإستمرار فلا تجعل وجوده لمعادلة أحاسيس الخوف والقلق لديك فمثلاً الصديق الذى يساعدك على الخروج من المنزل بدون تكرار طقوس التأكد من كل شئ فهو ينبهك ويطمئنك بإستمرار أنك آمن تماماً ولن يحدث أى شئ فالإعتماد على مثل هذا الصديق ممكن أن يكون صورة أخرى من صور القهر وإذا كنت تخوض التجربة بمفردك فإنك سوف تحصل على أقصى فائدة . 3- تكرار بعض الأعداد أو الصلوات وهكذا بصورة سرية لمعادلة مشاعر الخوف لديك . 4- الإنعزال عن التجربة ( إنه ليس أنا الذى يقوم ولكنه شخص آخر ) إنه نوع من التفكير السحرى . في السطور القليلة يمكنك أن تسجل بعض الطرق التى تتهرب بها من مواجهة مشاعر الخوف خلال التعرض : 1- 2- 3- الخطوة الثالثة : مارس منع الطقوس أثناء التعرض . التعرض يكون مفيداً إذا كان يسير جنباً إلى جنب مع منع الطقوس إلى هو عبارة عن مفتاح التقدم خلال البرنامج الموجه من خلال النفس � ومنع الطقوس مثل ما تمنع نفسك من حك منطقة من الجلد الشئ الذى إذا حككته يجعلك تحكه أكثر فأكثر . قواعد عامة لمنع الطقوس : - إنك قد توافق على قريب أو صديق كشخص داعم لك ولكن عليك أن تخبره أن يمنعك إذا بدأت الخروج عن قواعد منع الطقوس ويساعدك على أتباعها بكل حزم . - إذا كان هناك دافع قوى للقيام بطقوسك مرة أخرى أخبر ذلك الشخص أن يظل بجانبك إلى أن يقل الدافع . - كقاعدة عامة لا يمكن أن تقيد المريض جسمانياً لمنعه من القيام بتلك الطقوس ولكن هناك بعض المواقف التى تستدعى ذلك مثل أن تكون تلك الطقوس خطره على المريض نفسه . واجه مخاوفك من القيام بمنع الطقوس إن مرضى الوسواس القهرى يشعرون بخوف شديد من عدم القيام بطقوسهم لأسباب كثيرة مثل الخوف من الموت - إلحاق الأذى بالآخرين - الفشل في منع الأذى عن الآخرين - الجنون - أن تتسبب في مرض من تقوم برعايته - الشعور بالذنب لحدوث شئ سئ - الذهاب للمعتقل - فقدان وظيفة . سجل نتائج خوفك التى يمكن أن تحدث إذا لم تقم بطقوسك ورتبها تصاعدياً . صفر% : لا يحدث شئ .. أعرف أنها سخيفة وبلا معنى . 25 % : لا أصدق أنها ستحدث حقيقة ولكن أرفض إعطاء نفسى الفرصة . 50 % : أحياناً أصدق أنها ستحدث حقيقة ولكن أرفض إعطاء نفسى الفرصة . 75 % : إيمانى قوى أنها ستحدث حقيقة ولكن أرفض إعطاء نفسى الفرصة . %100 : أنا متأكد تماماً أنها ستحدث ليس عندى أدنى شك وأرفض الفرصة
الخطوة الرابعة : - كرر مهام التعرض مرات كثيرة حتى يهبط مستوى القلق إلى 2 أو أقل وبعدها يمكنك أن تنتقل إلى موقف آخر . مثال "م" التعرض ومنع الطقوس : لقد كررت م التعرض ( قيادة السيارة ونوافذها مفتوحة بجانب المشردين ) مرات كثيرة مع ملاحظة التغير في مستوى القلق كل مرة .. وبعد فترة من الزمن أصبح الموقف الذى كان مثيراً للكثير من المخاوف لديها ببساطة ممل وأصبح مستوى القلق 2 أو أقل . بعد ذلك أصبحت على إستعداد للإنتقال للعنصر التالى في قائمة التعرض/القلق وأعادت الخطوات 1 - 4 من كل عنصر وبمرور الوقت أصبحت م مستعدة لمواجهة أكثر المواقف صعوبة وإثارة للقلق وهو لمس الأرض في منطقة تجمع المشردين وبعد ذلك لمس داخل السيارة .. أصبحت أكثر قلقاً وكانت مخاوفها تضم : - لن أصبح نظيفة مرة أخرى . - كل أجزاء منزلى سوف تكون ملوثة ( إذا ذهبت مباشرة بسيارتها لمنزلها). - كل شئ سوف يصبح ملوثاً . وعلى الرغم من كل هذه المخاوف غلا أنها استمرت في التعرض .. تكرر المهام بلمس خفيف لكل أجزاء السيارة . بعدما انتهت من قائمة المشردين إنتقلت إلى قائمة المستشفي حيث إقططعت جزءاً صغيراً من المناديل ومسحت به ظهر المقاعد في غرفة انتظار المرضى بأحد المستشفيات والتى ظنت أن تكون ملوثة بفيروس الإيدز ثم أخذت هذا المنديل الورقى إلى منزلها ولمست به عدة أشياء في دورة المياه ، غرفة النوم ، المطبخ . إنها تمارس التعرض عدة ساعات يومياً ، بعد أسبوع أصبحت تستطيع أن تلمس تقريباً جميع الأشياء بمنزلها بهذا المنديل الملوث وشعرت بخوف قليل جداً . وكان هدفها أن تتجنب هذه المواقف وكانت تقاوم دوافعها بحفظ الأشياء من التلوث بأن تلمس هذه الأشياء بهذا المنديل الملوث على الرغم من هذا الدافع وبعدما تأكدت أنه لن يحدث شئ مروع لها أو لأحد أفراد أسرتها فإن مخاوفها الوسواسية تناقصت . استخدام التعرض ومنع الطقوس لبعض مشاكل الوسواس القهرى الطريقة السريعة : - غلق الماء كلياً . - على الرغم من إنها قد تبدو مخيفة إلا أن هذه الطريقة تظهر نتائجها السريعة خلال ثلاثة أسابيع . - لمدة ثلاث أسابيع يجب أن تحدد وبشدة كمية المياه المستخدمة على جسدك. - قلل من غسل الأيدى وكثرة التشطيف - لا تستخدم الصابون بكثرة � لا تستخدم فوط مبللة � وأيضاً لا تعوم أو تسبح ولا تنام في البانيو. الإستحمام : - لمدة سبع دقائق للرجل وعشر دقائق للمرأة كل ثلاثة أيام وبما فيها غشل الشعر - غستخدام ساعة إيقاف لحساب الزمن - وإذا كان هناك طقوس معينة أثناء الإستحمام فيجب أن تقللها قد الإمكان . - لا مانع من إستخدام الكريم أو بودرة الحمام أو مزيلات العرق - لا تستخدم كريمات مضادات حيوية - صابون - .. إلخ من الأشياء التى تقلل التلوث . - الحلاقة تكون بآلات كهربية - لا تستخدم الماء - يمكنك أن تشرب الماء أو تستخدمه لغسل الأسنان كن حذراً ألا تضع ما على وجهك أو يديك . - قلل من غسل اليدين : قبل الطعام - بعد الحمام أو بعد تناول أى شئ دهنى أو قذر ، لا تتجاوز غسل اليدين 6 مرات يومياً وكل مرة لا تتجاوز 30 ثانية . - اعتبارات معينة يجب أن توضع في الحسبان عند التعامل مع أشخاص تجبرهم وظائفهم على غسيل اليدين كثيراً أو استعمال الحمامات . - بعض الأشخاص الذين لديهم طقوس معينة أثناء الإستحمام مثل استخدام كيماويات أو مبيضات : يجب إزالة هذه الأشياء من المنزل تماماً . - الهدف هنا إعادة صياغة الأشياء بين المخ والماء وكذا الإستحمام والتنظيف . الطريقة التدريجية : - إذا كانت الطريقة السابقة ثقيلة وصعبة حاول أن تجرب الطريقة التدريجية مستخدماً تأخير الطقوس ثلاث مراحل بالسرعة المناسبة لك . - المرحلة الأولى : أيام قليلة حتى أسبوع تأخير الإغتسال وفي نفس الوقت تكون مدة الإغتسال قصيرة . - المرحلة الثانية : تسمح لنفسك بحمام قصير فقد بعد إنخفاض مستوى القلق تكون مدة الحمام أقل فأقل وعدد مرات الإستحمام كذلك . - المرحلة الثالثة : تعرض نفسك إلى مواقف مثيرة للمخاوف والقلق لديك وتختصر الإغتسال إلى المعدلات الطبيعية هذا معناه أنك سوف تغتسل فقط في الأوقات المناسبة فقط . المرحلة الأولى : الأسبوع الأول : 1- اختار شيئاً ملوثاً من قائمتك يدفعك إلى أن تغسل يديك أو إلى الإغتسال أو إلى أى تصرف آخر يكون من شأنه أن يقلل من مستوى القلق لديك . وبعد ذلك قرر زمناً معيناً تحجم فيه عن غسل اليدين أو الإغتسال الشئ الذى يرفع مستوى القلق لديك إلى 5 - 6 وهذا الوقت ممكن أن يكون دقيق ، خمسة ، عشر ، عشرون دقيقة أو أكثر .. وهذا يرجع لك . 2- ألمس هذا الشئ حتى إنك قد لوثت يديك تماماً ( 5 - 6 ) أو لدرجة كافية ( مستخدماً ساعة إيقاف ) لتحدد الزمن المناسب إلى يمضى دون أن تغسل يديك - عش القلق دون أن توقفه. في نهاية الوقت المحدد ، أغسل يديك أو أغتسل ولكن قلل من الوقت الذى تستغرقه في ذلك أو عدد مرات غسل اليدين إلى النصف - كرر هذه العملية ثلاث مرات يومياً أو قدر الإستطاعة حتى تتبلور فكرة تأخير الإغتسال لديك (تأخير الطقوس ) . جدول تأخير الطقوس ( مثال "م" )
المرحلة الثانية : الأسبوع الثانى : 1- بنهاية الأسبوع الأول تعودت على لمس الأشياء الملوثة أو تتواجد في الأماكن الملوثة وتعلمت أن تؤخر أو تؤجل الطقوس لمدة زمنية معينة .. إذا لم يتم إنقاص عدد مرات الإغتسال إلى درجة مرضية .. لا تهتم .. سوف يحدث هذا . 2- في مستوى المرحلة أخر الطقوس لأطول مدة تجعل مستوى يهبط إلى أقل من 2 . هذا يحتاج وقتاً أطول - عزيمة أقوى والقدرة على تحمل بعض الأحاسيس الغير مريحة لفترات أطول . 3- ما زال مسموحاً لك أن تغتسل ولكن بعد ما يقل القلق إلى أقل مستوى ممكن لكى تتفهم الرسالة التالية ( إذا إنتظرت وتحملت فإن هذا الإحساس الغير مريح سوف يذهب من تلقاء نفسه ) والوقت في صالحك . فقط كن صبوراً وستجد أن هذا الإحساس الغير مريح سوف يتناقص . 4- خلال المرحلة الثانية هناك ما يمكن أن تعتمد عليه وهو أن الإغتسال سوف يأتى ولكن فقط بعدما تتأقلم على المواقف المثيرة للإزعاج لديك وبعد هذا التأقلم ستشعر بأن الإغتسال غير مهم لهذه الدرجة . 5- كرر التعرض عدة مرات في اليوم إلى أن تقلل القلق إلى أقل مستوى ممكن . كلما سيطرت على المواقف أدخل عنصراً جديداً من قائمة التلوث لديك وإستمر في إختصار طقوسك .
- الوقت المستغرق حتى تصل إلى 2 سوف يكون أقل من المرحلة السابقة . المرحلة الثالثة : الأسبوع الثالث : - في هذه المرحلة على الرغم من وجود بعض المواقف المثيرة للقلق .. أصبح لديك القدرة على تحمل هذا .. إلى أن يذهب هذا الإحساس الغير مريح من تلقاء نفسه .. هذا معناه أنك سوف تقضى وقتاً طويلاً دون أى ملامسة للماء وسوف تقلل كثيراً من غسل اليدين والإغتسال . في هذه المرحلة سوف تتعرض للمواقف التى تثير لديك أقصى درجات القلق والإزعاج (9-10) وليكون الهدف هو أن تقلل من الإغتسال إلى المعدلات الطبيعية في مثال م أشخاص من الخارج يجلسون ويلوثون غرفة المعيشة وغرفة النوم .. مرات كثيرة يومياً ولمدد طويلة وقد تسمح لزوجها الذى يعمل في أماكن ملوثة أن يجلس في هذه الأماكن وهو يرتدى لباس العمل القذر لمدة طويلة تسمح لها بأن يقل مستوى القلق إلى 2 أو أقل . وفي نفس الوقت لا تغتسل إلا مرة واحدة يوميا لمدة عشر دقائق فقط . وبنهاية الأسبوع قد تغسل يديها فقط في الأوقات المعتادة المتفق عليها
أعمل نسخة من الجداول السابقة لتضع الخطة الخاصة بك أنت كما في المثال السابق : قواعد الإغتسال الطبيعى 1-غسيل اليد مرة واحدة أقل من 30 ثانية قبل الأكل مباشرة ومرة بعد الأكل . 2-بعد قضاء الحاجة ( 30 ثانية ) . 3-مرة واحدة بعد تغيير الحفائض - تفريغ صندوق البريد أو القمامة أو غسيل الملابس . 4-مرة واحدة بعد مسك أشياء دهنية أو أشياء واضحة القذارة . 5-حمام واحد يومياً ( 7 دقائق للرجل ، 10 - 12 دقيقة للمرأة ) . 6-ليس هناك طقوس مهما كانت من أى نوع أثناء الحمام . 7-بعد نشاطات كثيرة : مثل ألعاب رياضية تنسيق الحدائق . غسل اليد بطريقة مختصرة والحمام كذلك متبعاً القواعد السابقة . 8-غير المواقف السابقة لا تغسل اليد إلا إذا كان هناك علامة ظاهرة على قذارتها أولاً ولا تغسلها . 9- إحترس من الوسواس إنه قد يوقعك في الإحساس بأن جسمك قذر حتى ولو كان غير الحقيقة .. كن أميناً مع نفسك .. إذا كان هناك شك .. لا تغتسل . 10-لا تستخدم إلا الصابون العادى ولا تستخدم صابوناً مطهراً مهما كان السبب . 11-بعض الاعتبارات الخاصة للذين تحتم عليهم وظائفهم غسل اليدين كثيراً مثل الممرضات . 12-بالطبع أثناء المرض .. تتخذ الإجراءات الصحية المناسبة. بعض الإجراءات الإضافية : -ممكن أن يكون هناك فوطة ملوثة تستخدمها أثناء التعرض لتلمس بها الأشياء مثل أكر الباب - قاعدة الحمام .. بعد استخدامها سوف تشعر بأن الفوطة ليست ملوثة (تأقلمت معها) فيصبح من الضرورى أن تعيد شحنها مرة أخرى .. أى أن تجعلها ملوثة .. -قد تغتسل دون أن تشعر بأنك ملوث .. مباشرة بعد الحمام لوث نفسك مرة أخرى بهذه الفوطة الملوثة . -بعض الأشخاص الذين يعانون من وسواس التلوث لا يستطيعون التفرقة بين الغير مريح والخطر .. قد يعانون من الإزعاج الشديد من لمس شئ لمجرد أنهم لا يشعرون بالراحة للقيام بذلك ولكن بمجرد لمس هذا الشئ سوف يختفي هذا الشعور . تقليل طقوس الإغتسال خلال برنامج مراقبة الذات : إذا كنت تخشى القيام بأى نوع من التعرض حاول الآتى: 1- أعمل نسخة من الجدول الآتى وألصقه فوق المغسلة وسجل به عدد مرات غسيل يديك كل يوم .. أجعل هناك قلماً قريباً . 2- كل مرة تغسل فيها يديك سجلها مباشرة .. بما فيها الإستحمام حتى ولو كان غسل اليدين لسبب جوهرى ( قبل الأكل أو بعد الحمام ) ، لا تخلق أعذاراً لنفسك . سجل كل شئ كل مرة . 3- لكى تفطم نفسك من إستخدام الصابون والماء قد تستخدم مؤقتاً مناديل مبللة أو مناديل تنظيف الأطفال بما يجعلك لا تستخدم الفوط كثيراً حتى لا تتسخ اليدين أو تتأذى . 4- إذا استخدمت مناديل الأطفال سجلها أيضاً على أنها غسيل لليد باستخدام الحرف ( W ) بهدف تقليل عدد العلامات وبهدف استخدام ماء وصابون قليل . 5- إستخدم مناديل جافة لمسح اليد بعد الأكل بدلاً من غسيل اليد . سجل في جدول الأنشطة التى تجعل يديك قذرتين وبعد ذلك أغسل يديك بعد آخر نشاط وليس بعد كل نشاط .
التعرض ومنع طقوس التحقق : - عند القيام بالتعرض ومنه الطقوس لـ Checking الهدف يكون التحقق لمرة واحدة فقط في المواقف التى معظم الناس يفعلون هذا . - مزلاج الباب - الأجهزة - يتم التحقق منها مرة واحدة قبل مغادرة المنزل أو الذهاب إلى الفراش . - الموقد - الفرن والأجهزة يتم التحقق منها بعد إستخدامها مرة واحدة . حاول الإحجام عن التحقق من الأشياء التى في العادة لا يتم التحقق منها : التحقق من شيك . استعمل الطرق الآتية لمنع الرغبات القوية للتحقق : - بدلاً من التحقق من قفل الباب مرة بعد مرة .. تحقق منه مرة واحدة وبعد ذلك تحقق منه كل خمس دقائق لمدة ساعة هذا يجعله شئ مرهق مما قد يوقفه . - إستخدم التسويف كجزء من منع الطقوس وبمرور الوقت ستجد أن الدافع لتحقق قد أختفي . - مرن نفسك على مقاومة لدافع لأداء الطقوس أثناء منع الطقوس والتعرض .. ركز في نشاط آخر - نشاط رياضى - تليفون . - لأن التحقق يحمل في طياته الخوف من حدوث كارثة مستقبلية عليك بالقيام بالتعرض التخيلى أيضاً . - كافح التحقق بممارسة التحدث إلى النفس Ordering and Symmetiy . - هذا يتضمن عدم تحمل رؤية الأثاث بالمنزل موضوعاً بطريقة غير صحيحة وغير نظامية وغير مماثلة بدقة والأشياء الأخرى بالمنزل . - التعرض يتضمن التأقلم التدريجى لرؤية الأشياء موضوعة في مكان غير صحيح ومنع الطقوس يتضمن مقاومة الدافع لإعادة هذه الأشياء إلى مكانها الصحيح . - اختار من القائمة لديك شيئاً يثير لديك أقل قدر من القلق والإزعاج .. بعدما تحرك الشئ إلى مكان غير صحيح قاوم الدافع لإعادته إلى مكانه . أجعل إحساسك بعدم الراحة يتزايد وأستمر في مقاومة الدافع حتى يقل إلى درجة محتملة . - إذا كنت غير قادر على تحمل أقل قدر من منع الطقوس استخدم تأخير الطقوس بدلاً منه كما تم بيانه سابقاً . - كرر هذا مرتين إلى ثلاث مرات يومياً إلى أن تبدأ التأقلم وبعد ذلك قم بزيارة الوقت إلى ساعتين وكلما زاد التأقلم قم بزيادة الوقت .. وهكذا إلى أن تهمل تماماً هذا الدافع ليوم كامل مع أقل القليل من عدم الراحة .. لا تهتم فالعائلة لن تهتم . - بعض المرضى يظنون أنهم بشفائهم سوف يتحولون إلى أناس مهملين .. لن يحدث شئ من هذا ولكن بشفائك سوف تستخدم أساليب صحيحة في علاقتك مع البيئة من حولك . - بعض أفراد الأسرة يظنون أنهم إذا جعلوا المنزل مهملاً فأنهم بهذا سوف يساعدون مريضهم؛ على العكس من ذلك إنهم يزيدون المشكلة تعقيداً . البطئ الوسواسى : - استغراق وقت طويل جداً للقيام بالأعمال الروتينية اليومية مثل ارتداء الملابس - الاستحمام- التزين . - إنه الناتج للكمال المرضى وعدم القدرة على إحتمال عدم القيام بالشئ كما ينبغى - وتؤدى الأعمال بصورة جامدة متضمنة العد والتكرار . - البطء يصبح أسوأ كلما حاولت أكثر فأكثر .. كلما ضغطت على نفسك لتسرع .. تجد أن البطء يزداد أكثر فأكثر . عند التعرض : - يجب أن تقاوم الإحساس بأنك قد قمت بعمل هذا الشئ على وجه غير صحيح - عادة ما يستغرق المريض تماماً في طقوسه ويصبح عنده القيام بالعمل على الوجه الصحيح أهم عنده من العمل نفسه . - راقب الوقت المستغرق للقيام بعمل معين . - حدد عملاً محدداً خلال وقت معين وبعد ذلك يكون عليك أن تقلل من هذا الوقت دقيقتين أو ثلاث في اليوم يمكن أن تستخدم منبه . - من الممكن أن تستعين بصديق أو أحد أفراد الأسرة ليحدد لك الوقت الكافي للاستحمام أو الوضوء ويساعدك في جدول تقليل الوقت المستغرق في كل نشاط . استخدم النموذج التالى النـشـاط: الإستحمام الهـــدف: إنقاص الوقت المستغرق لإنهاء الحمام . الـبدايــة: ساعتين . الوقت المستهدف : 15 دقيقة أو إنقاصه 25 % في اليوم / أسبوع
مفاتيح التحرر 1-للتحرر من كل أنماط الوسواس من الضرورى أن توسع من حدودك بعض الشئ إلى مدى مقبول عند القيام بالتعرض ومنع الطقوس هذا يعنى أن تقبل القيام ببعض المخاطر المنطقية لبعض الأنشطة مثل لمس شئ ملوث .. التحرر يعنى قبول المخاطرة . 2-من الطبيعى أن تشعر ببعض الخوف أثناء التعرض ومنع الطقوس إنها علامة على التقدم الذى تحققه . 3-غضبك من الوسواس سوف يكون الدافع لمواجهة مخاوفك . 4-إذا كانت مخاوفك من عدم القيام بالطقوس 70 % من المتوقع ألا تنجح في التعرض ومنع الطقوس . 5-استخدم مبادئ التعليم السلوكى لكى تحصل على الشجاعة للقيام بالتعرض الذى قد يصيبك بالإزعاج . أسأل نفسك هل يمكن للشخص بدون وسواس قهرى أن يتجنب لمس هذا الشئ لمجرد أنه شئ غير مريح دفعه للقيام بذلك ، وإذا كانت الإجابة بلا .. إذا للتحرر ضع لمس هذا الشئ في الحسبان وبعد ذلك أسأل نفسك هل يمكن لشخص بدون وسواس أن يعتبر لمس هذا الشئ خطر ( يسبب أذى مباشر له أو للآخرين ) إذا كانت الإجابة بلا فيجب عليك أن تلمس هذا الشئ وتقوم بالتعرض . 6- إذا قمت بالتعرض لمواقف تتجنبها نظراً لأنها تبث الخوف داخلك أو أنها مزعجة يجب أن تفرق بين هل هذا الموقف ممكن أن يسبب لك أذى أو أنه من المرجح أن يسبب خطر .. يجب أن تدرك أن هناك أشياء كثيرة قادرة على أن تنحى منحى خاطئ أكثر من أنها من المرجح أن تكون خطرة . فمثلاً إذا كنت تسير في يوم مطير فمن المحتمل أن تصاب بصاعقة ومن المرجح ألا تصاب . 7-يجب أن تتجنب التجنب بعناية .. يحب أن تدرك إذا تجنبت التعرض لموقف معين فيظل مخيفاً لك وسوف يجعل التقدم الذى تحرزه يتآكل . 8- أجعل التعرض ومنع الطقوس جزء يومى في حياتك .. وكلما أحرزت تقدماً ستجد أنه هناك فرصة طيبة لكى تتعدى الحدود السابقة . نموذج التعرض اليومى مهمة التعرض : ....... منع الطقوس : ....... مستوى القلق الأولى : قبل بدء التعرض ومنع الطقوس . هدف القلق المراد الوصول إليه بعد التعرض ومنع الطقوس . هدف الوقت المحدد المراد إنجاز التعرض خلاله ( دقائق / ساعات ) معدل التعرض ( أيام / أسابيع ) ............ مرة/ ............ يوم.
|
عالج نفسك بنفسك
إذا كنت ممن يعانون من أفكار وسواسية أو أفعال قهرية فسوف يحررك من تلك المعاناة أن تتعلم من التقدم المذهل لعلاج مثل تلك الحالات.
وعلى مدى العشرين سنة المنصرفة ظهرت الفعالية الشديدة للعلاج السلوكي في معالجة مرض الوسواس القهري، و إن مفهوم العلاج الذاتي كجزء من منهج العلاج السلوكي يعتبر دفعة كبيرة للأمام.
و في هذا المختصر الوجيز سوف أعلمك كيف تكون أنت المعالج السلوكي لذاتك،وبتعلم بعض الحقائق الأساسية عن مرض الوسواس القهري و بإدراك أنه حالة طبية تستجيب للعلاج فإنك سوف تكون قادرا على التغلب على الدافع الملح لكي تقوم ببعض الأعمال القهرية و تسيطر كذلك على الأفكار الو سواسية المزعجة.
نحن نسمى هذا المنهج Cognitive-bio behavioral self-treatment
و كلمة (معرفي) مشتقة من مصطلح لاتيني معناه (أن تعرف)..و تلعب المعلومات دورا هاما في هذا المنهج لتعلم أساليب العلاج السلوكي حيث أظهرت البحوث أن أساليب التعرض و منع الاستجابة علاجا سلوكيا كبير الفعالية في علاج الوسواس القهري.
و خلال أسلوب التعرض و منع الاستجابة التقليدي ..يتعلم المريض تحت الإرشاد المستمر لمعالج متمرس ... أن يعرض نفسه لمثيرات يكون من شأنها أن تزيد من حدة الأفكار الو سواسية و كذلك الدوافع الملحة للأعمال القهرية و بعد ذلك يتعلم كيف يقاوم الاستجابة لتلك الأفكار أو الأفعال القهرية.
فمثلا...الأشخاص الذين يعانون من أفكار التلوث يتم توجيههم لكي يتناولوا شيئا قذرا بأيديهم و بعد ذلك لا يغسلون أيديهم لثلاث ساعات على الأقل، لقد قمنا ببعض التحوير في هذا المنهج لكي تكون قادرا على أن تفعله بنفسك.
و يسمى هذا الأسلوب بمنع الاستجابة لأنك تتعلم فيه كيف تمنع الاستجابات القهرية المعتادة وتستعيض عنها باستجابات جديدة بناءة، و نحن نطلق على طريقتنا (سلوكية حيوية) لأننا نستخدم المعلومات الجديدة عن الأسس الحيوية لمرض الوسواس القهري لنساعدك على السيطرة على استجاباتك القلقة و نزيد من قدرتك على مقاومة الأعراض المزعجة لهذا المرض.
و يختلف علاجنا عن الطريقة الكلاسيكية في شيء واحد مهم و هو أننا طورنا طريقة من 4 خطوات تزيد من قدرتك لتقوم بالتعرض و منع الاستجابة بنفسك بدون معالج .
والقاعدة الأساسية هي عندما تفهم كنه هذه الأفكار والأفعال القهرية تستطيع أن تتعلم كيفية السيطرة على المخاوف و القلق الناتج عن هذا المرض و بالسيطرة على مخاوفك تستطيع التحكم في سلوكياتك بطريقة فعالة أكثر.. سوف تستخدم المعلومات الحيوية و الإدراك المعرفي لكي تقوم بالتعرض و منع الاستجابة بنفسك .
و تضم هذه الاستراتيجية 4 خطوات :
الخطوة الأولى أعد تسمية Relable
الخطوة الثانية اعد نسبة الأمر وربطه Reattribute
الخطوة الثالثة اعد التركيز Refocus
الخطوة الرابعة أعد التقييم Reevaluate
و الهدف هنا أن تقوم بهذه الخطوات يوميا وخصوصا الثلاثة الأول منها في بداية العلاج و أن تقوم بها بنفسك .
الخطوة الأولى: أعد تسمية Step (1) Relable
الخطوة الأولى و الحاسمة هي أن تدرك وتعي الأفكار الوسواسية و الأفعال القهرية ،ولكنك لن تفعل هذا بطريقة سطحية و لكن عليك أن تعمل جاهدا للحصول على فهم عميق بأن هذه المشاعر المؤلمة هي عبارة عن شعور وسواسي أو دافع قهري و عليك أن تفهم تماما أنهما أعراض لاضطراب طبي مرضي،في حين أن الوعي و الفهم اليومي يكون سطحيا و ذاتيا في نفس الوقت إلا أن الفهم العميق و الإدراك الكامل يكون أكثر دقة و تحديدا ويتم الوصول إليه من خلال الجهود المركزة إنها تحتاج للإدراك الواعي والتسجيل العقلاني لعوارض الوسواس والأفعال القهرية.
يجب أن تسجل و بالحرف مذكرة عقلية مثل (هذه الأفكار ما هي إلا وسواس و هذا الدافع ما هو إلا دافع قهري)
يجب عليك بذل المجهود للسيطرة على الدوافع و الأفكار المجهدة و الناتجة بيولوجيا و التي تنفذ و بإصرار إلى الوعي .
و هذا يعني بذل الجهود الضرورية للحفاظ على الوعي بما نسميه :
المشاهد النزيه؛ قوة الملاحظة بداخلنا و التي تعطي كل شخص القدرة على إدراك ما هو حقيقي و ما هو عبارة عن عرض و مقاومة الدوافع المرضية حتى تبدأ في التراجع و الاختفاء .
إن هدف الخطوة الأولى هو أن تتعلم إعادة تسمية الأفكار النافذة و الدوافع في عقلك إلى وسواس و أفعال قهرية و أن تفعل هذا بإصرار .
مثلاً:
مرن نفسك على أن تقول :أنا لا أعتقد أن يدي قذرة � أنا لدي وسواس أن يدي قذرة ، أو ... أنا لا أشعر أنني في حاجة لأن أغسل يدي ... أنا لدي دافع قهري لأن أفعل ذلك ... و هذا يتم تطبيقه على كافة أشكال الوسواس و الأفعال القهرية . يجب أن تتعلم أن تدرك و تعي الأفكار الو سواسية و الدوافع القهرية لمرض الوسواس القهري .
إن الفكرة الأساسية هنا أن تسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية.........(مرض الوسواس القهري) و أن تفعل هذا بإصرار و أن تدرك وتفهم أن هذا الشعور ما هو إلا إنذار كاذب لا علاقة له بالواقع، وبالبحث ثبت أن هذه الدوافع نتجت عن عدم اتزان بيولوجي بالدماغ ، وتسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية ((الوسواس القهري)) ستدرك أن هذه ما هي إلا رسائل كاذبة من الدماغ ، ويجب أن تدرك أن إعادة تسمية هذه الوساوس والأفعال القهرية لن تجعلها تذهب بعيدا .
في الحقيقة إن أسوأ شئ هو أن تحاول أن تجعلها تختفي والسبب أن هذه الوساوس و الاندفاعات لها الأسس البيولوجية خارج سيطرتك و فقط الذي تستطيع أن تسيطر عليه .... هو ردود أفعالك لها ، وأن يكون الهدف هو كيفية مقاومتها .
وثبت بالبحث العلمي أنه من خلال العلاج السلوكي تستطيع في الواقع أن تغير الكيمياء الحيوية التي تسببت في مرض الوسواس القهري و أعراضه ، ولكن يجب أن نضع في الاعتبار أن هذا يستغرق أسابيع إن لم يكن شهورا و هذا يحتاج إلى الصبر وجهودا مضنية .
إن محاولة إخفاء هذه الوساوس و الاندفاعات في ثوان أو دقائق سوف تصيبك بالإحباط بل و ستجعلها أسوأ ، إن الهدف هو السيطرة على ردود أفعالك وليس السيطرة على الأفكار و الاندفاعات القهرية نفسها .
الخطوة الثانية: اعد نسبة الأمر وربطه Step (2) Reattribute
إن مفتاح طريقة العلاج السلوكي الموجه من خلال النفس يكمن في جملة واحدة "انه ليس أنا و لكن مرض الوسواس القهري".
إنها تذكر بأن الأفكار الو سواسية خالية من أي معنى و أنها رسائل زائفة من الدماغ و أن العلاج السلوكي الموجه من خلال النفس يركز على هذه الحقيقة .
إنك تعمل في اتجاه فهم أعمق لقوة الأفكار الو سواسية و العمل القهري و هذا الفهم هو المفتاح لزيادة قوة إرادتك في مقاومة الدافع لأن تقوم وتغسل يديك أو لإعادة فحص الأبواب و الأقفال .
الهدف هو أن تعزي قوة الأفكار الو سواسية أو الدافع القهري لأسبابها الحقيقية وأن تعي أن المشاعر وعدم الارتياح نتيجة لاضطراب كيميائي في الدماغ:
إنه..........مرض الوسواس القهري
في أعماق الدماغ يوجد تكوين بنائي يسمى (caudate nucleus)...العلماء في جميع أنحاء العالم درسوا هذا البناء و توصلوا إلى أنه في الأشخاص المصابين بمرض الوسواس القهري يكون هذا التكوين يعمل بطريقه غير سويه، و هذا التكوين يمكن أن يكون بمثابة مركز إعداد أو محطة ترشيح للرسائل الأكثر تعقيدا المكونة في الجزء الأمامي من الدماغ هذا الجزء الذي من المحتمل أن يستخدم في التفكير و التخطيط و الفهم .
هذا الجزء مع الPutamen: الذي يجلس بجانبه... يعملان معا مثل ناقل الحركة الأتوماتيكي في السيارة... معا يسميان:Striatum يستقبلان الرسائل من أكثر الأماكن تعقيدا في الدماغ هذه الأماكن التي تسيطر على حركة الجسم و الأحاسيس البدنية والتفكير و التخطيط.. أنهما يعملان في انسجام تام مثل الناقل الأوتوماتيكي الذي يسمح و بسهوله النقل من سلوك إلى آخر ، أثناء اليوم العادي نحن نتحول وبسهوله من سلوك إلى آخر بدون أن نفكر بهذا.... و هذا هو عمل Putamen, Caudate n اللذان يجعلان هذا ممكنا .
في مرض الوسواس القهري .... هذا التحول السهل وهذه التنقية للمشاعر والسلوك تقابلها صعوبات كثيرة نتيجة لوجود خلل ما فيCaudate nucleus نتيجة لهذا الخلل يكون الجزء الأمامي للدماغ أكثر نشاطا مستهلكا طاقة أكثر و هذا تماما يشبه السيارة عندما تغور و أنت تحاول أن تخرجها من هذا المأزق بإدارة السيارة و بقوة ويدور العجل ويدور بدون أن تخرج بل أنها تغرز أكثر و أكثر .
في الوسواس طاقة أكثر تستهلك في الجزء الجبهي من الدماغOrbital cortex و هذا يجعل المريض يشعر أن هناك شيء ما غير سليم و لا يمكن إبعاده ، و أن النقل الأتوماتيكي قد تعطل ولذلك عليه استخدام الناقل اليدوي مما يجعله يستهلك طاقة أكثر، و هذا الناقل اليدوي يتم من خلال العلاج السلوكي الموجه من خلال النفس و أنك بهذا تستطيع أن تغير الكيمياء الحيوية في الدماغ .
إن المفتاح في هذه الخطوة هو أن تعي بأن هذه الأفكار المتطفلة المزعجة نتيجة لحاله طبيه _ والمشكلة تكون في الكيمياء الحيوية للدماغ _ وبهذه الخطوات الأربع ستستطيع أن تغير كيمياء الدماغ وهذا قد يستغرق أسابيع أو شهور من العمل الشاق.
في نفس الوقت ...إن فهم الدور الذي يلعبه الدماغ في هذا المرض سوف يساعدك على تجنب أكثر الأشياء التي تربك وتضعف المعنويات لدى هؤلاء المرضى ألا وهو المحاولات المحبطة للتخلص من هذه الأفكار والأعمال القهرية ، هذه المحاولات التي يقوم بها جميع هؤلاء المرضى دون استثناء حيث انه لا يوجد شئ يجعلك تتخلص من هذه الأفكار والاندفاعات في الحال ، و لكن تذكر يجب ألا تطيع هذه الأفكار و الاندفاعات القهرية و لا تتعامل معهم كحقائق ثابتة ...... لا تستمع إليهم .....، أنت تعرف كنه هذه الأشياء : إنها رسائل زائفة من الدماغ نتيجة لمرض أو حاله طبيه تسمى: الوسواس القهري..استخدم هذه الحقائق كي لا تطيع هذه الأفكار والأفعال.
إن الشيء المؤثر الذي تستطيع القيام به هو الشيء الذي يغير دماغك على المدى الطويل هو أن تضع هذه الأفكار و الأفعال جانبا و تتقدم إلى سلوك آخر .. و هذا ما نعنيه بناقل الحركة: القيام بسلوك مغاير .
إذا حاولت أن تبعد هذه الأفكار و الأفعال عنك فإنك تركز الضغوط فوق بعضها مما يجعل هذه الأفكار الوسواسية و الأفعال القهرية أسوأ.
و باستخدام هذه الخطوة ...سوف تستطيع تجنب القيام بالطقوس في محاولة يائسة للحصول على الإحساس المريح _ مثلا_ الإحساس بالهدوء والتوازن أو الكمال، وبمعرفة أن هذا الدافع للحصول على الإحساس المريح منشأه الاضطراب الكيميائي في الدماغ تستطيع تعلم إهمال هذه الدوافع .
تذكر:
انه ليس أنا و لكن مرض الوسواس القهري . وبرفضك الانصياع لهذه الاندفاعات القهرية في الحقيقة ستغير من دماغك و تقلل من هذه الأحاسيس .
عندما تتعامل مع هذه الأفعال القهرية كحقيقة واقعة قد تحصل على راحة وقتية و لكن و في وقت قصير ستزداد قوة هذه الاندفاعات
إن الخطوتين الأولى و الثانية متلازمتان لفهم حقيقة ما يحدث في هذا الاضطراب و لتسميته التسمية الصحيحة :مرض الوسواس القهري
الخطوة الثالثة: اعد التركيز Step (3) Refocus
أين يتم العمل الحقيقي.
يمكن أن نسمي هذه الخطوة "لا ألم لا مكسب".
التمرين العقلي مثل التدريب الجسماني (أوالتسخين قبل المباراة )
هناك عمل يجب القيام به: يجب أن تقوم بنقل الحركة (السلوك) بنفسك بمجهود وتركيز عقلي عميق،ستقوم بالعمل الذي تقوم به (Caudate n) في الحقيقة ..... ألا وهو أنت تعرف متى بالضبط يجب التحول لسلوك آخر، فكر في الجراح الذي يفرك يديه بشدة قبل الجراحة ... انه لا يملك ساعة توقيف تنبهه متى يتوقف عن فرك يديه ...بعد فترة يتولد لديه إحساس أنه يكفي هذا القدر من تنظيف يديه.
و لكن مرضى الوسواس لا يحصلون على الإحساس بأنه هناك شيء قد تم عمله بمجرد القيام بذلك .. الدليل الميكانيكي معطل و لكن و لحسن الحظ فإن الخطوات الأربع ستعيده للعمل .
الفكرة هنا أن تعمل حول الأفكار الوسواسية والأفعال القهرية بأن تحول الانتباه إلى شيء آخر ولو لمجرد دقائق معدودة .
في البداية قد تختار عمل معين ليحل محل فعل قهري مثل غسيل الأيدي .... أو التحقق أي عمل مسل وبناء يكون فعالا .... الهوايات بصفة خاصة.. فعالة.
مثلاً : قد تقرر أن تمشي .... تقوم بتمرين.... تستمع إلى .... تقرأ... تلعب ألعاب الكمبيوتر .... شغل الإبرة.... أو لعب كرة السلة ،عندما تأتي الأفكار ... أو تعيد تسميتها : أفكارا وسواسية أو أفعالا قهرية .. و بعد ذلك تعزو هذه الأفكار و الأفعال إلى كونها اضطرابا طبيا... و بعد ذلك تعيد تركيز انتباهك إلى هذا السلوك الآخر الذي قمت باختياره... و ابدأ برفض فكرة أن الأفكار الوسواسية و الأفعال القهرية حقائق ثابتة و لكن حدث نفسك قائلا :
أنا أعاني من أعراض الوسواس القهري ... أنا في حاجة إلى سلوك آخر.
يجب أن تمرن نفسك على استجابات جديدة لأفكارك وأفعالك و أن تعيد
توجيه انتباهك لشيء آخر غير أعراض الوسواس القهري .
إن هدف العلاج هو أن توقف الاستجابة لأعراض المرض و خلال قيامك بهذا فإن الأحاسيس المتعبة سوف تستمر في إزعاجك لفترة من الوقت .. ابدأ بأن تلتف حولها بفعل شيء آخر ... ستتعلم هذا على الرغم من وجود أحاسيس و مشاعر الوسواس و لكنها يجب ألا تؤثر فيما تفعله. يجب أن تقرر ماذا ستقوم بفعله و ليس الاستجابة لهذه الأفكار و الأفعال كما يفعل الإنسان الآلي. و بهذا فإن الاضطراب الكيميائي سيتوقف عن القيام بدوره.
قاعدة (15) دقيقة:
إعادة التركيز ليس عملا يسيرا وليس من الأمانة أن تقول أن هذا العمل لن يحتاج إلى مجهود مضاعف و احتمال بعض الألم في بعض الأحيان.
و لكن من خلال تعلم مقاومة المرض سوف تغير الدماغ ... تقلل الألم.
للقيام بهذا: قمنا بإنشاء هذه القاعدة... الخمس عشرة دقيقة ... الفكرة هي أن تؤجل استجابتك للوسواس أو الفعل القهري فترة من الزمن ....... يستحسن (15) دقيقة ، قبل حتى أن تفكر في إطاعة هذه الأعراض ... في البداية و مهما كانت شدة الأعراض أنت تحتاج لفترة أقل .. مثلا 5 دقائق .. و لكن الأساس واحد لا تقم بالأفعال القهرية ..أبدا .. بدون أن تعطي لنفسك بعض الوقت للتأخير ، تذكر أنها ليست فترة انتظار سلبية ... إنها فترة لكي تقوم بالخطوات الثلاث السابقة ... أن تعيد تسمية الأمر بالوسواس القهري و ترجعه إلى أسبابه الحقيقية و هي اضطراب كيميائي حيوي في الدماغ ... هذه الأحاسيس سببها المرض و ليست حقيقية و لكنها رسائل خاطئة صادرة من الدماغ .
يجب أن تقوم بتصرف آخر ... هادئ و مفيد ... و بعد انقضاء المدة المحددة أعد تقييم الدافع القهري .... هل هناك أي تغيير في الشدة وسجل أي تغيير و أي تغيير حتى لو كان قليلا سوف يشجعك على الانتظار لمدة أطول و هذا سوف يعلمك أنه كلما انتظرت أطول فإن التغيير سوف يكون أكبر .
و الهدف سوف يكون دائما (15) دقيقة أو أكثر، وبالمحافظة على ذلك فإن نفس المجهود سوف يجلب لك تغيرا أكبر و أكبر و هذا سوف يدفعك إلى أن تجعلها (20) أو (30)دقيقة أو أكثر .
ما تقوم به هو المهم
من الأهمية بمكان أن تعيد تركيز انتباهك بعيدا عن الأفعال القهرية و الأفكار و تحوله إلى أي مهام معقولة أو نشاطات .... لا تنتظر إلى أن تختفي هذه الأفعال و الأفكار و لا تتوقع أن يحدث هذا... وبكل الوسائل لا تفعل ما يطلبه منك مرض الوسواس القهري، و بدلا من ذلك استغرق في أي نشاط تختاره وسوف ترى أن الوقت الذي يمضي بين بداية الدافع و التفكير في إطاعته سوف يجعل هذا الدافع أضعف و يمكن أن يزول أو يتغير ... والشيء المهم... حتى لو لم يتغير الدافع فإنك ستعلم أنه يمكنك السيطرة على استجاباتك لهذه الرسالة الخاطئة من الدماغ .
إن تطبيق الوعي العميق و الملاحظ المحايد ستساعدك خصوصا بعد سنوات من مشاعر الإشفاق و طلب الرحمة من قوى غير مفهومة وشاذة .
إن الهدف على المدى الطويل لهذه الخطوة هو ألا تقوم أبدا بأي سلوك قهري استجابة للأفكار الوسواسية أو الإلحاحات القهرية.
و لكن الهدف الأقرب هو وضع وقتا للتأخير قبل إطاعة مثل هذه الأفكار أو المثيرات القهرية ... إنك تتعلم ألا تسمح لمشاعر مرض الوسواس القهري بأن تملي عليك ما تفعله .
في بعض الأحيان يكون الإلحاح القهري من القوة بمكان بحيث تستجيب له و لكن هذا ليس بدعوة لأن تشنق نفسك ... ضع في مفهومك أنه كلما قمت بالخطوات الأربع و سلوكك يتغير فإن مشاعرك وأفكارك ستتغير أيضا .
إذا استسلمت و قمت بالفعل القهري بعد فترة التوقف هذه ومحاولة تشتيت الانتباه... ابذل مجهودا مضاعفا في الاستمرار في إعادة التسمية لهذا السلوك بأن المرض قهرني هذه المرة... ذكر نفسك بأنك لم تغسل يديك بسبب قذارتها و لكن بسبب المرض ... لقد كسب المرض هذه الجولة و لكن في المرة القادمة سوف أنتظر لمدة أطول. بهذه الطريقة حتى القيام بالسلوك القهري يمكن أن يحمل في طياته عوامل العلاج السلوكي .
ومن المهم أن تدرك أن إعادة تسمية السلوك القهري بهذا الاسم جزء من العلاج السلوكي و أفضل من أن تقوم بهذا السلوك دون مذكرة عقلية تدرك كنهه .
وهناك فكرة مفيدة لمن لديهم سلوك التحقق القهري للأقفال والمواقد و الأجهزة الأخرى..... إذا كانت هذه مشكلتك..... مثلا التحقق من قفل الباب... حاول أن تغلق الباب بانتباه زائد و وعي عميق المرة الأولى... بهذه الطريقة سوف تحصل على صورة عقلية جيدة ترجع إليها عندما يثور الإلحاح القهري... عندما تتوقع أن يثور هذا الإلحاح ما عليك إلا أن تغلق الباب ببطء و عناية ... مكونا مذكرة عقلية مفهومها: "الباب الآن مغلق" أستطيع أن أرى أن الباب الآن مغلق ... أنت تحتاج لصورة عقلية جلية لهذا الباب المغلق ... و لهذا عندما يقودك الإلحاح القهري... ستكون قادرا على إعادة تسميته في الحال قائلا :
هذه فكرة وسواسية ...إنه ...مرض الوسواس القهري
و أنك سوف تعزو هذا إلى مرض الوسواس... تذكر ... إنه ليس أنا...إنه ليس إلا............
سوف تعيد تركيز انتباهك و تبدأ في الالتفاف حول إلحاحات الوسواس القهري بالقيام بعمل آخر وعندما تكون صورة عقلية واضحة فهذا يساعدك في إعادة تركيز الانتباه للعمل الآخر الذي تقوم به (مثلا في قفل الباب بعناية)
حافظ على اليوميات
من المهم أن تحتفظ بسجل يومي عن العلاج السلوكي كسجل لنجاحك في مجهود إعادة التركيز يجب أن يكون خاليا من الوهم والخيال ، الفكرة ببساطة أن تحتفظ بسجل مكتوب عن نجاحك في هذا العلاج إنه مهم لأنك تستطيع الرجوع إليه لمعرفة أي سلوك كان ناجحا و ساعدك في إعادة التركيز... و لبناء ثقتك بنفسك عندما ترى أنك تتقدم ....... في لهيب هذه المعركة لن تستطيع أن تتذكر أي التصرفات ساعدتك أكثر، و هذه المذكرات ستساعدك في نقل الحركة عندما تتوقد الإلحاحات الوسواسية مرة أخرى وتذكرك بالتصرفات التي كانت مفيدة في الماضي سجل النجاح فقط لأنك لست في حاجة لتذكر فشلك ...أنت في حاجة لأن تربت على ظهرك ... هذا شيء يحتاج مرضى الوسواس القهري لأن يتعلموه، شجع نفسك بأن تتذكر نجاحك باستخدام سلوك إعادة الانتباه... عزز هذا النجاح بتسجيلك إياه و أن تكافئ نفسك حتى و لو بكلمة.
الخطوة الرابعة: أعد التقييم Step (4) Reevaluate
إن هدف الخطوات الثلاث الأول هو أن تستخدم معلوماتك عن الوسواس كمشكلة طبية بسبب اضطراب في الكيمياء الحيوية في الدماغ لمساعدتك في إيضاح أن هذه المشاعر زائفة و أن ترفض أن تأخذ الوساوس و الإلحاحات كأمر واقع لتتجنب القيام بالفعل القهري و الطقوس و تعيد تركيز انتباهك على سلوك بناء ...، و يمكن أن تفكر في هذه الخطوات كفريق يعمل معا .. وعندما تعمل معا هذه الخطوات الثلاث يكون أكبر عنه وهم متفردين.
كنتيجة لهذا فإنك سوف تعيد تقييم هذه الأفكار والإلحاحات التي وقبل العلاج السلوكي سوف تجعلك تقوم بالسلوك القهري.....
بعد التمرين الكافي من خلال الخطوات الثلاث السابقة ستكون قادرا على أن تقلل من قيمة و أهمية الأفكار الوسواسية والإلحاحات القهرية .
لقد استخدمنا مفهوم فيلسوف القرن الثامن عشر آدام سميث للمشاهد المحايد لنساعدك في فهم و بوضوح ما تطمع إليه باستخدام الخطوات الأربع للعلاج المعرفي
الحيوي السلوكي ، لقد وضح للمشاهد المحايد كشخص بداخلنا ، نحمله معنا في كل وقت ... شخص واعي لمشاعرنا و حالتنا وظروفنا و أحوالنا .
عندما نبذل مجهودا لتقوية قدرة هذا المشاهد المحايد على رؤية الأشياء بطريقة صحيحة نستطيع أن نستدعيه في أي وقت ... أي و بدقة أكثر نلاحظ أنفسنا و نحن نعمل أو نستطيع أن نشهد على أنفسنا و عملنا و مشاعرنا كما يفعل أي شخص آخر ليس له علاقة بالأمر.. أو غير مهتم. قال سميث: نفترض أننا أنفسنا مشاهدين على سلوكياتنا.
إن الحفاظ على هذا المفهوم : مثل الوعي العميق، عمل صعب وشاق خصوصا تحت الأحوال المؤلمة ويحتاج أكثر المجهودات مشقة و تعبا، فهذا يماثل المجهود المبذول في الخطوات الأربع .
يجب على مرضى الوسواس القهري أن يعملوا بجدية للسيطرة على الإلحاحات القهرية ذات السبب الحيوي و التي تفرض نفسها على الإدراك و الوعي .... يجب أن تصارع للحفاظ على وعي المشاهد المحايد، قوة الملاحظة داخله التي تعطيك الاستطاعة على حد الإلحاحات المرضية حتى تبدأ في الضعف و الاختفاء....
يجب على مرضى الوسواس القهري أن يعملوا بجدية للسيطرة على الإلحاحات القهرية ذات السبب الحيوي والتي تفرض نفسها على الإدراك والوعي.... يجب أن تصارع للحفاظ على وعي المشاهد المحايد، قوة الملاحظة داخله التي تعطيك الاستطاعة على حد الإلحاحات المرضية حتى تبدأ في الضعف والاختفاء.... يجب أن تستخدم معلوماتك أن أعراض الوسواس القهري ما هي إلا إشارات لا معنى لها ورسائل زائفة من الدماغ حتى تستطيع أن تعيد التركيز و تنقل الحركة.. اجمع مصادرك العقلية التي تحتفظ بها دائما بعقلك
" أنه ليس أنا بل مرض الوسواس القهري إنه ليس أنا ولكنه الدماغ "
و بالرغم أنك و في المدى القصير لن تستطيع تغيير مشاعرك ... فإنك تستطيع تغيير تصرفاتك و بهذا ستجد أن مشاعرك تتغير أيضا بمرور الوقت... إن الصراع العنيف سوف ينتهي إلى ... من المسؤول هنا ... أنت أم المرض ، حتى عندما يقهرك المرض وتستسلم و تقوم بالعمل القهري.. يجب أن تدرك أنه ليس إلا المرض ، و تأخذ على نفسك عهدا بأن تجاهد بصلابة أكثر المرة القادمة مع السلوك القهري، ببساطة أن ملاحظة قاعدة (15) دقيقة بثبات و بإعادة التركيز على سلوك آخر.. دائما تسبب خطوة إعادة التقييم أن تسهم في العمل مما يعني أن تدرك أن الشعور لا يستحق الانتباه و لا يؤخذ كأمر واقع.. متذكرا أنه المرض و أن سببه اضطراب طبي، النتيجة هو أنك تقلل من قيمة شعور الوسواس القهري.
بالنسبة للأفكار الوسواسية يجب عليك أن تعزز هذه الطريقة بإعادة التقييم بطريقة أكثر نشاطا: هناك خطوتان مرعيتان: توقع..... وتقبل..... وعندما تستخدمهما فإنك تعيد التقييم بنشاط.
التوقع
يعني أن تكون جاهز و مستعد: تعرف أن الشعور آت .. استعد له لا تأخذك المفاجأة.
التقبل
تعني لا تبدد الطاقة بقهر نفسك لأنه لديك هذه الأحاسيس السيئة ،أنت تعرف سببها ولهذا عليك الالتفاف حولها.
مهما كان محتوى وسواسك: عنف أو جنس أو أمور أخرى كثيرة .. أنت تعرف أنها تحدث مئات المرات في اليوم .. أنت تريد ألا تتعامل معها كل مرة كأنها مرة جديدة أو شيء غير متوقع .. أرفض أن تصدم بها.. ارفض أن تهزمك بتوقع أفكارك الوسواسية الخاطئة.. ستتعرف عليها لحظة حدوثها و تعيد تسميتها في نفس اللحظة وأيضا ستعيد تقييمها في الوقت ذاته ،عندما يحدث الوسواس ستكون مستعدا : ستعرف (إنها أفكارك الوسواسية الغبية ) إنها بدون معنى ... أنه فقط الدماغ : لست في حاجة لأن أعيرها انتباه ... تذكر أنك لا تستطيع أن تجعل الأفكار تختفي و أيضا لا تحتاج لأن تنتبه لها ...تستطيع أن تتعلم أن تتقدم إلى سلوك آخر.. لا حاجة لأن تستغرق في الأفكار... تقدم للأمام، هنا .. تأتي القاعدة الفرعية الثانية: تقبل ... اهملها... و استغرق في أشياء أخرى ، لقد علمت من الخطوة الثانية أن هذه الوساوس المزعجة سببها مرض الوسواس القهري ولها علاقة باضطراب الكيمياء الحيوية بالدماغ.
في الخطوة الفرعية: التقبل : أنت تدرك هذه الحقيقة بعمق و ربما بطريقة روحانية ، لا تقهر نفسك... لا معنى لأن تنتقد نفسك وتنتقد دوافعك الداخلية لمجرد وجود اضطراب في الدماغ .
و بتقبل وجود الوسواس بالرغم عنك و ليس بسببك: تستطيع أن تقلل هذا الضغط الرهيب الذي يسببه تكرار الوساوس .
إنما تذكر : أنه ليس أنا .. إنها الوساوس .. إنه ليس أنا و لكنه دماغي لا تشنق نفسك في محاولة لجعل هذه الوساوس تختفي .. لأنها و على المدى القصير لن تفعل .. المهم ألا تفكر بعمق أو تتأمل و كذلك لا تتخيل توابع هذه الأفكار المقلقة لا تعد أي اهتمام لهذه الأحكام السالبة و التي تحط من قدر هؤلاء الناس الذين لديهم مثل هذه الأفكار .
للوساوس: قاعدة (15) دقيقة يمكن أن تصبح أقصر إلى دقيقة واحدة ... أو حتى (15) ثانية... ليس هناك حاجة لأن تستغرق في مثل هذه الأفكار حتى ولو كانت مازالت تتسكع داخل دماغك... مازلت تستطيع بل يجب أن تستمر و تتقدم إلى الفكرة التالية والسلوك التالي... بهذه الطريقة إعادة التركيز يكون بمثابة المهارة العسكرية.
إن الفكرة الوسواسية أو الإلحاح الفكري في غاية القوة وأيضا في منتهى الغباء إذا وقفت في مواجهتها و حاولت إخراجها من دماغك فستغلبك في كل مرة .
يجب عليك أن تتجنبها و تلتف حولها و تتقدم إلى سلوك آخر... إنك تتعلم أن تستخدم فطنتك وذكاءك في مواجهة هذه القوة .
الدرس هنا ليس مجرد التغلب على المرض بتحمل مسئولية عملك....
بل بتحمل مسئولية عقلك و حياتك.
الخلاصــــــــة
نحن مرضى الوسواس يجب أن نتمرن على أن نأخذ هذه المشاعر كحقائق ثابتة ... يجب أن نتعلم أن هذه المشاعر تضللنا بالتدريج و لكن بصلابة ... سوف نغير من ردود أفعالنا لهذه المشاعر و مقاومتها ... لدينا نظرة أخرى للحقيقة . بهذه الطريقة نحصل على بصيرة جديدة للحقيقة .
نحن نتعلم أنه حتى هذه المشاعر المتطفلة المقاومة و المستمرة سوف تتراجع لو نحن لم نهاجمها ... و بالطبع تتذكر دائما أن هذه المشاعر سوف تشتد ... و تهزمنا ... عندما نستسلم لها.
"يجب أن نتعلم أن ندرك كنه الإلحاح القهري ونقاومه"
و خلال قيامنا بهذه الخطوات الأربع كطريقة للعلاج النفسي السلوكي ... نحن نضع أساسا لبناء سيطرة النفس الحقيقية وفق السيطرة على النفس.
من خلال المقاومة البناءة لمشاعر و إلحاحات المرض نحن نزيد من تقديرنا لأنفسنا و تجاربنا و إحساسنا بالحرية ... و قدرتنا على القيام بخيارات واعية و من أنفسنا سوف تزداد.
و بفهم هذه العملية التي من خلالها نقوي من أنفسنا لمقاومة المرض، وبتقدير السيطرة التي نحصل عليها من تدريب الدماغ للسيطرة على الوسواس و الإلحاح القهري... و ردود الأفعال الأوتوماتيكية لهذه الأفكار و المشاعر.. حق التقدير.. نحصل على بصيرة عميقة لكيفية الرجوع لحياتنا الحقيقية... إن تغير كيميائية الدماغ بمثابة نتيجة سعيدة لهذه الأفعال المؤكدة .
إن الحرية الحقيقية تقبع على جانبي طريق الإدراك
الواضح الجلي للاهتمام بالنفس الفطري
ملخص سريع
الخطوة الأولى:Relable
إعادة تسمية الأفكار الوسواسية والإلحاحات القهرية نتيجة لمرض الوسواس القهري .
الخطوة الثانية: Reattribute
إن شدة الأفكار وتطفلها وكذلك الإلحاح القهري بسبب المرض غالبا لها علاقة باضطراب التوازن لكيمياء المخ الحيوية .
الخطوة الثالثة: Refocus
التف حول الوساوس بإعادة تركيز الإنتباه على شيء آخر على الأقل لبضع دقائق، ثم بفعل شيء آخر.
الخطوة الرابعة:Re-evaluate
لا تأخذ الوسواس القهري كقيمة وحقيقة ثابتة إنه ليس له قيمة في حد ذاته.
دور الأســـــــرة في العــــــــــــــــلاج
تلعب العائلة دوراً هاماً فى علاج مرض الوسواس القهرى والشفاء منه. وفى المقابل فإن وجود مريض الوسواس القهرى داخل العائلة يمكن أن يؤدى إلى تنافرها وتمزقها وسوء فهم خطير بين أفرادها.
الاسرة ودورها في العلاجوغالباً ما يعتقد هنا أن المرض وليس المريض هو العدو الذى يجب أن يواجه. وعلى هذا فإن قتال وعلاج هذا المرض يجب أن يكون بمجهود جماعى .
وهذا الفصل سيساعد أفراد العائلة على فهم ما هو مطلوب لتدعيم وتشجيع المريض بالوسواس القهرى تجاه الشفاء (بقبول العلاج وحصول الشفاء ).
إن من يعانى الوساوس القهرية لا يستطيع التحكم في الدوافع القهرية التي تسوقه إلى تنفيذ طقوسه الوسواسية. فالمشكلة تكمن في وجود عدم توازن كيميائي في المخ مما يؤثر على الأفكار والسلوك.
لذلك فهؤلاء المرضى لم يختاروا طواعية مرض الوسواس القهري تماما كعدم اختيار المريض لمرض السكر أو ضغط الدم أو روماتيزم المفاصل.
- وموقف الأسرة الواعي حيال المريض يجب أن يكون مشجعاً ومساعداً للتغلب على استمرار تنفيذ الطقوس والأعراض المرضية.
وهذه بعض الإرشادات الهامة والسريعة للأسرة لمساعدة المريض على الشفاء
الكف عن انتقاد المريض أو لومه إذا لم يتحسن التحسن المتوقع من قبل الأسرة.
لا تحكم على المريض بناءاً على تقدمه أو عدم تقدمه.
قرار العلاج يجب أن ينبع من ذات المريض واختياره بدون ضغط.
توقع الانتكاس رغم حصول التقدم في العلاج وسوف يكون أملنا معقوداً على مبدأ: خطوتين للأمام وخطوة للخلف.
لابد من الثناء على المريض والفرح عند ظهور أي تحسن.
فالوضوء خمس مرات بدلاً من عشر مرات يعتبر إنجازاً كبيراً. وفى خلال الأسبوع القادم سيتناقص العدد إلى ثلاثة ثم اثنين ثم واحد ونفس الأمر ينطبق على من يراجع الباب المغلق عدة مرات أو البوتاجاز المشتعل أو غسيل اليدين.
لا تلم نفسك لأن فى بيتك مريض بالوسواس ظناً منك أن التربية والعقد القديمة هى السبب فى الوساوس القهرية.
واعلم أن الأسباب الحقيقية للمرض، لا ترتبط فقط بالبيئة بقدر ما هى عوامل بيولوجية ووراثية ولذلك فدور الطبيب النفسى هام وحيوى.
وتأكيداً لما سبق دع مشاعر الذنب تجاه المريض، لأنها تستنـزف طاقتك التى أنت فى حاجة إليها كى تساعد مريضك.
توقع أن يفعل مريضك أى شئ متناقض مع معنى الوساوس القهرية التى يعانى منها الآن، فالوساوس القهرية لا معنى لها. مثال ذلك الرجل الذى يبتعد عن الناس أثناء الكلام حتى عن زوجته وأولاده خوفاً من تطاير رذاذ الفم عليه. ومع ذلك يطعم كلبه بيديه ويسيل لعاب الكلب عل يده أثناء ذلك ولا يخاف من هذا اللعاب.
ثبت أن أعراض الوساوس القهرية ليس لها معنى رمزى أو دفين، لذلك يجب أن لا نفسر الأعراض على هذا الأساس أو أن نرجعها إلى عقد دفينة فى نفسية المصاب بها. أو أنها تعتمد على التحليل النفسى فى علاجها، فذلك غير مقبول مطلقا.
محظور على أفراد الأسرة الانسياق وراء رغبات المريض فى الحصول على الطمأنة المستمرة بأن كل شئ على ما يرام،
وأنه لا أحد لمس القذارة .........
وأن الأكل نظيف ........
وأن الباب مغلق .........
وأنه لم يؤذ أحداً قط.
ولا شك أن الطمأنة سوف تقلل من إزعاج المريض لأسرته ولكن مؤقتاً.
ولكن الطمأنة سوف تحرم المريض من التعود على القلق وتَحَمُّله.
وبالتالى سوف تؤخر شفاء المريض أو تحسنه وإذا توقفت الطمأنة سوف يزيد القلق فيتعود عليه المريض ويحتمله، ويتوقف عن طلبها.
ولذلك فإن تخفيف الأعراض ثم التحكم فيها يحتاج إلى تعاون جميع أفراد الأسرة الذين يعيشون مع المريض ويؤثرون فيه ويؤثر فيهم.
إن الكثير من المرضى يضعف صبرهم ويقل احتمالهم مع طول مـدة وشدة الأعراض. لذلك فلابد لأفراد الأسرة أن يتفهموا أعراض المرض وأهمية العلاج السلوكى المعرفى وطرقه وواجباته.
أيضا يجب وضع حد لدور الأسرة فى زيادة الأعراض واستمرار المشكلة من خلال معاونة المريض على استمرار طقوسه ومساعدته على ذلك للمحافظة على سلام الأسرة مما يضعف مواجهة تلك الوساوس وأمثلة ذلك هى:
- الأم التى وقفت فى الحمام مع ابنها لتعد له عدد مرات غسيل يديه لكى تشعره بالراحة وتزيح عنه القلق وهى لا تدرى أنها تزيد وتعقد من شدة المرض.
- الزوجة التى تقوم بغسل ملابس زوجها عدة مرات لكى تزيل قلقه من أنها غير نظيفة أو ملوثة.
- الوالد الذى جلس خلف ابنه فى الصلاة لكى يعد له عدد الركعات فى الصلاة، ويعطى ولده إشارة عند حدوث أى اضطراب أو مخالفة فى قواعد الصلاة.
- الزوجة التى تقوم بغسل يد الحنفية وقاعدة التواليت والبانيو ورش الأرض بالماء أمام زوجها عدة مرات كلما دخل الحمام.
- المريضة التى قررت عدم الاستجابة للوساوس القهرية وطقوسها، فطلبت من زوجها أن ينوب عنها بأداء الطقوس بدلاً منها كى يقل قلقها.
- الزوج الذى يقوم بإعداد الطعام ورعاية الأولاد والنظافة والغسيل لكى تتفرغ الزوجة لطقوسها.
- الانصياع لرغبات المريض مثل عدم فتح الباب لأحد من الزوار خوفاً من اضطراب النظام أو التلوث من قدميه، أو عدم لمس يديه بالسلام. أو التنبيه على أفراد الأسرة بخلع الأحذية خارج البيت والملابس عند المدخل والاستحمام قبل الدخول.
- الزوج الذى يرضى زوجته بالامتناع عند الجماع خوفاً من الإفرازات لنجاستها وقذاراتها وكذلك طاعتها فى غسيل اليدين عدة مرات قبل وبعد الجماع.
- انصياع الأولاد لأمهم بأن يمسكوا المقابض والمفاتيح والحنفيات، بالمناديل الورقية.
..لمزيد من التفاصيل .........
يبدأ التدعيم بكل فرد داخل العائلة :
التأقلم مع مرض الوسواس القهري داخل العائلة يتحدد بما يستطيعه كل فرد من أفرادها للتعامل مع الضيق والاختلاط المتكرر والمشاعر المتصارعة تجاه المرض والمريض . فهذا المرض يرهق ويؤذى مشاعر العائلة وأحياناً يصبح أفرادها مقهورين به فيتخذون مواقف وسلوكيات مدمرة لمريضهم فمثلاً قد يلجأون إلى السخرية أو الإهمال أو حتى العداء الصريح .
وقد يؤدى التوتر الذي ينشأ داخل العائلة إلى تدعيم غير متعمد لأعراض هذا المرض . وبالرغم مما سبق فإنه باستخدام الإستراتيجيات الآتية يستطيع أفراد العائلة مجتمعين تسهيل حصول الشفاء لمريضهم :
1- أحصل على الحقائق أولاً :
إذا ظهرت أعراض هذا المرض على فرد من العائلة فإنه يلزم عليك أولاً أن تعلم أقصى ما تستطيعه عن هذا المرض ، فإن القلق الذى يدور حول هذا المرض يتضاءل بتحصيل الحقائق والمعلومات عنه، ثم تكلم بانفتاح مع خبراء موثوقين فى مجاله عما نشأ بسببه من مشاكل داخل العائلة وعلى هذا فإن تحولك إلى "خبير" فى هذا المرض قطعاً سيؤثر إيجابياً فى العائلة ، وفى عصرنا هذا فإن كثير من المعلومات تتوفر الآن عن ذى قبل حول هذا المرض .
ويحتوى الملحق على مقدمة قصيرة عن الوسواس القهري وعلاجه . وهذه نقطة بداية جيدة لأفراد العائلة . وقد بنى الباب الأول على المعلومات الأساسية وسيساعدك على فهم ما يفعله عضو العائلة الذى يعمل فى مجال " البرنامج الموجه للذات " .
2- تخلص من لعبة " اللوم " :
يُعتبر الخجل والإحساس بالذنب ولوم النفس بين أفراد العائلة معوقات للعلاج الجذرى للمرض . ولقد لوحظ لعقود سابقة أن تعود الناس على "لوم" أسباب هذا المرض ولم يعازما إلى التنشأة غير الكافية للأطفال أو وجود بيئة عائلية مشوشة وما شابه ذلك .
والحقيقة أنه لا يوجد ثمة دليل على علاقة التفاعلات العائلية المبكرة بأسباب هذا المرض، وكما سبق شرحه فإن الوراثة والعوامل البيولوجية هى المتهمة الأولى فى هذا المرض وليست الوحيدة ولا يجب أن تشعر العائلة التى يصاب أحد أفرادها بالخجل لهذا المرض أكثر مما يحدث لو كان المرض هو مرض السكر أو مرض القلب أو أى مرض مزمن أخر .
3- أخرج الوسواس القهري من خزانته : لا داعى لإخفاء المرض والمريض :
غالباً ما يشعر أفراد العائلة بإحساس الخجل إذا وجد مريض بالوسواس القهري بينهم فالخوف من إزدراء الآخرين لهم باعتبارهم آباء سيئين أو أخوه أو أخوات وهنا لا تدع إهمال الآخرين يملى عليك مشاعراً حول وجود مريض فى عائلتك وتكلم بحرية مع هؤلاء اللذين تعتقد أنهم قادرين على الفهم والدعم .
وأبحث عن مجموعة تدعيم للوسواس القهري فى مجتمعك وأبدأ فى تعلم المزيد حول المرض وشارك مع أفراد عائلتك فى المعلومات التى تجدها فى "الملحق" عن المرض فهو كاف ومركز لهؤلاء الذين يودون معرفة أساسيات هذا المرض .
وهناك قول قديم يستخدم فى المجموعات العلاجية لمرضى الكحول يقول " أنت فقط مريض بقدر ما تحمل من أسرار " .
4- عالج مشاعرك السلبية :
بمجرد حصولك على بعض المعلومات عن المرض فإن الخطوة التالية هى أن تعالج مشاعرك السلبية حول تواجد هذا المرض فى العائلة وهذه تشمل الغضب والرفض والإحباط .
أ. دع الغضب : أعمل على تقبل حقائق عائلتك كما هى ثم أبحث عن القوة والحكمة لتغيير ما يمكنك تغييره . ولا يعنى قبولك هنا ألا تفعل شيئاً ، ولكنه يعنى أن تبذل الطاقة فى إيجاد حلول مؤثرة بدلاً من بذلها فى الغضب والرفض , وأعمل على أن تدع الغضب جانباً وأن تستبدله بالمسامحة للمريض ولنفسك . فأنت لم تفعل شيئاً سبب له المرض ولا تستحق ذلك فهو ببساطة " مرض " .
ب.سيطر على المشاعر التى يجب أن يفهمها الآخرون أيضاً :
فليس هناك أحد مجبر على أن يشعر أو يفعل كما تفعل أنت لمجرد أنك ترغب منهم فى ذلك. جهز نفسك بالحقائق والمعلومات والمواد التعليمية بمنزلك . وشارك ما تعرفه من معلومات مع أفراد العائلة المهتمين بذلك دون ما تهديد وبطريقة متدرجة.
ج.توقع وتقبل "المقاومة" :
بسبب قلة الفهم عن الأمراض النفسية فكثير من أفراد العائلة لديهم قناعتهم المسبقة وأفكارهم من أسباب الوسواس القهري . ولذا فيجب أن تتوقع "مقاومة" حتى لأفضل وأحدث مصادر المعلومات . يمكنك أن تحاول ولكن لا تتوقع أن تغير المواقف الحصينة هذه ويجب أن تقاوم أن ترى أقصى المواقف المضادة والأفراد المتحيزين لموقفهم على أنهم مخطئين أو "سيئين" فقط هم لم يتعلموا بعد ومع الوقت فالصبر والمثابرة يمكنهم تغيير أشد المواقف الحصينة .
د.كن مستمعاً جيداً:
لا تحاضر . فأخوة الطفل المصاب بالوسواس القهري لديهم فى أعماقهم أمور عميقة ، مثل الغضب المكتوم والإحساس بالذنب والرفض وتلك تحتاج لإرشاد تخصصى . فبكلامك عن هذه المشاعر والتزود بالمعرفة عن المرض يجعلهم أكثر عرضة لمقاومة إبداء تعليقات مؤذية أو محرجة.
كيف يمكن لأفراد العائلة مساعدة المريض فى البرنامج العلاجى:
حينما يبدأ مريض الوسواس القهري البرنامج العلاجى فإن أفراد العائلة يستطيعون أن يلعبوا دوراً مهماً فى تقدمه وشفائه .
فهؤلاء المرضى يحتاجون لدعم شخص بالمنزل لمساعدتهم فى أعمال التعرض والتدريبات المنزلية . وعلى هذا فقبل أن تتخذ هذا الدور الدعمى فيجب أن تتعلم ما هو متوقع منك . وهو شأن طويل الأمد غالباً ما يحتاج إلى تنظيم مجدول للوقت للمساعدة فى الواجبات المنزلية . فهل أنت مستعد لهذا التعهد ؟.
إن أفراد العائلة والأصدقاء الذين لا يلعبون هذا الدور يمكنهم أيضاً المساعدة والجزء القادم لكل شخص مهتم بمريض الوسواس القهري .
التواصل مع الفريق الطبى وفيما بينهم:
أستمر فى التواصل ببساطة ووضوح ، أعراض مرض الوسواس القهري تتزايد وتتضاءل وضع هذا فى اعتبارك عندما يبدو المرض أشد مما هو معتاد .
قلل من توقعاتك فى الوقت الحالى وقم بتشجيع كل واحد فى العائلة على التعبير عن مشاعرهم حول كيفية تأثر العائلة بالمرض . ومع الجميع يجب تذكر تلك الأوقات التى بدأ فيها المرض سيئاً ولكن بعد ذلك جرت الأمور إلى الأفضل .
وإذا كان المريض طفلاً فإنك سترغب فى إنشاء تواصل مع الفريق الطبى المعالج ، بينما إذا كان المصاب بالغاً فتلك قصة أخرى ، ولتسأل المريض عن المدى الذى يريده فى تدخلك .. وأيضاً لتسأل أفراد العائلة الآخرين عن آرائهم أيضاً ، ولو وافق المريض فاتصل بالمعالج ولتسأله عن الدور الذى يمكنك أداؤه فى العملية العلاجية.
لا تشارك فى الطقوس القهرية:
إن أحد الوسائل السلبية التى يزيد بها أفراد العائلة الإضطراب الذى يحدث بسبب سلوكيات الوسواس القهري داخل العائلة. هو المشاركة فيه، فالمشاركة (والتى تدعى أيضاً "التمكين" ) هو وسيلة العائلة لجعل "السلام مستمراً" فى مواجهة المتطلبات المستمرة للمريض وذلك للتخفيف السريع فى حينه للقلق الوسواسى .
وغالباً ما يعتبر "التمكين" هذا هو الخندق الأخير لأقل مقاومة للأفعال القهرية والتى هى خارج نطاق سيطرة العائلة ومسببة للتمزق داخلها .
ومع ذلك فإن النتيجة (التى تعتبر كارثة) للتمكين/للمشاركة فى الطقوس الوسواسية هى تدعيم أعراض الوسواس القهري وتقويتها بسبب العائلة المنغمسة فيها .
وهذه وسائل المشاركة المعروفة فى السلوكيات القهرية من قبل أفراد العائلة :
- غسل ملابس المريض الوسواسى والذى يتعامل مع ملابسه غير المستعملة أو المستعملة لفترة وجيزة على أنها "ملوثة" ولهذا يحتاج إلى غسيل مستديم غير ضرورى .
- الإجابة بـ "أنك غير مصاب بالإيدز ولن تمرض به" فى كل مرة يطلب فيها مريض الوسواس القهري (والذى لم يسلك أبداً أى سلوكيات تؤدى للعدوى) ويكرر طلبه وسؤاله هل من الممكن أن يكون قد أصيب بالفيروس ؟
- طمأنة المريض (والذى يستغرق ساعات فى تفحص أقفال الأبواب والأجهزة ليتأكد أنها مغلقة تماماً) بأن كلها مغلقة ومؤمنة أو مساعدته فى طقوس الفحص هذه .
- تكرار طمأنته بأنه لم يؤذى أيا من المشاة أثناء قيادته السيارة .
- مساعدة مريض "وسواس التخزين" والذى يخشى أن يتخلص من أى شئ "هام" وذلك بفحص كل قطعة من الزبالة قبل التخلص منها.
- القيام بتغيير الملابس أو خلع الأحذية فى "الجراج " قبل الصعود للشقة أو على باب الشقة لتحاشى إحداث القلق للمريض والخائف من تلويث المنزل بالملوثات الخارجية .
- تحاشى شراء الكيماويات وبعض المنتجات الأخرى أو المبيدات الحشرية لإعتقاد المريض فى خطورتها أو " تلويثها " .
- الإستسلام للمطالب المستمرة والمرهقة للمريض الذى يطلب الطمأنة بإستمرار أن هذا الشئ "صحيح" أو لا بأس له أو مؤذى أو خطير .. وهكذا وحتى يصل إلى " الصحيح " فإن طلبه يتكرر مرات ومرات .
وهكذا بملاحظة السلوكيات الموضوعة عالياً فلتأخذ نظرة متفحصة لموقف عائلتك وردود فعلك الشخصية تجاه المريض وأكتب على السطور البيضاء التالية أى "مشاركة" سلوكية لك أو لعائلتك تجاه مريضكم .
1 - ..............................................
2 - ..............................................
3 - ..............................................
4 - ..............................................
5 - ..............................................
6 - ..............................................
7 - ..............................................
8 - ..............................................
9 - ..............................................
10- ..............................................
كيف نوقف "تمكين" الوسواس القهري؟
هل يجب عليك فجأة التوقف عن الطمأنة والمشاركة فى الطقوس؟ محتمل لا فالتوقف عن " المشاركة " بدون أن تجهز المريض لذلك قد يؤدى إلى قلق هائل وتمزق شديد لشاعر المريض. وأفضل الخطط أن تتعاون على مخطط مع المريض قبل أن تبدأ فى الانسحاب من هذه الطقوس وأمثل الطرق لذلك هو الوقت الذى يكون فيه المريض مستعداً لبداية " البرنامج العلاجى " ويمكن هنا اللجوء لمساعدة الطبيب النفسى فهذا سيكون ذو فائدة كبيرة .
إرشادات الإنسحاب ( التحرر ):
1- توقع أن المريض سيشعر بتزايد القلق لفترة قبل أن يتناقص بعد ذلك وقد يكون هذا القلق ممزقاً له فى البداية ولكنه علامة أكيدة على التغير .
2- قلل من مشاركتك تدريجياً ولكن ليس ببطء شديد فمثلاً أنقص مشاركتك إلى النصف فى البداية ، ثم النصف كل أسبوع أو أسبوعين وهذه خطة أسبوعية للتحرر وبناء استراتيجية عليها
3- ضع خطتك على التوقف النهائى عن المشاركة فى الطقوس القهرية بعد فترة محددة ، يتفق عليها فى البداية وأجعلها غير قابلة للتفاوض .
4- ناقش كل خطط التحرر بحرية مع المريض قبل البدء فيها وبدون مفاجآت .
5- توقع بعض المقاومة لذلك وهذه ستتراوح ما بين الضيق البسيط إلى الغضب وحتى العنف وبالرغم من ندرة العنف هنا ولكنه لا يجب عليك تقبله .
6- أشرح أسباب للتحرر بوضوح وبأمانة للمريض ولتبق هادئاً ولكن حازماً ومستقيماً فإنه من الأهمية أن تتمسك بموقف ثابت ومتماسك .
7- عندما يطلب المريض من أفراد العائلة "معادلة قلقه" فإن أفراد العائلة يجب أن يردوا عليه بهدوء وبطريقة معقولة وبصوت خفيض كالأتى :
- يجب على أن أرفض أن أقضى على قلقك لأن ذلك مدمر لصحتك على المدى الطويل .
- لأننى أحبك فأنا أ{فض مشاركتك فى سلوكيات ضارة .
- لو شاركتك فى طقوسك قد أكون مساعداً لك لكى تشعر بالتحسن على المدى القصير ولكن على المدى البعيد فإننى اسبب الأذى لك .
- أنا أعلم أن الأمر صعب عليك ويسبب لك الضيق ولكن أفضل الأمور أن لا أؤدى هذه الطقوس لك .
- لقد أخبرنى دكتور .. فلان ألا أشاركك وهو يعلم جيداً ما يقوله وقد قررنا أن نثق فى حكمه
8- إذا كان عدم الانصياع والإنسحاب العام لمطالب المريض بالطمأنة أمر مؤلم جداً له فيمكنك أن توافقه أنك ستفعل ذلك له مرة واحدة فقط يومياً وتكون موافقتك هذه هى حجر الأساس للتوقف النهائى بعد ذلك عن أداء كل السلوكيات المطمأنة .
9- قبل البدء فى الإنسحاب قم بتعبئة نموذج "بيان إنسحاب ممكن الوسواس القهري" وأنسخ منه نسخة وضعه فى مكان ظاهر فى منزلك .
هكذا يستقيل المُمَكِن
عفواً.... لن نمكنك من تنفيذ طقوسك الوسواسية
التــــــــــاريخ:...........................
عزيزى فلان :...........................
أتقدم إليك بهذا من واقع عميق إحساسى بالإحترام والحب والقبول بأنك تعانى من مرض تسبب لك فى صعوبة شديدة فى التعايش معه وأننى كشخص تورط فى أعراض مرضك الوسواسى فقد أدركت أننى بمشاركتك فى هذا المرض فإننى لست فقط أؤذى نفسى بل إننى أيضاً شاركت فى زيادة مشكلتك الوسواسية دون أن أقصد ذلك . وقد قمت بتمكينك من ذلك ببعض الوسائل مثل:
- مساعدتك في .. أو القيام عنك بسلوكياتك القهرية لغرض جعلك تشعر بالراحة وحجب الضيق عنك مؤقتاً .
- مساعدتك في .. أو القيام عنك بسلوكياتك القهرية لغرض إيجاد موقف سلام وهدوء في العائلة .
- مساعدتك فى .. أو القيام عنك بسلوكياتك القهرية لخوفى من أنك قد ..............
- الكذب على نفسى وعلى الآخرين باعتباره حالتك والألم الذى سبب مرضك .
- جعل حياتى إمتداد غير صحى لمرضك . فى محاولة للتخفيف عنك ومساعدتك فإننى قد ابتعدت شيئاً فشيئاً عن الشخص الذى أكونه فى الحقيقة وقد دعمت دون أن أقصد مرضك وجعلته راسخاً فيك .
وهنا فإننى أنوه بأننى ومنذ لحظتنا هذه وبكامل الحب والاحترام أرفض أن أساعدك فى أى من الطقوس القهرية . وأننى وبكل الحب سأتحاشى إرضاء طلبك القهري للطمأنة. وهذا يعنى تماماً أننى أحبك أكثر مما أستطيع أن أصف . وهذا يعنى أننى أؤمن بمقدرتك الغامرة على قوة الإرادة لدرجة أننى سأتوقف عن هذا مع عظيم تصميمى .. مع ثقتى بك.
التوقيع : ...............
التاريخ : ...............
كيف تتعامل مع "الباحث عن التأكيد" الوسواسى؟
البحث الوسواسى عن " التأكيد " وهو فى الواقع عرض مزعج لمرض الوسواس القهري والذى يقع فى شباكه أفراد العائلة وهو يحدث فى الترتيب الآتى :
1- الوساوس المقلقة وتطفلها :
يعانى المريض من فكرة وسواسية والتى من الممكن أن تكون غالباًً حول فكرة مخيفة أو غير مريحة مثل :
- قد أكون مصاباً بالإيدر وسأموت ميتة بطيئة .
- ماذا إذا تركنى والداى أو تطلقا أو ماتا .
- ماذا لو كانت الثلاجة قذرة وحدث لى منها تلوثاً؟
- قد يكون هناك حشرات تحت المائدة وستزحف على طعامى .
2- صدمة ودرجة القلق :
عندما تهجم الفكرة فإنها تسبب ضيقاً شديداً وتحت وطأة القلق البالغ فإن المصابين بالوسواس القهري لا يملكون القدرة على تهدئة أنفسهم أو إزاحة هذا الضيق الذى تسببه الفكرة من خلال " الحديث المنطقى للنفس " أو " الإنعكاس على النفس " بطريقة منتجة .
3- الإلحاح على تهدئة التوتر :
بدلاً من تهدئة النفس فإن هؤلاء المرضى يبحثون بإلحاح غير مسيطر عليه عن التهدئة فى الحال من خارج أنفسهم على هيئة سؤال وضع لغرض التأكيد اللفظى وذلك لشخص موثوق فى أنه سيريحهم أو لشخص مسئول .
4- الحصول على التثبيت :
يقوم فرد من أفراد العائلة مستشعراً هذا القلق الشديد بتقديم التأكيد اللفظى والمعنوى لتهيئة هذا الشخص فمثلاً يقول : لا " لن تصاب بالإيدز " أو " إن والدتك ستعود " .. " لا تقلق أن الثلاجة نظيفة " وبالرغم من هذا فإنه يجب تكرار ذلك مرات حتى يهدأ القلق الذى سببته الفكرة ويشعر مريض الوسواس بتحسن ولكن مؤقت .
5- مرات ومرات أخرى :
وتبدأ الدائرة بعد ذلك . فإن هذا النموذج يصبح راسخاً ومتأصلاً ويصبح عادة مكتسبة لا يمكن كسرها .
اللجوء إلى "روح الدعابة " للتخلص من البحث الوسواسى عن التأكيد:
دون سخرية يجب أن نقابل " طلب التأكد " حول فكرة وسواسية بأفضل الطرق وذلك بالتحلى بروح الدعابة وبتحاشى النقد والغضب . وتلك بعض الأمثلة:
- إذا سأل مريض بالوسواس : هل قمت بالتأكد من إغلاق الباب مرات كافية ؟
فيكون الرد مثلاً : فقط علينا أن نهب كل ما نملكه إلى جمعية السطو على المنازل .
- ولو سأل : هل أنت شخص جيد ؟ وهل آذيت أى أحد ؟
فيكون الرد مثلاً : لقد تركت رائحة الموت أثناء يقظتك ؟ يجب أن يتم مقارنتك بأحد القتلة .
- لو سألك المريض قائلاً : هل ستعود ؟
فيمكنك أن ترد أننى ذاهب إلى ... لكى أراها .
- ولو سأل : هل سأمر بالإيدز
فيكون الرد مثلاً : يمكننا أن نجهز للجنازة من الآن .
- ولو سأل : هل آذيت مشاعرك .
فتقول : ولن أشفى من ذلك أبداً .
خطتك للتخلص من المشاركة فى الوسواس القهري :
أنت تفهم الآن كم هو مؤذى مشاركتك فى هذا المرض بل وإنه مدمر . قم بوضع خطتك للتوقف عن المشاركة فى تمكين الوسواس القهري من العائلة .
- الطقوس التي شاركت فيها أو "مكنتها" أنا وأفراد عائلتى: .................................
-قمنا بمعادلة القلق فى مريض الوسواس القهري بالطرق الآتية:................................
-المشاعر التى جعلتنى أستمر فى تورطى كممكن للوسواس القهري:........................
الخطة الأسبوعية للإنسحاب هى :
هل سيتعاون المريض؟
(نعم أم لا)
الكم الذي سأقلله من تورطي...حدده
الطقوس التي سأنسحب منها
الأسبوع الأول
الأسبوع الثاني
الأسبوع الثالث
الأسبوع الرابع
إرشادات إضافية للتعامل مع الوسواس القهري فى العائلة
1.شجع مسايرة العلاج الدوائى والعلاجات السلوكية المعرفية :
قد يحتاج المريض إلى من يذكره لتناول علاجه وذلك بسبب الآثار الجانبية . فإذا كان ضرورياً قم بوضع الدواء فى صندوق أو علبة أسبوعية لتحاشى الجرعات الزائدة والناقصة ، وشجع المريض على متابعة توجيهات الطبيب ... وهذا يعنى أحياناً أن يتعلق المريض بالعلاج حتى مع ظهور الآثار الجانبية وبالتالى من تأخر ظهور التحسن فالصبر مع العلاج هو ضرورة صحية .
ويجب استمرار التشجيع أيضاً حتى عندما يلتحق المريض بالبرنامج العلاجى . وقم بمألفة نفسك مع البرنامج حتى يمكنك أن تكون مشجعاً جيداً . إنه عمل صعب وغالباً محبط ولكن بالصبر والمثابرة ستكون المكافأة هى حياة جديدة أفضل للعائلة كلها .
2.كن مدعماً ومشجعاً:
إننا حين تتوقع الكثير من الناس نضعهم على طريق الفشل . وأيضاً التقدم البطئ من الممكن أن يكون محبطاً ، ساعد أفراد عائلتك على تحقيق أهداف معقولة ، تعرف على أية علامات ولو بسيطة للنجاح ، وقم بتشجيعها . وتجنب المقارنات مع الآخرين المصابين بالمرض أو مع باقى أفراد الأسرة الغير مصابين بالمرض . فمن المحتمل أن الشخص المصاب بالوسواس القهري يكون لديه تصوراً متديناً عن نفسه.
فالوسواس القهري يضعف المعنويات . وغالباً ما يكون هؤلاء المرضى خجلين من سلوكياتهم ويدركون أنها لا مبرر لها . وهذا الخجل من سلوكهم يورثهم الخجل من
أنفسهم . الفكرة الوسواسية " تجعلنى أفعل أشياء غريبة " ويتحول هذا إلى " تجعلنى
غريباً " ويحتاج الناس إلى أن يعلموا أنهم ليسوا غرباء أو مجانين بسبب سلوكهم القهري . فهم ليسوا بأختيارهم مرضى الوسواس القهري ، والفصل بين أنفسهم الرائعة وإيجابياتهم وبين المرض هو غاية فى الأهمية.
يجب أن تقدم المديح للسلوك الإيجابى والمكافأة مهما صغرت فهى خطوة فى البرنامج العلاجى ولنبدأ بالمديح .
3.قلل من الضغوط :
التقليل من الضغوط هو ذو أهمية خاصة خلال بدايات العلاج . حافظ على روتين العائلة طبيعياً ما أمكن . فالضغوط تزيد من أعراض المرض وحتى الأحداث المرضية السعيدة مثل الإجازات من الممكن أن تؤدى إلى زيادة فى الأعراض .
4.كن متعاوناً مع أعراض الإنتكاسة :
اقرأ باب الانتكاسات المرضية عزيزى القارئ فإنه سيساعدك على ذلك وأيضاً سيساعدك على مواصلة المكاسب التى يتم الحصول عليها من البرنامج العلاجى .
5.أعتنى بنفسك:
الاعتناء جيداً بنفسك من المحتمل أن يكون أهم الخطوات الإرشادية . فالوسواس القهري يشمل حياة الشخص كلية ثم يمتد ليسيطر على حياة العائلة . فلا تدع الوسواس القهري يدير بيتك . وخذ وقتك لتنأى بنفسك بعيداً . واهتم باحتياجاتك واحتياجات أفراد العائلة . وألتحق بجماعة مدعمة لأفراد العائلة من الناس الذين يناضلون هذا المرض . ومثل هذه المجموعة ستساعدك على اكتشاف كيفية تعامل الآخرين مع هذا المرض فى عائلاتهم وسيساعدك أيضاً على أن تجد القوة والشجاعة والحكمة للتدخل بكفاءة .
6.أغلق جهاز التلفزيون :
صمم التلفزيون أصلاً للتسلية والمعلومات ولكنه أصبح أرضية مسببة للخوف والقلق فى المصابين بالوسواس القهري . فالبرامج الإخبارية التلفزيونية وما يسمى بالبرامج ذات الاهتمامات الإنسانية تجذب المشاهدين بتقديمها الحكايات الغرض منها غرس بعض من درجات الخوف من الأذى أو الخطر الكامن فى هذا العالم .
فالمصابون بالوسواس القهري يمتصون الخوف كما تفعل قطعة الأسفنج مع الماء وهم يبالغون فى تقدير الخطر ويسيئون إدراك ووجود إحتمالية الخطر والأذى وفى كثير من الأحيان يجدون صعوبة فى التقييم الموضوعى للخطر الحقيقى الكامن فى برنامج إخبارى تلفزيونى مقصود بعناية تامة للإثارة . ولهذا فهم معرضون خاصة للمبالغة فى رد الفعل للقصص الأخبارية المثيرة وخاصة إذا تم تقديم هذه القصص بطريقة تظهرها من الممكن تصديقها وبصورة رسمية .
فمثلاً فهم يجدون خاصة تلك القصص المزعجة والتى تدول حول الخطر غير المتوقع والمتخفى لمرض ما يصيب الأطفال أو الأخطار غير المتوقعة والمآزق المتأصلة فى نشاطات حياتية يومية بريئة .
مثل هذه القصص يمكنها أن تثير وساوس جديدة أو تظهر قلقاً وسواسياً موجوداً أصلاً فضع فى أعتبارك الجهد لتقليل كم مشاهدة التلفزيون فى العائلة أو قم باختيار البرامج بطريقة أفضل .
7. تعهد على التغيير :
ويساعد أحياناً أن تضع تعهداً مكتوباً . فلو لم تكن قد فعلت هذا من قبل قم بمراجعة
" إعلان استقلالية ممكن الوسواس القهري " مع فرد العائلة الذى يناضل المرض . ناقشه وقم بتغيير ما تراه .
وقد تم ترك فراغ فى النهاية لكتابة أى شئ آخر يمكنك أن تقوله ، ثم قم بالتوقيع ، تعهد على تغيير الوسيلة التى تستجيب بها للمرض وساعد فرد العائلة على التحرر من
المرض .
مساعدة أحد أفراد العائلة الذى لا يرغب فى معرفة إصابته بالوسواس القهري ويرفض المساعدة والعلاج
فى بعض الحالات يدرك أفراد العائلة والأصدقاء أن أحدهم مصاب بالمرض دون أن يعلم ذلك المصاب نفسه أو يتقبله . وبالرغم من الإعاقة الخطيرة فإنه أحياناً ينكر المرض ويرفض البحث عن المساعدة مسبباً بذلك كثير من الألم والمشقة لأفراد العائلة كلها الذين يصابون بمشاعر الإكتئاب وفقد الأمل وفقدان الحيلة فى كيفية مساعدة المصاب بهذا المرض والمنكر له .
وعندما تفشل كل الجهود للإقناع يجب مواجهة المصاب باستخدام هذه الخطوات الإرشادية:
1-بما أن القوة فى الجماعة فيجب مواجهته كمجموعة موحدة .
2-أحصل على مساعدة الطبيب النفسى المدرب على الوسواس القهري والذى يمكن تسهيل الاتصال بين أعضاء العائلة والمصاب .
3-بحزم ولكن بتعاطف أيضاً قم بشرح كيف أثر السلوك الوسواسي القهري للمريض على العائلة وكيف أن الموقف أصبح غير محتمل وأخبره أن المتألم قد يفقد الدعم والمعرفة أو وسائل مواجهة المرض . وقم بالتأكيد عليه بأن المرض وليس المريض هو الغير محتمل .
4-إذا استمر على إنكاره فأكد له أن أفكار المرض هى علامة أكيدة على وجوده وأشرح له أن عدم القيام بعمل أى شئ وهو اختيار غير مقبول . ويجب على كل فرد فى العائلة أن يقرر ما يرغب فى عمله لتغيير الموقف . وضع جدولاً زمنياً للحصول على المساعدة وقرر بوضوح اختيارات طارئة لو أن هذا الجدول الزمنى لم يتم إتباعه فى الوقت المحدد مثل وضع المريض فى مجموعة علاجية فى مستشفى أو أى مكان علاجى آخر.
5-كن حازماً ولكن مرناً وواقعياً . ولو بدا لك التغير غير مرغوب فإن الأكثر أهمية هو اتخاذ الخطوات الضرورية لتأكيد أن يعيش المريض بصورة إستقلالية وبكرامة ولديه الفرص الوافرة لتحسين موقفه فى الحياة.
نماذج لعلاج بعض حالات الوسـواس القهــرى
مثال (1):
1- الفكرة الوسواسية المتسلطة:
أ- هى الخوف من المشى فوق أوراق أو جرائد فيها اسم الله أو قرآن حتى لا أقع فى الإثم فى الدنيا والعذاب والنكال فى الآخرة.
ب- أن إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. فأنا أخاف أن أترك أى حجر فى الأرض حتى لا يتعثر الناس، وأخاف أن أترك أى زجاجة مكسورة فى الشارع حتى لا تجرح قدم طفل صغير. وأخاف أن أترك قشرة موز حتى لا تنزلق رجل أى فتاة فتنكشف.
2- الأفعال القهرية الناتجة عنها:
أ- أفحص الأرض أثناء المشي مرات عديدة، وأمشى متعرجا، وأجمع أي ورقة من الشارع وقراءتها مرات عديدة، والتأكد من عدم وجود اسم الله فيها مرات عديدة.
ب- أفحص الأرض باستمرار مرات عديدة للبحث عن حجر، أو قطعة زجاج أو قشرة موز أو فرع شجرة أو مسمار لدرجة ضياع الوقت وعدم إنجاز أى مهمة خارج البيت.
3- سلوكيات التجنب المطلوب التوقف عنها:
أ - أتجنب الخطو على الأوراق فى الشارع وأمشى متعرجا للبعد عنها أو النظر فيها.
ب- الخروج من البيت.
4- مستوى القلق والضيق الناشئ عنها؟ شديد درجته (8)
5- مستوى القلق والضيق المراد الوصول إليه؟خفيف درجته (2)أو أقل.
6- العلاج المعرفى:
- عزيزى المريض أنت غير مسئول عن إصلاح كل أخطاء الآخرين مثل الذين ألقوا بعض الأوراق فى الشارع التى فيها اسم الله - وليس كل ورقة فيها اسم الله - وأنت غير مسئول عن كل الأذى فى الطريق. قال تعالى: ]وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [[الأنعام: 164].
- افعل ما فى طاقتك وإمكانياتك فقط لأنه ]لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا[ [البقرة: 286]، ]فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[[التغابن: 16].
7- خطة التعرض ومنع الاستجابة للطقوس:
ينصح الطبيب المعالج المريض بالآتى:
أ - المشى بتعقل وهدوء.
ب- التقليل من فحص الأرض أثناء المشى تدريجياً.
8- الخطة الفعلية:
الأسبوع الأول:
اليوم الأول: امشِ دقيقة بدون تتبع الخطوات وبدون المشى متعرجاَ وبدون فحص الأرض وبدون النظر لأسفل وكرر ذلك خمس مرات يومياَ فى أوقات مختلفة.
اليوم الثانى: أمشِ (3) دقائق كما سبق.
اليوم الثالث: أمشِ (5) دقائق كما سبق.
اليوم الرابع: أمشِ (7) دقائق كما سبق.
اليوم الخامس: أمشِ (1.) دقائق كما سبق.
اليوم السادس: أمشِ (13) دقائق كما سبق.
اليوم السابع: أمشِ (15) دقائق كما سبق.
وهكذا يتم زيادة دقيقتين أو ثلاثة دقائق كل يوم فى الخطة السابقة فى الأسبوع الثانى والثالث والرابع و... حتى تصل درجة القلق والضيق إلى (2) أو أقل ثم نبدأ فى علاج فكرة أخرى.
مثال (2):
1- الأفكار الوسواسية المتسلطة:
- اندفاعات لسب الله أو الرسل أو الدين.
- البصق على أشياء مقدسة وغالية مثل... والمصحف ووضع القدم عليه و... و... إلخ.
- الاعتقاد بأننى كافر وخارج من الملة الإسلامية.
2- الأفعال القهرية:
- الاستغفار آلاف المرات بدون تعقل أو تدبر كل ساعات النهار والليل وترك الأسرة وإهمال العمل والتفرغ لذلك.
- الاغتسال المتكرر الكثير والدخول فى الإسلام مرة أخرى وتكرار ذلك مرات ومرات.
- المناجاة الصامتة.. أقول أنا برئ من هذه الكلمات والأفعال ليوم الدين آلاف المرات.
3- سلوكيات التجنب المطلوب التوقف عنها:
أ- ترك الصلاة.
ب- عدم الذهاب إلى المسجد.
ج- عدم الاختلاط بأى إنسان متدين.
د- تجنب سماع القرآن خوفاً من تأويل الآيات وتغير معانيها الطيبة إلى معانى أخرى غير طيبة وتغير ألفاظها الطاهرة إلى ألفاظ غير طاهرة.
4- مستوى القلق والضيق: غير محتمل (1.).
5- مستوى القلق والضيق المراد الوصول إليه: خفيف (2) أو أقل.
6- العلاج المعرفى:
- واجه فكرة سب الله أو الرسل أو الدين بدون العراك معها لأنك لست أنت الذى يسب بل مرض الوسواس القهرى.
- أعلم أن الله يحاسبنا عما نفعل فقط وليس ما نفكر فيه.
(انظر إلى لطف الله وإحسانه تعالى بأنه لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه ومريض الوسواس القهرى لا يملك دفع تلك الأفكار لأنه مجبور عليها مقهور بها وأنه لا يكلف الله أحداَ فوق طاقته، وذلك عندما قال: ]لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[ [البقرة: 284].
هنا يخبر الله تعالى أن له ملك السماوات والأرض وما فيهن وما بينهن وأنه مطلع على ما فيهن. لا تخفى عليه الظواهر ولا السرائر ولا الضمائر، وإن دقت وخفيت وإن حاسب وسأل ولكن لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه. روى الإمام أحمد عن أبى هريرة أنه لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتد ذلك على أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وجثوا على الركب وقالوا يا رسول الله كلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة. وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها. فأمرهم النبى عليه السلام أن يقولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير البقرة (285). فلما أقر بها القوم ونطقت بها ألسنتهم نسخ الله الآية الأولى وأنزل قوله تعالى: ]لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ[[البقرة: 286].
وفى الصحيحين: [إذا هم عبدى بسيئة فلا تكتبوها عليه، فإن عملها فاكتبوها سيئة، وإذا هم بحسنة فلم يفعلها فاكتبوها حسنة، فإن فعلها فاكتبوها عشرا].
وروى مس عن عبد الله قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال: تلك صريح الإيمان. (أى كراهية الوسوسة هى دليل على الإيمان بالله تعالى) وأن الله لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه.
روى ابن ماجة عن ابن عباس قال، قال رسول صلى الله عليه وسلم: [إن الله وضع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه]. والاستكراه هنا فى الحديث يمكن أن يكون من البشر أومن غيرهم كالوسواس لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
روى الإمام أحمد بسنده إلى ابن عباس رضى الله عنهما قال: [جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنى لأحدث نفسى بالشىء، لإن أخر من السماء أحب إلى من أن أتكلم به. قال: الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذى رد كيده إلى الوسوسة]. ورواه أيضا أبو داوود والنسائى والحديث صحيح.
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن الله تجاوز لأمتى ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به]. (رواه مسلم)
وفى صحيح مسلم بشرح النووى باب بيان الوسوسة. فى الإيمان وما يقوله من وجدها فيه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: [جاء ناس من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد فى أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال ذاك صريح الإيمان]، وفى الرواية الأخرى: [سئل النبى صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال: تلك محض الإيمان]. وفى الحديث الآخر: [لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هدا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل أمنت بالله]. وفى الرواية الأخرى: [فليقل أمنت بالله ورسله]، وفى الرواية الأخرى: [فليستعذ بالله ولينته[. فقوله صلى الله عليه وسلم: ذاك صريح الإيمان، ومحض الإيمان معناه استعظامهم الكلام به هو صريح الإيمان. فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققاً وانتفت عنه الريبة والشكوك. وقيل معناه أن الشيطان إنما يوسوس لمن يئس من إغوائه، فينكد عليه بالوسوسة.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم فمن وجد ذلك فليقل آمنت بالله، وفى الرواية الأخرى فليستعذ بالله ولينته، فمعناه الأعراض عن هذا الخاطر الباطل والالتجاء إلى الله تعالى فى إذهابه. وظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها من غير استدلال ولا نظر فى إبطالها. فكأنه لما كان أمراً طارئاً بغير أصل دفع بغير نظر فى دليل إذ لا أصل له ينظر فيه.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: فليستعذ بالله ولينته، فمعناه إذا عرض له هذا الوسواس، فيلجأ إلى الله تعالى فى دفع شره عنه، وليعرض عن الفكر فى ذلك، وليبادر إلى قطعه بالاشتغال بغيره والله أعلم. (انتهى كلام النووى رحمه الله تعالى).
ملاحظـــة:
هنا ينبغى التنويه إلى أن دور الشيطان فى الوسواس يقتصر على إلقاء الفكرة إلى الموسوس له كما فى قوله تعالى: ]وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ... [الأنفال: 48].
فلو صادفت الفكرة إنساناً سليم الفكر فسوف يتجاهل عقله الفكرة ويطردها بعد الاستعاذة بالله والاستغفار والانتهاء.
أما إذا صادفت إنساناً مريضاً فسوف تتضخم وتتكرر وتتسلط وتستحوذ على العقل (ارجع إلى كيفية تكون الفكرة الوسواسية).
7- العلاج السلوكى:
الخلاصة: عند ورود الأفكار الوسواسية المتسلطة والتى تتمثل فى اندفاعات لسب الله أو الرسل أو الدين والبصق على أشياء مقدسة وغالية مثل: المصحف و.... ووضع القدم عليه و.... إلخ فالعلاج هو:
أ- استعذ بالله واستغفره وانته، فإن لم تذهب الفكرة:
ب- افصل بين الفكرة وبين المشاعر المصاحبة لها من حزن وغم وهم، لأنك لست أنت الذى يسب بل المرض وأعلم أن كل ما تعنيه هذه الأفكار أنك مريض وفى حاجة إلى العلاج فإن لم تذهب الفكرة:
ج- حاول وقف الفكرة الوسواسية المتسلطة كما سبق شرحه ولا تجعلها تسترسل فى عقلك قدر استطاعتك. فإن لم تذهب الفكرة:
د- اشغل عقلك بعمل أو بفكرة أخرى كما سبق شرحه فإن لم تذهب الفكرة:
ﻫ- اترك هذه الأفكار بدون تقييمها أو الحكم عليها أو التأثر بها كما سبق شرحه. فإن لم تذهب الفكرة:
و- تجاهل هذه الأفكار، ستجد أنها تتلاشى من الوعى والإدراك تدريجيا كأنها غير موجودة.
فإذا فشلت كل هذه المحاولات توكل على الله، وخذ العلاج الدوائى فإن لم تتحسن: أطلب من طبيبك زيادة الجرعة أو تغيير الدواء أو إضافة دواء آخر.
مثال (3):
تقول المريضة:
أتحاشى بلع الريق فى الصيام خوفاً من الفطر، ودائماً عندى فكرة أنى نسيت وأكلت وشربت أثناء الصوم فى بعض الأيام. وأثناء الصيام أحبس نفسى فى غرفة ليس بها طعام أو ماء حتى أتأكد من أننى صائمة. وبعد رمضان أصوم أياماً أخرى بدلاً من بعض أيام شهر رمضان خوفاً من أن أكون قد أكلت وشربت فيها.
خطوات العلاج:
على هذه المريضة أن تعلم:
أنه يباح للصائم ما لا يمكن الاحتزار عنه كبلع الريق وغبار الطريق وغربلة الدقيق والنخامة ونحو ذلك. قال ابن عباس رضى الله عنهما: لا بأس أن يذوق الطعام الخل والشئ يريد شراءه. وقال ابن تيمية رحمة الله: وشم الروائح الطيبة لا بأس به للصائم.
من أكل أو شرب ناسياً أو مخطئاً أو مكرهاً فلا قضاء عليه ولا كفارة. فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: [من نسى وهو صائم فأكل وشرب، فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه]. (رواه الجماعة).
لا يجب حبس النفس للتأكد من الصيام ولا يجب إعادة أيام بعد رمضان لأن هذه المريضة إما أن تكون ناسية فقد أطعمها الله وسقاها وإما أن تكون مريضة فلابد من عمل خطة علاجية سلوكية تدريجية.
مثال (4):
المريض الذى يتفحص نفسه وملابسه دائماً ويشك فى وجود البلل أو خروج البول بعد الوضوء فيكرر الوضوء، أو فى الصلاة فيعيد الصلاة.
خطوات العلاج:
ننقل له من باب: [قطر البول ونضح الفرج إذا وجد بللاً] مصنف عبد الرزاق ﺟ 1:
583- عن ابن عباس قال: شكا إليه رجل فقال: إنى أكون فى الصلاة، فيخيل إلىَّ أن بذكرى بللاً، فقال: قاتل الله الشيطان، إنه يمس ذكر الإنسان فى صلاته ليريه أنه قد أحدث، فإذا توضأت فانضح فرجك بالماء، فإن وجدت بللا قلت: هو من الماء ففعل الرجل ذلك فذهب.
591- عن حذيفة بن اليمان قال: إذا توضأت ثم خرج منى شئ بعد ذلك فإنى لا أعده بهذه - أو قال: مثل هذه - ووضع ريقه على أصبعه.
584- قال سعيد بن جبير: سأله رجل فقال: إنى ألقى من البول شدة، إذا كبرت ودخلت فى الصلاة وجدته، فقال سعيد: أطعنى، أفعل ما آمرك خمسة عشر يوماً، توضأ ثم ادخل فى صلاتك فلا تنصرفن.
595- عن معمر قال: سأله رجل فقال: إنى أجد البلة وأنا فى الصلاة آنصرف؟ قال: لا حتى تكون قطرة، أحسبه قال يومئذ: هل أحد إلا يجد البلة؟
مثال (5):
مريضة بالوسواس عمرها (42) سنة تهتم كثيراً بصحتها لدرجة مرضية؛ حيث تقوم بتثبيت رباط الذراع الخاص بجهاز قياس ضغط الدم بصورة دائمة، وتضع الترمومتر فى فمها طوال النهار لتقيس درجة الحرارة كل فترة وجيزة. أراد زوجها أن يضع حداً لوساوسها وأفعالها القهرية بالعلاج أو الطلاق (بعد أن تم عرضها على عدد من الأطباء دون جدوى).
خطوات العلاج:
- تم عمل هدنة واتفاق لمدة أسبوعين على أن يكون للزوجة حق قياس درجة الحرارة متى شاءت وعلى الزوج أن يؤجل المناقشة.
- طلب من المريضة استبدال ترمومتر الفم بآخر شرجى حتى يؤجل زوجها فكرة الطلاق لمدة أسبوعين.
- ولأن الترمومتر الشرجى كان يحدث ألماً عند الحركة فكانت أثناء القيام بالأعمال المنزلية أو أثناء الجلوس تؤجل استعمال الترمومتر الشرجى لفترات كانت تتراوح بين (1/2) ساعة إلى ساعة.
- ثم طلب من زوجها أن يطلب منها أعمالاً متواصلة، تزداد فى الوقت المطلوب أداؤها فيه بالتدريج، فتؤجل استعمال الترمومتر لفترات أطول، واعتادت على الإحساس بالقلق لفترات أطول، فتقل درجة القلق والضيق.
- فى خلال أسبوعين تحسنت كثيراً.
- وفى خلال شهر ونصف لم تكن تستعمل الترمومتر إلا مرة واحدة يومياً.
- ومن خلال استعمال العلاج المعرفى السلوكى تم علاج مشكلة قياس ضغط الدم المستمرة.
مثال (6):
طفلة عمرها (3.5) سنة تقول أمها: ابنتى لا تحتمل ملامسة أى شئ لزج أو دهنى ليديها أو جسمها. وعند لمس المرق أو الزيت أو العسل أو ما شابه فإنها ترفع يديها الاثنين إلى أعلى وتصرخ إن لم يلحقها أحد إلى الحمام ليغسل لها يديها. امتنعت الطفلة عن أكل الحلوى وخصوصاً المصاصة، أو حتى الاقتراب من أى طفل يمسك مصاصة فى يديه أو فى فمه، أو أى باا حلويات حول الفم.
خطوات العلاج:
- طلب من الأم عمل قائمة تكتب فيها أسماء الأشياء التى تتجنبها ابنتها فى قائمة هرمية تحوى أعلاها أكثر الأشياء تجنباً وإحداثاً للقلق مع كتابة درجة هذا القلق، وقاعدتها هى أقل الأشياء تجنباً وإحداثاً للقلق مع كتابة درجة هذا القلق.
- طلب من الأم أيضاً عمل قائمة أخرى للأشياء التى تحبها الابنة جداً، ومن الممكن أن تضحى بأى شئ فى سبيلها. وكان من أهم هذه الأشياء الخروج مع أبيها لركـوب المواصـلات بأنواعها، أو الذهاب إلى البحـر أو حديقة الحيوان.
- طلب من الأم أن تجهز ابنتها للخروج مع أبيها، وعلى باب المنزل عليها أن تلوث يدى ابنتها بالأشياء الموجودة فى القائمة الأولى (عسل، حلوى، زيت،......) وأخذت أعلى درجات القلق.
- إذا رفضت الابنة الخروج ويديها ملوثة يتركها أبوها فى البيت، ويخرج وحده. وإذا وافقت تخرج مع أبيها للنزهة.
- فى المرة السابقة قبلت الابنة الخروج مع أبيها ويداها ملوثتان بالعسل الأسود بعد أن مسحت يديها بمنديل ورقى، وسجلت الأم درجة القلق المفترضة فى نظرها (7).
- وهكذا تم تعريض الطفلة مرات ومرات عديدة لكل الأشياء التى كانت تتجنبها حتى وصلت درجة القلق إلى (2).
- بعد ثلاثة شهور لم تبد البنت أى مقاومة أو اعتراض أو تجنب للأشياء السابقة.
مثال (7):
1- الفكرة الوسواسية المتسلطة:
أ- هى الخوف من المشى فوق أوراق أو جرائد فيها اسم الله أو قرآن حتى لا أقع فى الإثم فى الدنيا والعذاب والنكال فى الآخرة.
ب- أن إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. فأنا أخاف أن أترك أى حجر فى الأرض حتى لا يتعثر الناس، وأخاف أن أترك أى زجاجة مكسورة فى الشارع حتى لا تجرح قدم طفل صغير. وأخاف أن أترك قشرة موز حتى لا تنزلق رجل أى فتاة فتنكشف.
2- الأفعال القهرية الناتجة عنها:
أ- أفحص الأرض أثناء المشي مرات عديدة، وأمشى متعرجا، وأجمع أي ورقة من الشارع وقراءتها مرات عديدة، والتأكد من عدم وجود اسم الله فيها مرات عديدة.
ب- أفحص الأرض باستمرار مرات عديدة للبحث عن حجر، أو قطعة زجاج أو قشرة موز أو فرع شجرة أو مسمار لدرجة ضياع الوقت وعدم إنجاز أى مهمة خارج البيت.
3- سلوكيات التجنب المطلوب التوقف عنها:
أ - أتجنب الخطو على الأوراق فى الشارع وأمشى متعرجا للبعد عنها أو النظر فيها.
ب- الخروج من البيت.
4- مستوى القلق والضيق الناشئ عنها؟ شديد درجته (8)
5- مستوى القلق والضيق المراد الوصول إليه؟خفيف درجته (2)أو أقل.
6- العلاج المعرفى:
- عزيزى المريض أنت غير مسئول عن إصلاح كل أخطاء الآخرين مثل الذين ألقوا بعض الأوراق فى الشارع التى فيها اسم الله - وليس كل ورقة فيها اسم الله - وأنت غير مسئول عن كل الأذى فى الطريق. قال تعالى: ]وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [[الأنعام: 164].
- افعل ما فى طاقتك وإمكانياتك فقط لأنه ]لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا[ [البقرة: 286]، ]فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[[التغابن: 16].
7- خطة التعرض ومنع الاستجابة للطقوس:
ينصح الطبيب المعالج المريض بالآتى:
أ - المشى بتعقل وهدوء.
ب- التقليل من فحص الأرض أثناء المشى تدريجياً.
8- الخطة الفعلية:
الأسبوع الأول:
اليوم الأول: امشِ دقيقة بدون تتبع الخطوات وبدون المشى متعرجاَ وبدون فحص الأرض وبدون النظر لأسفل وكرر ذلك خمس مرات يومياَ فى أوقات مختلفة.
اليوم الثانى: أمشِ (3) دقائق كما سبق.
اليوم الثالث: أمشِ (5) دقائق كما سبق.
اليوم الرابع: أمشِ (7) دقائق كما سبق.
اليوم الخامس: أمشِ (1.) دقائق كما سبق.
اليوم السادس: أمشِ (13) دقائق كما سبق.
اليوم السابع: أمشِ (15) دقائق كما سبق.
وهكذا يتم زيادة دقيقتين أو ثلاثة دقائق كل يوم فى الخطة السابقة فى الأسبوع الثانى والثالث والرابع و... حتى تصل درجة القلق والضيق إلى (2) أو أقل ثم نبدأ فى علاج فكرة أخرى.
مثال (8):
1- الأفكار الوسواسية المتسلطة:
- اندفاعات لسب الله أو الرسل أو الدين.
- البصق على أشياء مقدسة وغالية مثل... والمصحف ووضع القدم عليه و... و... إلخ.
- الاعتقاد بأننى كافر وخارج من الملة الإسلامية.
2- الأفعال القهرية:
- الاستغفار آلاف المرات بدون تعقل أو تدبر كل ساعات النهار والليل وترك الأسرة وإهمال العمل والتفرغ لذلك.
- الاغتسال المتكرر الكثير والدخول فى الإسلام مرة أخرى وتكرار ذلك مرات ومرات.
- المناجاة الصامتة.. أقول أنا برئ من هذه الكلمات والأفعال ليوم الدين آلاف المرات.
3- سلوكيات التجنب المطلوب التوقف عنها:
أ- ترك الصلاة.
ب- عدم الذهاب إلى المسجد.
ج- عدم الاختلاط بأى إنسان متدين.
د- تجنب سماع القرآن خوفاً من تأويل الآيات وتغير معانيها الطيبة إلى معانى أخرى غير طيبة وتغير ألفاظها الطاهرة إلى ألفاظ غير طاهرة.
4- مستوى القلق والضيق: غير محتمل (1.).
5- مستوى القلق والضيق المراد الوصول إليه: خفيف (2) أو أقل.
6- العلاج المعرفى:
- واجه فكرة سب الله أو الرسل أو الدين بدون العراك معها لأنك لست أنت الذى يسب بل مرض الوسواس القهرى.
- أعلم أن الله يحاسبنا عما نفعل فقط وليس ما نفكر فيه.
(انظر إلى لطف الله وإحسانه تعالى بأنه لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه ومريض الوسواس القهرى لا يملك دفع تلك الأفكار لأنه مجبور عليها مقهور بها وأنه لا يكلف الله أحداَ فوق طاقته، وذلك عندما قال: ]لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[ [البقرة: 284].
هنا يخبر الله تعالى أن له ملك السماوات والأرض وما فيهن وما بينهن وأنه مطلع على ما فيهن. لا تخفى عليه الظواهر ولا السرائر ولا الضمائر، وإن دقت وخفيت وإن حاسب وسأل ولكن لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه. روى الإمام أحمد عن أبى هريرة أنه لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلمصلى الله عليه وسلم اشتد ذلك على أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وجثوا على الركب وقالوا يا رسول الله كلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة. وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها. فأمرهم النبى عليه السلام أن يقولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير البقرة (285). فلما أقر بها القوم ونطقت بها ألسنتهم نسخ الله الآية الأولى وأنزل قوله تعالى: ]لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ[[البقرة: 286].
وفى الصحيحين: [إذا هم عبدى بسيئة فلا تكتبوها عليه، فإن عملها فاكتبوها سيئة، وإذا هم بحسنة فلم يفعلها فاكتبوها حسنة، فإن فعلها فاكتبوها عشرا].
وروى مسلم عن عبد الله قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال: تلك صريح الإيمان. (أى كراهية الوسوسة هى دليل على الإيمان بالله تعالى) وأن الله لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه.
روى ابن ماجة عن ابن عباس قال، قال رسول صلى الله عليه وسلم: [إن الله وضع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه]. والاستكراه هنا فى الحديث يمكن أن يكون من البشر أومن غيرهم كالوسواس لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
روى الإمام أحمد بسنده إلى ابن عباس رضى الله عنهما قال: [جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنى لأحدث نفسى بالشىء، لإن أخر من السماء أحب إلى من أن أتكلم به. قال: الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذى رد كيده إلى الوسوسة]. ورواه أيضا أبو داوود والنسائى والحديث صحيح.
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن الله تجاوز لأمتى ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به]. (رواه مسلم)
وفى صحيح مسلم بشرح النووى باب بيان الوسوسة. فى الإيمان وما يقوله من وجدها فيه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: [جاء ناس من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد فى أنفسنا ا يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال ذاك صريح الإيمان]، وفى الرواية الأخرى: [سئل النبى صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال: تلك محض الإيمان]. وفى الحديث الآخر: [لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هدا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل أمنت بالله]. وفى الرواية الأخرى: [فليقل أمنت بالله ورسله]، وفى الرواية الأخرى: [فليستعذ بالله ولينته[. فقوله صلى الله عليه وسلم: ذاك صريح الإيمان، ومحض الإيمان معناه استعظامهم الكلام به هو صريح الإيمان. فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققاً وانتفت عنه الريبة والشكوك. وقيل معناه أن الشيطان إنما يوسوس لمن يئس من إغوائه، فينكد عليه بالوسوسة.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم فمن وجد ذلك فليقل آمنت بالله، وفى الرواية الأخرى فليستعذ بالله ولينته، فمعناه الأعراض عن هذا الخاطر الباطل والالتجاء إلى الله تعالى فى إذهابه. وظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها من غير استدلال ولا نظر فى إبطالها. فكأنه لما كان أمراً طارئاً بغير أصل دفع بغير نظر فى دليل إذ لا أصل له ينظر فيه.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: فليستعذ بالله ولينته، فمعناه إذا عرض له هذا الوسواس، فيلجأ إلى الله تعالى فى دفع شره عنه، وليعرض عن الفكر فى ذلك، وليبادر إلى قطعه بالاشتغال بغيره والله أعلم. (انتهى كلام النووى رحمه الله تعالى).
ملاحظـــة:
هنا ينبغى التنويه إلى أن دور الشيطان فى الوسواس يقتصر على إلقاء الفكرة إلى الموسوس له كما فى قوله تعالى: ]وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ...... [الأنفال: 48].
فلو صادفت الفكرة إنساناً سليم الفكر فسوف يتجاهل عقله الفكرة ويطردها بعد الاستعاذة بالله والاستغفار والانتهاء.
أما إذا صادفت إنساناً مريضاً فسوف تتضخم وتتكرر وتتسلط وتستحوذ على العقل (ارجع إلى كيفية تكون الفكرة الوسواسية).
7- العلاج السلوكى:
الخلاصة: عند ورود الأفكار الوسواسية المتسلطة والتى تتمثل فى اندفاعات لسب الله أو الرسل أو الدين والبصق على أشياء مقدسة وغالية مثل: المصحف و.... ووضع القدم عليه و.... إلخ فالعلاج هو:
أ- استعذ بالله واستغفره وانته، فإن لم تذهب الفكرة:
ب- افصل بين الفكرة وبين المشاعر المصاحبة لها من حزن وغم وهم، لأنك لست أنت الذى يسب بل المرض وأعلم أن كل ما تعنيه هذه الأفكار أنك مريض وفى حاجة إلى العلاج فإن لم تذهب الفكرة:
ج- حاول وقف الفكرة الوسواسية المتسلطة كما سبق شرحه ولا تجعلها تسترسل فى عقلك قدر استطاعتك. فإن لم تذهب الفكرة:
د- اشغل عقلك بعمل أو بفكرة أخرى كما سبق شرحه فإن لم تذهب الفكرة:
ﻫ- اترك هذه الأفكار بدون تقييمها أو الحكم عليها أو التأثر بها كما سبق شرحه. فإن لم تذهب الفكرة:
و- تجاهل هذه الأفكار، ستجد أنها تتلاشى من الوعى والإدراك تدريجيا كأنها غير موجودة.
فإذا فشلت كل هذه المحاولات توكل على الله، وخذ العلاج الدوائى فإن لم تتحسن: أطلب من طبيبك زيادة الجرعة أو تغيير الدواء أو إضافة دواء آخر.
مثال (9):
تقول المريضة:
أتحاشى بلع الريق فى الصيام خوفاً من الفطر، ودائماً عندى فكرة أنى نسيت وأكلت وشربت أثناء الصوم فى بعض الأيام. وأثناء الصيام أحبس نفسى فى غرفة ليس بها طعام أو ماء حتى أتأكد من أننى صائمة. وبعد رمضان أصوم أياماً أخرى بدلاً من بعض أيام شهر رمضان خوفاً من أن أكون قد أكلت وشربت فيها.
خطوات العلاج:
على هذه المريضة أن تعلم:
أنه يباح للصائم ما لا يمكن الاحتزار عنه كبلع الريق وغبار الطريق وغربلة الدقيق والنخامة ونحو ذلك. قال ابن عباس رضى الله عنهما: لا بأس أن يذوق الطعام الخل والشئ يريد شراءه. وقال ابن تيمية رحمة الله: وشم الروائح الطيبة لا بأس به للصائم.
من أكل أو شرب ناسياً أو مخطئاً أو مكرهاً فلا قضاء عليه ولا كفارة. فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: [من نسى وهو صائم فأكل وشرب، فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه]. (رواه الجماعة).
لا يجب حبس النفس للتأكد من الصيام ولا يجب إعادة أيام بعد رمضان لأن هذه المريضة إما أن تكون ناسية فقد أطعمها الله وسقاها وإما أن تكون مريضة فلابد من عمل خطة علاجية سلوكية تدريجية.
مثال (10):
المريض الذى يتفحص نفسه وملابسه دائماً ويشك فى وجود البلل أو خروج البول بعد الوضوء فيكرر الوضوء، أو فى الصلاة فيعيد الصلاة.
خطوات العلاج:
ننقل له من باب: [قطر البول ونضح الفرج إذا وجد بللاً] مصنف عبد الرزاق ﺟ 1:
583- عن ابن عباس قال: شكا إليه رجل فقال: إنى أكون فى الصلاة، فيخيل إلىَّ أن بذكرى بللاً، فقال: قاتل الله الشيطان، إنه يمس ذكر الإنسان فى صلاته ليريه أنه قد أحدث، فإذا توضأت فانضح فرجك بالماء، فإن وجدت بللا قلت: هو من الماء ففعل الرجل ذلك فذهب.
591- عن حذيفة بن اليمان قال: إذا توضأت ثم خرج منى شئ بعد ذلك فإنى لا أعده بهذه - أو قال: مثل هذه - ووضع ريقه على أصبعه.
584- قال سعيد بن جبير: سأله رجل فقال: إنى ألقى من البول شدة، إذا كبرت ودخلت فى الصلاة وجدته، فقال سعيد: أطعنى، أفعل ما آمرك خمسة عشر يوماً، توضأ ثم ادخل فى صلاتك فلا تنصرفن.
595- عن معمر قال: سأله رجل فقال: إنى أجد البلة وأنا فى الصلاة آنصرف؟ قال: لا حتى تكون قطرة، أحسبه قال يومئذ: هل أحد إلا يجد البلة؟
مثال (11):
فتاة عمرها (16) سنة تقول:
- عندى أفكار مضيقانى تلاحقنى ليل ونهار وبقى لها سنة، وهى أننى لا أقترب من حمام السباحة لأننى خائفة من أن أدفع الناس والأطفال فى الماء.
- وأيضا وأنا ماشية فىالشارع أخاف أن أدفع الناس أمام السيارات ويموتوا.
- لما أكون فى المدرسة ونازلة على السلم أخاف أدفع زميلاتى فيقعوا بسببى على السلم عشان كده تجنبت هذه المواقف تماماً.
- فدائماً أمشى بعيداً عن الناس فى الشارع، أكاد ألصق جسمى بالجدران وأنزل على السلم بعد زميلاتى بفترة.
- ولما أحب أروح حمام السباحة أروح الصبح بدرى. ولو ظهر أى إنسان أغادر المكان فوراً.
خطة العلاج (التعرض التخيلى):
إن هدف التعرض التخيلى هو تحرير المريضة من الخوف من أخطار مستقبلية محتملة. ويتضمن مواجهة المواقف المخيفة والمزعجة مما يجعل المريضة تتأكد من أن ما تتوقعه أن يحدث لن يحدث، خصوصاً فى المواقف التى يصعب التعرض لها، أو يكون التعرض فيه احتمال زيادة القلق لدرجة غير محتملة ويشمل تخيل الأفكار المزعجة فتحتفظ المريضة بهذه الأفكار المثيرة لمخاوفها فى عقلها لفترة، فتتعود عليها المريضة ويبدأ القلق فى التناقص، فتتعلم المريضة قبول هذه الأفكار كما هى. وبمرور الوقت تقل حدة القلق شيئاً فشيئاً ثم تبدأ المريضة بعد ذلك فى التعرض الحقيقى.
- كانت الخطة معتمدة على التعرض لهذه المواقف تخيلياً ومنع الاستجابة للطقوس حتى تتأكد المريضة أن ما تتوقع أن يحدث، من غير المحتمل حدوثه. وقد طلب منها أن تتخيل وتتأمل الأفكار المزعجة المثيرة لمخاوفها، وأن تحتفظ بها فى خيالها لفترة لكى تتعلم كيفية قبول الأفكار كما هى، ... مجرد أفكار ... وبمرور الوقت تقل حدة القلق.
- طلب من المريضة كتابة أفكارها فكرة فكرة فى شكل قصة خلال خمس دقائق تتخيل فيها نفسها منظراً منظراً، وموقفاً موقفاً، مهما كانت سخيفة أو مؤلمة أو مزعجة، وتسجيل مدى القلق الحادث من وقف الطقوس ومنع التجنب.
- ومن المعلوم أن هذا التعرض التخيلى سوف يخلق فى البداية الكثير من الإزعاج والقلق وكلما زاد القلق الذى يمكن مقاومته كلما كانت النتيجة النهائية أفضل.
- لقد وجدت الفتاة أن تخيل موت طفل فى حمام السباحة نتيجة دفعها له فى الماء أو موت فتاة فى الشارع بسبب دفعها لها أمام السيارات أمر مرعب، ويسبب قلقاً شديداً ودرجته (8).
وكيف كان إهمالها وخروجها من البيت هو سبب كل هذه المآسى المتوقعة. وأنها ستتحمل المسئولية وحدها فيما حدث من موت للطفل أو الفتاة وتخيلت سخرية الناس منها، واحتمال دخولها السجن.
- كان على الفتاة أن تسجل قصتها ذات الخمس دقائق على شريط كاسيت وتكرار تسجيلها ثم تسمعها لمدة ساعة يومياً فى الأسبوع الأول والثانى.
- وكان نتيجة ذلك أن زاد القلق والألم والإزعاج كلما كتبت أو تخيلت أو سمعت، بل وحاولت إيقاف جهاز التسجيل عدة مرات لأنها تشعر أن مجرد سماع الأفكار وتكرارها سوف يجعلها تتحقق فى الواقع، لذلك كانت تحاول تجاهل الفكرة المسجلة بالتفكير فى أشياء أخرى تشتت الانتباه.
- فى الأسبوع الثالث والرابع طلب من الفتاة السماع إلى المسجل يومياً لمدة ساعة. وكتابة قائمة للمواقف والأشخاص والأماكن والأشياء والأفكار التى تتجنبها ودرجة تجنبها لهذه المواقف بعد كل استماع.
- لوحظ أنه بعد تكرار مرات الاستماع إلى القصة وتخيلها كأنها تحدث فى الحقيقة أن درجات القلق والانزعاج بدأت فى الزوال تدريجياً (قلق متوسط درجته 5).
- فى نهاية الأسبوع الرابع أصبح تخيل المواقف السابقة أقل إثارة للقلق وأصبحت الفتاة أقل تصديقاً بأن هذه الأفعال ممكن أن تحدث.
- وبتكرار كتابة وسماع القصة وتخيلها رجع إلى الفتاة تفكيرها المنطقى وتأكدت أنه من المستحيل أن تقوم بهذه الأفعال حتى وإن خطرت ببالها تلك الأفكار.
- وبنهاية الأسبوع السادس وصلت درجة القلق إلى (قلق خفيف درجته 2).
- طلب من الفتاة بعد ذلك أن تبدأ فى تخيل فكرة أخرى من قائمة التجنب ثم كتابتها ثم تسجيلها ثم سماعها بنفس الطريقة السابقة.
- ثم طلب منها أن تبدأ فى التعرض الحقيقى التدريجى والنزول بين الناس وتمشى فى الشارع بمنتهى الثقة وتنزل على السلم بين زميلاتها، وتذهب إلى حمام السباحة وتتمشى على حافته بين باقى البنات و............. و...........
مثال (12):
ابنى دائم الشكوى يقول: دماغى بتقولى اشتم الناس كلها. وإن أمك وحشة ماتاكلش من إيديها (ويبكى ويقبل يد أمه) ويقول أيدك حلوة يا ماما). ويقول عندى كلام فى دماغى يقول لى: إخواتك وأمك وجدتك وحشين، وألاقى دماغى دايماً فيها كلام كثير. أحيانا كثيرا يبكى ويقول لأخته وأولاد الحارة: هل فى دماغكم كلام كثير زى اللى فى دماغى؟ وتقول الأم: ابنى رافض يتفرج على التليفزيون علشان لما بيشوف أى حاجة تفضل تتكرر فى دماغه طول النهار.
العـلاج:
لأنه من الصعب تطبيق العلاج المعرفى السلوكى مع هذا الطفل اكتفينا بالعلاج الدوائى فقط بجرعة قليلة جدا قرص كل مساء. اختفت هذه الأفكار بعد ثلاثة أسابيع من بداية العلاج، مما أكد صحة التشخيص.
- تم نصح الأم بالاستمرار فى العلاج لمدة ستة أشهر وعرضه مرة أخرى للتأكد من التشخيص وأخذ قرار العلاج أيضا ثم بعد أخذ رأى زميل آخر كما تنصح المراجع العلمية.
مثال (13):
مريض يبلغ من العمر (33) سنة يقول: حضرت درس دينى كان موضوعه أن من يتلفظ بالطلاق ولو بالهزل يقع الطلاق، ومن يسب الدين فهو كافر خارج من ملة الإسلام.
قفزت إلى ذهنى بعد الدرس فكرة أن كل كلمة أقولها من الممكن أن يكون معناها سب الدين، و أخاف أن أتلفظ بكلمة الطلاق بأى معنى. وبسبب ذلك تركت الورشة وانعزلت عن الناس لدرجة إنى أحيانا، أضع يدى على فمى حتى أصمت وأمنع أى كلمة تخرج من فمى بسب الدين أو الطلاق.
وكان المريض يعانى قبل ذلك من مشكلة تكرار الوضوء وإعادة الصلاة وغسيل يديه عند لمس أى شئ (حوالى 6. مرة فى اليوم) وكان يستغرق ساعتين على الأقل فى الاستحمام كل يوم. وكان يعانى أيضا من تكرار كلمات الصلاة والأذكار والقرآن.
خطة العلاج:
الجلسة الأولى: فى الأسبوع الأول:
- تم كتابة العلاج .....
- ذكر أحاديث [إن الله تجاوز لأمتى.... ] [إن أناسا من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وجدوا ما يتعاظم فى صدورهم... ].
وهنا اطمئن قلبه مؤقتا وتم الاتفاق على بدء العلاج السلوكى بعد اسبوع.
الجلسة الثانية - الأسبوع الثانى:
- علاج الأفكار الوسواسية وتتمثل فى:
- اقبل وجود الفكرة وعش معها .. (تم شرحها).
- مبدأ وجود الفكرة بدون القلق المصاحب لها ... (تم شرحه)
ضرورة وقف المناجاة الصامتة ...
- مبدأ إن أردت أن تنسى شيئا فأنت تتذكره ...
الجلسة الثالثة - الأسبوع الثالث:
- بدأنا بكتابة الأفكار بالتفصيل - رفض الكتابة وقال: صعب
- قلت له: احضر كل يوم لنحكى الحكاية معا.
- فقال المريض: بفلوس أم مجانا؟
- قلت له: بفلوس.
- قال: خلاص كل يوم أكتب أحسن وأوفر الفلوس.
- أحضر المريض كشكولا وبدأ فى كتابة أفكاره بالتفصيل الممل لمدة ساعة يوميا.
الجلسة الرابعة - الأسبوع الرابع:
يقول المريض:
- مازالت الأفكار كما هى ولكن القلق قليل.
- بطلت تكرار الكلمات وإعادة الصلاة.
- ضغطت على نفسى ولا أكرر الوضوء.
- غسيل اليدين وصل إلى (2.) مرة فى اليوم.
تم الاتفاق على:- الاستمرار فى كتابة الأفكار (ثلاث صفحات مرتين فى اليوم).
- عدم غسيل اليد مطلقاً إلا قبل الأكل وبعد الخروج من الحمام.
- الاستحمام قبل النوم فقط ولا يتعدى نصف ساعة. وعلى الزوجة تنبيهه بعد مرور (2.) دقيقة ويتم غلق محبس المياه بعد (3.) دقيقة.
الجلسة الخامسة - الأسبوع الخامس:
يقول المريض: - لم أعد أخاف من الأفكار وورودها على عقلى.
- اكتشفت أن هده الأفكار لا تمثلنى ولكنها تمثل مرض الوسواس القهرى كما قلت لى.
- مازلت أكتب الأفكار ولكنها لا تأخذ إلا صفحة واحدة فقط (9 مرات فى نصف الساعة).
- قل غسيل يدى كثيراً ولكنى عندما اسلم على أحد غير نظيف أو يده مبللة أو بها عرق أغسل يدى ولكن بالماء فقط وبدون صابون ومرة واحدة. وأصبح غسيل اليد (8) مرات فى اليوم فقط.
- أصبحت لا أكرر الكلمات فى الصلاة ولا أعيد الوضوء أو الصلاة بعد أن عرفت أن الخروج من الصلاة وتكرارها هو عدم احترام لها وأنا أقف أمام الله. وأن استعمال الماء الكثير محرم وأن زيادة عدد مرات غسيل اليدين أو الرجلين فى الوضوء عن ثلاث مرات فيه إساءة. ولكنى مازلت قلقا أن يحدث أى خطأ.
- تم الاتفاق عل نفس النظام السابق.
الجلسة السادسة - الأسبوع السادس:
يقول المريض: - أصبح ورود هذه الأفكار على عقلى فى أوقات الفراغ، وعندما لا أكون منشغلا فقط.
- لست قلقاً من هذه الأفكار أبداً وأعرف أنها تافهة.
- أريد التوقف عن كتابة هذه الأفكار.
- غسيل اليدين لا يتجاوز (4) مرات فى اليوم.
- الاستحمام فى المساء لا يتجاوز (2.) دقيقة.
-لم يحدث هذا الأسبوع تكرار الكلمات أو إعادة الوضوء والصلاة.
الجلسة السابعة - الأسبوع السابع:
يقول المريض: - أصبح انشغالى بالأفكار مثل انشغال أى إنسان باللوحات المعلقة على الحائط.
- توقفت هذا الأسبوع عن كتابة هذه الأفكار.
- لا أغسل يدى إلا بعد الخروج من الحمام وقبل الأكل وعند الضرورة فقط.
- الاستحمام ينتهى قبل تنبيه الزوجة (أقل من عشرين دقيقة).
- لا يصيبنى أى قلق أثناء الوضوء أو الصلاة أو بعدهما
(إنما الأعمال بالنيات). وتوقفت الجلسات.
مثال (14): (البطء الوسواسى)
رجل يبلغ من العمر (46) سنة يشكو من استغراقه وقت طويل (ساعتين) فى قضاء الحاجة (الحمام) لكى يتأكد تماماً أن مثانته قد خلت من البول، وأن المستقيم قد خلا تماماً من الغائط (البراز)؛ وذلك للرغبة فى الوصول إلى الكمال فى الطهارة وغيرها، ولعدم قدرته على احتمال عدم القيام بالشىء كما ينبغى وعلى أكمل وجه.
استغراق وقت طويل جداً فى الاستحمام (3) ساعات لكى يتأكد من وصول الليفة والصابون والماء إلى كل مكان فى جسمه، وغسل كل عضو من أعضاء الجسم عدد معين (3) مرات (عدد جيد)، ولو أخطأ فيه أو نسى يعيد ويكرر الغسيل والعد.
غسيل جسمه يكون بنظام معين؛ من أعلى لأسفل، ومن اليمين إلى الشمال، وبترتيب معين لكل عضو.
تجفيف الجسم له نفس الطقوس ونفس النظام ونفس العدد. وكلما حاول الإسراع، أضغطت عليه زوجته وأولاده يزداد البطء أكثر فأكثر، واستغرق وقتاً أطول.
عند ارتداء الملابس والاستعداد للخروج لابد من وضع الملابس على السرير بنظام معين، ولابد أن يكون خط أزرار القميص متعامداً مع حزام البنطلون وفى المنتصف تماماً - الحرص على عدم وجود أى كسرات فى القميص من الأمام عن دخوله ى البنطلون، ولابد من دخول القدم داخل البنطلون بدون لمس القماش. ولو حدث يعيد إخراج رجله وإدخالها مرة أخرى خوفاً من حدوث شىء غير سار، ولابد عند ارتداء الملابس البدء فى نظام معين وبترتيب معين لا يتغير. وإذا لم تسمح الظروف بذلك ينتظر ولا يتساهل أبداً.
يقوم بتمشيط شعره إلى اليمين قبل ارتداء الملابس، ثم يقلبه على الشمال عند الخروج - لبس وتلميع الحذاء عند كل خروج وبنفس النظام - رباط الحذاء يجب أن يكون فى صورة دائرتين متساويتين فى القطر، وإعادة ربطهما عدة مرات إن لم يكونا كذلك (3) مرات (عدد جيد).
لقد كان هذا المريض مستغرقاً تماماً فى طقوسه، وأصبح القيام بالعمل على الوجه الأمثل، (والذى لا يحدث دائماًَ) أهم عنده من العمل نفسه وإنجازه - صورته أهم من محتواه.
الخطة العلاجية:
تم عمل القائمة الأساسية للتعرض ومنع الطقوس
مسلسل
العـرض
شـدته
1
رباط الحذاء مرة واحدة وفى صورة تلقائية بدون دقة
5
2
تلميع الحذاء عند الضرورة فقط وليس عند كل خروج
5
3
ارتداء الملابس بدون طقوس النظام والترتيب
7
4
الخروج من الحمام بعد قضاء الحاجة سريعاً
9
5
الاستحمام المختصر بدون النظام والترتيب والدقة
10
تم عمل قوائم فرعية صغيرة والبدء فى برنامج التعرض ومنع الطقوس قائمة قائمة بدءاً بأقلها إحداثاً للقلق، وانتهاءً بأشدها حتى تحرر المريض من كل طقوسه ومن القلق الحادث بالامتناع عنها.
1- التعرض ومنع الطقوس عند ارتداء الحذاء:
ارتداء الحذاء الأيمن قبل الأيسر والخروج وتكرار ذلك لمدة ثلاثة أيام.
من اليوم الرابع إلى السادس ربط الحذاء مرة واحدة فقط والخروج، وتكرار ذلك لمدة ثلاثة أيام + (ما سبق عمله فى النقطة أ).
من اليوم السابع إلى التاسع ربط الحذاء وعمل دائرة واحدة فقط، والخروج وتكرار ذلك لمدة ثلاثة أيام + (ما سبق عمله فى النقطتين أ، ب).
من اليوم العاشر وحتى الثانى عشر: لبس الحذاء والخروج بدون تكرار تلميعه وتكرار ذلك لمدة ثلاثة أيام + (ما سبق عمله فى النقاط أ، ب، ﺟ).
تكرار كل ما سبق من اليوم الثانى عشر وحتى يوم الثامن والعشرين.
لوحظ تزايد مستوى القلق حين لم يكمل المريض طقوسه المعتادة حتى وصل فى بعض الأحيان إلى (9) درجات فى اليوم الثانى عشر, ثم عندما تعود المريض على منع الطقوس بدأ مستوى القلق فى التناقص ووصل فى نهاية الأسبوع الثالث إلى درجتين أو أقل. وأكمل المريض خطته حتى نهاية الأسبوع الرابع.
2- التعرض لارتداء الملابس بدون طقوس النظام والترتيب:
وضع الملابس على السرير بدون نظام لمدة ثلاثة أيام.
وضع القدم داخل البنطلون مع لمس القماش لمدة ثلاثة أيام + (ما سبق عمله فى النقطة أ).
عدم الالتزام بنظام وترتيب ارتداء الملابس، والبدء كيفما اتفق ثلاثة أيام + (ما سبق عمله فى النقطتين أ، ب).
عدم النظر فى المرآة للبحث عن أى كسرات فى القميص ثلاثة أيام + (ما سبق عمله فى النقاط أ، ب، ﺟ).
عدم مطاوعة النفس لعمل أى تعديل فيما سبق ثلاثة أيام + (ما سبق عمله فى النقاط أ، ب، ﺟ، د)، والخروج مباشرة من البيت وعدم ترك أية فرصة للتراجع.
لاحظ المريض ازدياد مستوى القلق طالما مكث داخل المنـزل وكان لديه رغبة شديدة لعمل الطقوس. وفى نهاية الأسبوع الخامس لم يبد المريض أية مقاومة، بل وأصبح القلق غير موجود تماماً، وأكمل المريض خطته حتى الأسبوع السادس.
3- التعرض ومنع الطقوس الخروج من الحمام (ساعتين):
تم عمل خطة للخروج من الحمام بعد قضاء الحاجة، والاتفاق مع المريض على تقليل مدة المكوث بالحمام عشر دقائق كل ثلاثة أيام باستعمال ساعة ومساعدة الزوجة؛ لاحظ المريض تزايد مستوى القلق كلما قل الوقت بصورة مطردة، ثم بدأ فى التناقص مع التعود. وبعد (33) يوم لم يتجاوز المريض عشر دقائق فى الحمام بعد أن كان ساعتين.
4- التعرض ومنع الطقوس للاستحمام المختصر بدون النظام والترتيب والدقة (ثلاث ساعات):
باستعمال ساعة وبمساعدة الزوجة تم الاتفاق على اختصار مدة الاستحمام (15) دقيقة كل ثلاث أيام، وتقليل الطقوس تدريجياً - تصاعد مستوى القلق بصورة كبيرة حتى وصل إلى درجة غير محتملة (1.) درجات فى اليوم السابع. ولم يستطع المريض التعايش معه أو مقاومته أو تجنبه.
تم تغيير الخطة:
اختصار الوقت (15) كل أسبوع.
الأسبوع الأول: استخدام الصابون العادى وعدم استخدام أى مطهرات، والامتناع عن النوم فى البانيو للتأكد من وصول الماء إلى كل أجزاء الجسم.
فى الأسبوع الثانى: غسل كل جزء من أجزاء الجسم بالليفة والصابونة والماء مرة واحدة فقط، وعدم تكرار ذلك، وعدم العد + (ما سبق ذكره فى النقطتين أ، ب).
فى الأسبوع الثالث:
اليوم الأول: غسيل جزء من أجزاء الجسم بدون النظام المعتاد.
اليوم الثانى: غسيل جزءين من أجزاء الجسم بدون النظام المعتاد.
اليوم الثالث: غسيل ثلاثة أجزاء من أجزاء الجسم بدون النظام المعتاد.
اليوم الرابع: غسيل كل أجزاء الجسم بدون النظام المعتاد.
اليوم الخامس: غسيل كل أجزاء الجسم بدون النظام المعتاد.
اليوم السادس: غسيل كل أجزاء الجسم بدون النظام المعتاد.
اليوم السابع: غسيل كل أجزاء الجسم بدون النظام المعتاد + (ما سبق ذكره فى النقاط أ، ب، ﺟ).
الأسبوع الرابع: تجفيف الجسم بدون النظام والترتيب السابق+ (ما سبق ذكره فى النقاط أ، ب، ﺟ، د).
الأسبوع الخامس: تكرار ذلك مرات ومرات ومرات+ (ما سبق ذكره فى النقاط أ، ب، ﺟ، د، ﻫ).
مع ملاحظة:
أهمية وقف الطقوس أثناء الاستحمام، وتنبيه المريض أنه كلما ارتفع معدل القلق لدرجة غير محتملة عليه تأخير أو تأجيل الطقوس ببطأ حتى يتم التعود على ذلك.
الاستعانة بلوة لتحديد الوقت عن طريق استخدام ساعة.
تنبيه المريض أن الشعور بالخوف علامة على التقدم، وأن تحمل القلق والتعود عليه هو الطريق للشفاء.
مرة أخرى لاحظ المريض وزوجته تزايد مستوى القلق حين لم يكمل المريض طقوسه المعتادة كما تعود على أدائها.
وبمرور الوقت بدأ القلق فى التراجع والتناقص حتى وصل فى نهاية الأسبوع الثانى عشر إلى أقل من درجتين.
العلاج المعرفى:
لأهمية العلاج المعرفى الشديدة فى مثل هذه الحالات وفائدته الكبيرة (ارجع إلى مقال تصحيح المعتقدات الخاطئة فى مرض الوسواس القهرى ).
مثال (15):
طالب فى الصف الثانى الثانوى يغسل يديه كثيراً لأنه يشعر بالاشمئزاز عند لمس التراب والمواد السائلة بأنواعها خصوصاً للزجة ولدهنية .
يتجنب لمس أيدى الناس فى المصافحة خوفاً من نقل القاذورات أو لمس العرق أو احتمال حمل اليد لأى قاذورات لعدم غسلها بعد الأكل أو الخروج من الحمام .
هذا المريض لا يعنيه مطلقاً التلوث ولكنه يشمئز من الأشياء السابقة، ويشعر بالقرف منها أو لمسها ، ربما تكون أمه هى السبب فى هذه الشكاوى حيث كانت تربيه فى صغره على ذلك ، وتجنبه كل هذه الأشياء تماماً وبصورة صارمة.
تم عمل خطة علاجية بسيطة تشمل كتابة كل هذه الأشياء القذرة فى نظره ، والتى تسبب له الاشمئزاز والقرف والغثيان وتشمل:
التراب وأى شئ عليه آثار تراب.
الأشياء اللزجة.
المواد الدهنية.
عرق الآخرين.
الدم.
...............
..............
بدأ المريض بلمس التراب والامتناع عن طقوس غسيل اليد لمدة:
(1.) دقائق اليوم الأول
(2.) دقيقة اليوم الثانى
(3.) دقيقة اليوم الثالث
(4.) دقيقة اليوم الرابع
(5.) دقيقة اليوم الخامس
(6.) دقيقة اليوم السادس
(6.) دقيقة اليوم السابع
بدأ تكرار ذلك لمدة أربعة أسابيع حتى حدوث التعود ، وانخفض القلق إلى قلق خفيف. ثم بدأ التعرض ومنع الطقوس لباقى المواد وبنفس الطريقة السابقة. وقد لوحظ ارتفاع حدة القلق مع تزايد فترة التعرض، وبعد مدة بدأ القلق فى التناقص تدريجيا حتى وصل إلى أقل م (2) فى المواد اللزجة والدم . واختفى تماما عند لمس التراب والمواد الدهنية فى مدة تتراوح بين أسبوع وأربعة أسابيع.
( لمزيد من المعلومات راجع صفحة التعرض ومنع الطقوس)
مثال (16):
طالب فى السنة الثانية بإحدى الكليات يعانى من تكرار غسيل يده مرات عديدة. فقد كان له زميل فاشل دائم الرسوب من المنصورة ، ويعمل أهله بالكويت. وقد كانت تسيطر على عقله فكرة أنه إذا لمست يده هذا الزميل مباشرة ، أو لمست يده جريدة أو ورقة ، أو قرأ لسانه كلمة المنصورة أو الكويت؛ فإنه سيصبح فاشلاً ويرسب فى الكلية . والذى زاد الأمر سوءاً أن أخته التحقت بكلية فى المنصورة ، وبالتالى لا يمكن لمسها أو أى شئ من أدواتها ( والتى لابد من تركها خارج البيت: أدوات الكلية، كوب ، معلقة ، شوكة ، سكينة، حذاء ). ثم بدأ فى غسيل يده مرات عديدة عند لمس أى إنسان (فلابد أن أى إنسان لمس إنساناً آخر جاء من المنصورة أو الكويت ، أو قرأ هذه الأسماء أو كتبها).
وفى البيت لابد من غسيل يده كثيراً (فلابد أن أخته التى تذهب للمنصورة تلمس أى شئ فى المنزل أو أحد أفراد الأسرة) وكان يثور إذا لمس أدواته أحد ويضطر لغسيل يده، بل والأدوات نفسه ، وأصبح أسيراً لعادة غسيل اليد ، يبذل فيها كل وقته.
الخطة العلاجية :
هذا المريض لا يعنيه القذارة ولا يشمئز منها ، ولا يعنيه التلوث والميكروبات والمرض، ولا يخالف منها. ولكن يسيطر على عقله هذا التفكير السحرى، أن مجرد نطق كلمة منصورة أو الكويت سوف يصبح فاشلاً راسباً ، أو التفكير الخرافى بأن لمس إنسان فاشل وراسب أو أى شئ يخصه لابد أن يجعله هو الآخر راسب وفاشل . واعتقاده هذا جعله يعتزل الناس ويتجنب أى تلامس بهم أو متعلقاتهم .
العلاج المعرفى
تصحيح الاعتقاد الخاطئ:
وذلك عن طريق المواجهة المباشرة للمعتقدات الخاطئة التى تختفي خلف الأفعال القهرية فيتشجع المريض على ملاحظة أفكاره، ويتعلم مواجهة هذه الأفكار ؛ فيصبح تسلسل الأفكار الوسواسية وتعاقب الأفعال القهرية أقل اعتياداً.
سوف تبدأ بمواجهة التقييم غير الواقعى وغير الحقيقى بتطبيق تقييمات حقيقية وعقلانية لهذه المواقف لكى نجعل تفكير المريض دقيقاً وصحيحاً؛ بمعنى أن يعرف أفكاره الوسواسية ، وأن يصفها كما هى ، وبالتالى أن يتعرف على الحقائق الفعلية للمواقف المثيرة للقلق لأن الأفكار والتخيلات الوسواسية دائماً ما تكون شديدة على أساس من الأحاسيس والمشاعر السلبية عن مخاطر مستقبلية .
الاعتقاد الخاطئ
تقييم غير حقيقى – أفكار غير منطقية
تقييم منطقى وواقعى – حديث النفس
المبالغة فى تقدير الأذى والخطر
يجب أن أحمى نفسى من الرسوب والفشل حتى لو كان هذا الاحتمال بعيد جداً
لماذا لا أعطى نفسى الفرصة .
ماذا يمكن أن يفعل شخص سليم لا يعانى من الوسواس القهرى.
تفكير سحرى
المبالغة فى إضفاء الأهمية على الأفكار.
مجرد التفكير فى فكرة سيئة لابد أن تحدث، ولابد أن يحدث السوء والأذى.
إنها مجرد فكرة .
إنها ليست مجرد أفكارى.
هذه فكرة وسواسية .
هذه الفكرة لا تعنى شيئاً
الأفعال هى التى تؤذى وليست الأفكار.
عدم تحمل القلق
لا أستطيع تحمل القلق ولو حتى لوقت قصير.
سوف أكرر غسيل يدى حتى يزول القلق وأطمئن أننى لن أرسب ولن أكون فاشلاً.
القلق سوف يقل بمجرد الانتظار والصبر.
لابد من تحمل بعض القلق لكى أشفى نهائيا ويرتاح عقلى.
لا يجب على الآن القيام بالطقوس
ولابد من الامتناع عن تكرار غسيل اليد.
تفكير خرافى أو وهمى.
عندما أقوم بتنفيذ الطقوس
أستطيع منع مصائب وأضرار أخرى.
هذه الطقوس لتكرار غسيل اليد لا تفعل شيئاً سوى تعذيبى أنا والآخرين من حولى.
لابد من الامتناع عن تنفيذ الطقوس ولن يحدث شئ، ولن أرسب، ولن أكون فاشلاً.
هذه الطقوس متعبة ومضيعة للوقت.
تفكير ماذا لو
......
ماذا لو لمست ...؟
ماذا لو رسبت .....؟
ماذا لو لمست ...؟
ماذا لو .....؟
هذا التفكير سوف يهدد حياتى ووقتى
إن حقيقة أننى سوف أكون راسبا
أو فاشلا أحقر من أن يصدقها عقلى المريض أن التعب والعذاب وضعت فيه نفسى أقسى وأمر من أن أرسب بالفعل وإذا حدث سوف أتعامل مع ذلك بعقلانية ومنطق
الشك المتواصل وغير المحتمل قد يحدث لى أذى أصاب
بالقلق
قد أرسب
قد اكون فاشلا أنا لن أقبل هذه الأفكار الوهمية
أنا أعرف منطقيا استحالة حدوث ذلك
أن السبب فى ذلك هو مخى المريض
والذى لابد من علاجه
العلاج السلوكى (التعرض ومنع الطقوس)
- تماما مثل المثال السابق
- كتابه كل الأشياء التى كان يتجنبها المريض ككتابه كلمة المنصورة والكويت (1.) مرات لكل منها وبخط كبير وتعليقها فى المنزل طول مدو العلاج (وقد رفض المريض ذلك)
- كيفية مواجهه أفكار أخرى وعلاجها
- طرق أخرى لمواجهه المعتقدات الخاطئة
- التجريب السلوكى
- تمارين لاختبار المعتقدات والأفكار الخاطئة وعلاجها
- البطاقة متعددة الألوان لكل ما سبق يمكن الرجوع إلى صفحة تصحيح المعتقدات الخاطئة
مثال (14)
زوجة عمرها (36) سنه تعانى منذ (8) سنوات من الخوف من المرض والجراثيم والميكروبات وفيروسات الكبد والإيدز والسموم والبكتريا والكيماويات وتخاف على أولادها وزوجها أن تنتقل لهم هذه المواد الملوثة وتسبب فى مرضهم أو موتهم فهى تغسل يديها أكثر من (6.) مرة فى اليوم ومنتهية تماما لأى شئ تلمسه لها كرسى معين ممنوع على أولادها وزوجها الجلوس عليه حددت لنفسها كوبا معينا وشوكة وسكينة وملعقة وطبق لا يلمسه أحد من أولادها أو زوجها خوفا عليهم
تتجنب تمتما لمس المواعين غير النظيفة مقابض الأبواب مفاتيح النور التليفون - النقود – المكنسة الكهربائية والعادية – المكواة - سلة المهملات – الملايات والملابس وأى شئ فى الحمام وتقضى حاجتها شبه واقفه لكى لا تلمس قاعدة التواليت تغلى الماء قبل استعماله لشكها فى تلوث خزان المياه قبل استعماله لشكها فى تلوث خزان المياه لا تأكل الطعام الجاهز المشترى من المحلات مطلقا حيث تعتقد تلوث أيدى العمال والطباخين .
كانت الزوجة تقاوم العلاج أو الذهاب إلى الطبيب بحجة أنها تفعل ذلك خوفا على أولادها وزوجها من أن يصيبهم أى مكروه بسببها وأنها مهما تعبت سوف تضحى من أجلهم وسوف تعيش حياته تجاهد وتحاول أن تمنع عنهم كل شئ ضار حتى لو كلفها هذا كل وقتها وجهدها ولم لا ؟ وقد اصبح كل شئ الأن على ما يرام بسبب طقوسها هذه فى نظرها .
العلاج المعرفى
1- على الطبيب إقناع المريضة بصورة علمية مبسط بأن انتقال الأمراض التى تتخيلها لن يحدث لأولادها
2- على المريضة أن تعرف أن مجرد التفكير والخوف من حدوث المرض لن يجعله يحدث ولابد أن تتخلص من هذه الأفكار (باب علاج الأفكار الوسواسية)
3- على المريض مواجهه معتقداتها الخاطئة التى تختفى خلف أفعالها القهرية (كالمثال السابق مع مقال تصحيح المعتقات الخاطئة)
العلاج السلوكى : (التعرض ومنع الطقوس)
1- تم عمل قائمة للأشياء التى كانت تتجنبها مرتبة حسب شدتها من الأقل الأشد
2- تم عمل برنامج يومى للتعود على لمس الأشياء التى كانت تجنبها وعدم غسيل اليد بعد لمسها (كما سبق شرحه فى الأمثلة السابقة)
3- لوحظ فى هذه المريضة الخوف الشديد وارتفاع مستوى القلق بصورة لم تحتملها قتم تغيير الخطة والبدء فى برنامج التعرض التخيلى والذى كان هدفه تحرير عقلها من المخاوف والأخطار التى تظن أنها سوف تحدث لأولادها وزوجها وكانت خطوات العلاج تشمل
- تخيل الأفكار المزعجة والمخيفة فى عقلها والاحتفاظ بها لفترة حتى تعود عليها ويبدأ القلق فى التناقص فتتعلم المريضة قبول هذه أفكار والعيش معها كما هى بدون المشاعر المصاحبة لها .
- ثم تبدأ فى الخطوة التالية وهى التعرض الحقيقى
- كان على المريضة كتابة أفكارها ومخاوفها والمواقف المزعجة التى كانت تدفعها للقيام بطقوس غسيل اليد المتكرر وكل ذلك فى قصة فى حدود خمسة دقائق تتخيل فيها أولادها وزوجها وقد انتقلت إليهم ألأمراض بسبب إهمالها فى غسيل يديها وكيف كانت معاناتهم وكيف أصابهم الموت وأـنها تحمل وحدها المسئولية فى انتقال المرض إليهم قبل موتهم وتخيلت سخرية الناس منها واحتمال دخولها السجن وكان عليها أن تسجل قصتها ذات الخمس دقائق على شريط كاسيت وتكررها خلال نصف ساعة ثم سماع هذا الشريط يوميا لمدة ساعة .
- كان نتيجة هذا التعرض التخيلى أن القلق بدأ يتصاعد ووصل إلى مداه فى نهاية الأسبوع الثانى ثم بدأ يتناقص واصبح تخيل القصة السابقة أقل إثارة للقلق وأصبحت أقل تصديقا أن الأمراض السابقة سوف تنتقل منها إلى أحبائها وأنها سوف تتسبب فى موتهم ورجع إليها تفكيرها المنطقى وتأكدت أنه من المستحيل حدوث هذه المصائب بالطريقة التى تخيلها واختفى هذا القلق فى نهاية الأسبوع السادس
4- بدأت المريضة فى التعرض الحقيقى للأشياء التى كانت تتجنبها (أى لمسها) وعدم غسيل يديها لفترات تزداد تدريجيا يوما بعد يوم كما فى المثال قبل السابق
5- بدأت المريضة بعد ذلك فى عمل جميع الواجبات المنزلية بالتدريج
الأسبوع الأول : غسيل المواعين وعدم غسل اليدين بعدها
الأسبوع الثانى : ما سبق مع لمس مقابض الأبواب وعدم غسل اليد بعدها ومع لمس مفاتيح النور وعدم غسل اليد بعدها مع لمس التليفون وعدم غسل اليد بعدها ومع لمس المكواة وعدم غسل اليد بعدها
الأسبوع الثالث : ما سبق وتزيد إليه استعمال المكنسة الكهربية والعادية وعدم غسل اليد بعدها ومع جمع القاذورات والتراب وعدم غسل اليد بعدها
ومع لمس سلة الزبالة وعدم غسل اليد بعدها
ومع لمس قاعدة التواليت وعدم غسل اليد بعدها
الأسبوع الرابع: ما سبق مع لمس الملايات وعدم غسل اليد بعدها
ومع لمس الملابس المستعملة وعدم غسل اليد بعدها
ومع لمس أى شئ فى الحمام وعدم غسل اليد بعدها
ومع قضاء الحاجة وهى جالسة
الأسبوع الخامس: ما سبق مع لمس الخضروات والفواكة قبل غسلها وعدم غسل اليد بعدها
ومع استعمال مياه الحنفية دون غليها وعدم غسل اليد بعدها
الأسبوع السادس: ما سبق مع .......
الأسبوع السابع: ما سبق مع .......
6- كان على المريضة بعد الشفاء أن تشغل وقتها
صلاة وعبادة .....
علاقات اجتماعية قوية .......
زيارات .........
تجنب الإجهاد
ممارسة رياضة المشى
تعلم الاسترخاء وممارسته
لمزيد من المعلومات لعلاج مثل هذه الحالات رجاء الرجوع إلى مقالات
التعرض ومنع الطقوس
تصحيح المعتقدات الخاطئة
علاج الانتكاسات المرضية
التعرض التخيلى
مثال (18) التعرض ومنع طقوس الدقة والترتيب
زوجة تعانى من الأفعال القهرية الخاصة بالترتيب والدقة والتماثل والتوازى كانت لا تحتمل رؤية الفرش والملابس والأثاث والأشياء الأخرى بالمنزل موضوعة بطريقة غير صحيحة وغير نظامية وغير متماثلة بدقة كما تراها هى ).
تقوم بتعليق الملابس فى الدولاب بنظام دقيق – لون معين من الملابس مع نفس لون الشماعة فى مكان محدد ترتيب نوع الملابس بنظام دقيق - لو دخل زوجها المطبخ فهى تسرع ورائه لتعديل أى تغيير لنظام الملاعق والشوك والسكاكين الأطباق والأوانى مرتبة يتدرج من الأكبر إلى الأصغر الزجاجات والبرطمانات فى صف واحدا الطويلة فى الجانبين والقصيرة فى المنتصف والكتابة عليها تكون من الأمام ترتيب الألحفة والبطاطين والملايات والفوط والمفارش كل نوع على حدة وفى مكان مخصص وضع المخدات موازية لعرض السرير وعلى بعد ثابت من الحافة – السجاجيد لابد أن تكون فى منتصف الغرفة تماما وموازية للحوائط وقد اشترت فرشاة مخصوصة لكى تجعل الشراشيب مستقيمة وغير منكوشة وكانت تحرص على وضع الكراسى والدواليب والترابيزات متوازية مع الحوائط ومتعامدة على بعضها تماما وإذا وجدت اضطرابا بسيطا فى كل الأشياء السابقة أو غيرها فإن ذلك يثير لديها قلقا شديدا وانزعاجا مما يسبب لها مشاكل مع زوجها وأولادها وجعل معظم أقاربها لا يزوروها .
العلاج المعرفى : أرجع إلى صفحة تصحيح المعتقدات الخاطئة
العلاج السلوكى :أرجع إلى صفحة التعرض ومنع الطقوس
التعرض يتضمن التعود التدريجى لرؤية الأشياء موضوعة فى مكان غير صحيح ومنع الطقوس يتضمن مقاومة الدافع لإعادة هذه الأشياء إلى مكانها الصحيح
تم عمل قائمة التعرض ومنع الطقوس لكل الأفعال القهرية التى كانت تقوم بها وترتيبها حسب شدتها الخفيف ثم المتوسط ثم الشديد كالأتى :
م
العرض
شدته
1
وضع الشوك والملاعق والسكاكسين بدون توازى وترتيب
5
2
وبدون وضع الكتابة من الإمام
6
3
وضع الأطباق والأوانى بدون الترتيب المتدرج والدقة
6
4
حفظ الملابس فى الدواليب بدون الالتزام بتجميع الألوان معا وعدم وضع نفس اللون مع نفس الشماعة
7
5
تحريك السجاجيد ووضعها على حسب الأماكن الخالية وليس على حسب توازيها مع الجدران وعدو الالتفات إلى استقامة الشراشيب
8
6
ترتيب الألحفة والبطاطين والبطاطين والملايات والفوط والمفارش على حسب استعمالها وليس على حسب لونها أو نوعها
9
7
وضع الدواليب والترابيزات والكراسى وباقى الأثاث على سحب الحاجة إليها وليس على حسب توازيها مع الحوائط أو تعامدها على بعضها
5
- كان على هذه المريضة أن تختار من القائمة السابقة الشئ الذى يثير لديها أقل قدر من القلق والإزعاج وهو هنا وضع الشوك والملاعق والسكاكين بدون توازى أو ترتيب وبعدها تحركهم إلى وضع غير صحيح (فى نظرها) ثم تقاوم الدافع إلى ترتيبهم وتوازيهم
- كان إحساسها بعدم الراحة يتزايد – ثم استمرت فى مقاومة هذه الدوافع. حتى قل القلق إلى درجة محتملة
- كان عليها تكرار ذلك ثلاث مرات يوميا لمدة نصف ساعة إلى أن بدأت التعود زادت الثقة إلى أن بدأت فى إهمال هذا الدافع لمدة يوم كامل مع اقل درجة من القلق
- ثم بدأت فى تكرار نفس التعليمات السابقة مع العرض الثانى ثم الثالث وهكذا إلى أن تخلصت منها جميعا
- فكان عليها أن تحرك الشئ (الأطباق والملابس والسجاجيد والألحفة والمخدات وكراسى السفرة ) إلى مكان غير صحيح (فى نظرها) ثم تقاوم الدافع إعادته إلى مكانه وتتقبل تزايد إحساسها بعدم الراحة واستمرت فى مقاومة الدافع حتى قل القلق إلى درجات محتملة (2 أو اقل)
- عندما كانت غير قادرة على تحمل أقل قدر من القلق منع الطقوس كان عليها تأخير الطقوس بدلا من القيام بها
وهكذا انتهت كل معاناتها من طقوس الترتيب والدقة
مثال (19) التعرض ومنع طقوس التفحص والتأكد
زوجة تعانى من طقوس الفحص الدائم لباب البيت عند الدخول وعند النوم فى المساء وعند الخروج لخوفها من السرقة وتحمل مسئولية ذلك أمام زوجها لمسافر للعمل بالخارج
كما تعانى الفحص الدائم لفرن البوتاجاز ومفاتيح الغاز وفيش الكهرباء والثلاجة والخلاط والمكنسة الكهربية والسخان كل ليلة لخوفها من حدوث حريق بالبيت يتسبب فى ضياع كل أولادها كثرة تكرار فحص النوافذ والحنفيات والمحابس تكرار فحص إيصالات الكهرباء والماء والغاز والتأكد من قيمتها الاستيقاظ فى السماء عدة مرات للتأكد أن البطانية لم تغط أنف طفلها الصغير والانتظار للتأكد من أن صدره يعلو ويهبط وانه يتنفس وعلى قيد الحياة
وبالتدريج بدأت طقوس الفحص والتأكد فى الازدياد وكانت تتفحص كل شئ بترتيب معين وإذا تغير فتبدأ من جديد تتفحص وتتأكد لأنها لم تكن تشعر أن أى شئ على ما يرام وقد لوحظ أن هذه الأعراض قد ظهرت فجأة بعد سفر زوجها للعمل بالخراج وتحملها لكافة مسئوليات الحياة لها ولأولادها
العلاج المعرفى: ارجع إلى مقال تصحيح المعتقدات الخاطئة وباب علاج الأفكار الوسواسية
العلاج السلوكى : التعرض ومنع الطقوس
لأن التحقق والتفحص والتأكيد لهذه المرأة كان يحمل فى طياته الخوف من حدوث كارثة مستقبلية أما سرقة منزلها أو حريقه أو ضياع أولادها فكان من الصعب البدء فى التعرض ومنع الطقوس مباشرة لأن ذلك كان يسبب لها قلقا شديدا غير محتمل .
بدأت الخطة العلاجية بالتعرض التخيلى كما فى الأمثلة السابقة أرجع إلى كتيب التعرض التخيلى
التعرض ومنع الطقوس : الهدف هو :
أ- التحقق مرة واحدة فقط فى المواقف التى يتحقق فيها معظم الناس مثل الباب أو فرن البوتاجاز وهنا يتم التحقق منها بعد استخدامها مرة واحدة فقط
ب- يجب عدم التحقق فى الأشياء التى لا يتم فى العادة التحقق منها مثل إيصالات الكهرباء والماء والغاز والشيكات بعد النظر فيها أو كتابتها
الخطة العلاجية
بدأت هذه المريضة فى التحقيق من قفل الباب أو فحص فرن البوتاجاز أو ...أو .... مرة واحدة فقط وبعد ذلك تتحقق منه كل (5) دقائق لمدة ساعة يوميا تزداد بعد ذلك ساعة أخرى كل يوم واصبح هذا التحقق شيئا مرهقا مما جعله يقل كثيرا
تم عمل لكل الأشياء التى كانت تتفحصها كما فى المثال السابق وأيضا تحديد شدة القلق
ثم بدأت فى الخروج من البيت وتنفيذ خطة التعرض ومنع الطقوس كالأتى :
اليوم الأول : الخروج من البيت – إغلاق الباب بدون التفحص لمدة (1.) دقائق
اليوم الثانى : الخروج من البيت – إغلاق الباب بدون التفحص لمدة (2.) دقائق
اليوم الثالث : الخروج من البيت – إغلاق الباب بدون التفحص لمدة (3.) دقائق
اليوم الرابع : الخروج من البيت – إغلاق الباب بدون التفحص لمدة (4.) دقائق
اليوم الخامس : الخروج من البيت – إغلاق الباب بدون التفحص لمدة (5.) دقائق
اليوم السادس : الخروج من البيت – إغلاق الباب بدون التفحص لمدة (6.) دقائق
اليوم السابع : الخروج من البيت – إغلاق الباب بدون التفحص لمدة (6.) دقائق
وهكذا يزيد ابتعاد هذه المريضة عن بيتها كل أسبوع ساعة والرجوع حتى بدأت فى قضاء كل ليلة خارج البيت
لاحظت المريضة أن مستوى القلق والضيق كان يزداد كلما طال زمن اتبعادها عن المنزل ثم بدأ فى التناقص تدريجيا حتى وصل إلى درجة محتملة
بدأت المريضة فى التعرض ومنع الطقوس لباقى الأشياء التى كانت تتفحصها وتتأكد منها بنفس الطريقة السابقة
لمزيد من المعلومات لعلاج مثل هذه الحالات رجاء الرجوع إلى
التعرض ومنع الطقوس
تصحيح المعتقدات الخاطئة
علاج الانتكاسات المرضية
التعرض التخيلى
مثال (20)
مدرس متزوج عمره 26 سنه يقول : دائما يخطر على بالى باستمرار كلمة الطلاق تيجى على لسانى كلمة طالق أحاول امنعها تطلع منى الكلمة تتكرر فى دماغى كأنها ميكروفون حاجة تخيلى أقول طالق بائن عشان أمنع نفسى كنت أقول طاهر - طالع مرة غلطت وقلت طالق
بدأت أقول بينى وبين نفسى زوجتى طالق واكرر الكلمة غصب عنى اتصلت بدار الإفتاء فهب فى الشيخ وقال : يعتبر الطلاق وقع حتى لو بينك وبين نفسك
ذهبت بنفسى إلى دار الإفتاء أخذنى الشيخ إلى شيخ كبير وقال له : الراجل ده قال : زوجتى طال وحكى له الحكاة كاملة ال تبقى طالق روح هات زوجتك واعقد عليها من جديد (الشيخ لا يدرى أنه مريض بالوسواس القهرى )
الخطة العلاجية
العلاج المعرفى : لابد لهذا المريض وغيره أن يعلم حكم الدين وأقوال العلماء وأدلتها فى هذا الموضوع وهى :
لا يقع الطلاق بحديث النفس وهو قول الجمهور
طلاق المكره لا يقع عند جمهور العلماء
الدليل الشرعى :
1- عن ابى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال (إن الله تعالى تجاوز عن أمتى ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم )
ورواه ابن ماجه من حديث أبى هريرة بلفظ (عما توسوس به صدورها بدلا من حدثت به أنفسها وزاد فى أخره وما استكرهوا عليه قال الصنعانى فى سبل السلام والحديث على أنه لا يقع الطلاق بحديث النفس وهو قول الجمهور والحديث المذكور أخبر عن الله تعالى بأنه لا يؤاخذ الأمة بحديث نفسها وأنه تعالى لا يكلف الله نفسها إلا وسعها) وحديث النفس يخرج عن الواسع أ هـ والمقصود حديث النفس الذى لا يملك الشخص دفعه أو وقفه ومريض الوسواس القهرى لا يملك دفع هذا الحديث أو وقف تلك الأفكار لأنه مجبور عليها مقهور بها
2- وعن أبن عباس رضى اله تعالى عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال (إن الله تعالى وضع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)
قال الصنعانى فى سبل السلام : والحديث دليل على أن الأحكام الأخروية من العقاب معفوة عن الأمة المحمدية إذا صدرت عن خطأ أ نسيان أو إكراه
وطلاق المكره عند الجماهير لا يقع واستدل الجمهور بقوله تعالى (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) وقال عطاء الشرك أعظم من الطلاق وقرر الشافعى الاستدلال بأن الله تعالى لما وضع الكفر عمن تلفظ به حال الإكراه واسقط عنه أحكام الكفر كذلك سقط عن المكره دون الكفر لأن الأعظم إذا سقط سقط ما هو دونه بطريق الأولى أ . هـ
العلاج السلوكى
علاج الفكرة : انظر باب علاج الأفكار الوسواسية
أرجع إلى الأمثلة السابقة فقد تم علاج حالة
ماذا لو رفض مريض الوسواس القهري العلاج
لم تتم الدراسة بشكل عملي على النتائج طويلة المدى لعدم تلقي العلاج.. من خلال تجربتي الشخصية فإن أولئك المرضى الذين لا يتلقون العلاج ينتهي بهم الأمر إلى إحدى ثلاث فئات إعتمادًا على مدى شدة أعراضهم..
الفئة الأولى: الذين لديهم أعراض بسيطة أو خفيفة وغير متغيرة إلى الأسوأ حيث لا يحصل أفراد هذه المجموعة على المساعدة فإن مشكلتهم تكون في كفاءة أو جودة الحياة التي يعيشونها.. هؤلاء يستطيعون العمل ولكن المرض يحد من جودة حياتهم.
الفئة الثانية: الذين يعانون من أعراض أكثر خطورة وجدية ولكنهم أيضًا لديهم استقرار نسبي.. إنهم أنفسهم يتكيفون بصورة أقل في حياتهم (يتقبلون نوع الحياة الأقل كفاءة وسعادة ورضا) حيث يتم التعود على الأعراض ولكن بكثير من الألم وعدم المواءمة.. أنا أدعو هؤلاء الناس بالسائرين الجرحى (walking wounded).
الفئة الثالثة: هم الذين تبدأ أعراضهم بسيطة وتزداد بالتدرج وتصبح شديدة ومقعدة ومعطلة مع مرور الوقت.. فإن مرضى الوسواس القهري تتدهور حياتهم بمعدل ثابت ويصبحون مقيدون داخل دائرة مفرغة من التجنب والبعد عما يثير وساوسهم وبالتالي أفعالهم القهرية.. مثل هؤلاء الأشخاص عادة ينتهي بهم الحال مرتبطين بالبيت وغير قادرين على العناية بأنفسهم ويعيشون على إعانة الإعاقة والاحسان من أصدقائهم وأفراد عائلاتهم..
المرضى غير الخاضعين للعلاج من الناضجين يعيشون مع والديهم ويتبعون حياة غير سعيدة.. عادة ما يتسكعون بشكل غير منتج حول المنزل ويصبحون عبء على عائلاتهم ويعيشون في قلق دائم مما سيحدث إذا مات أو تأذى والديهم.. والوالدين يقلقون على أبناءهم الأطفال الكبار سنًا وعمن سيساعدهم إذا رحلوا.. المرضى الكبار في نهاية الأمر يصبحون معتمدين دائمًا على ولاية واهتمام بل و تبني أفراد عائلاتهم إذا كانوا غير قادرين على التعافي وليس هناك مستقبل مبهج.
للأسف لا يوجد بيد العائلة والأصدقاء الكثير ليفعلوه لمرضى الوسواس القهري الذين لا يظهرون ميلاً للعلاج أو العمل أو الاختلاط بمن حولهم أو التحسن أو حتى لا يطلبون المساعدة الطبية على الاطلاق.
الكثير من المرضى لديهم الحجج الواهية لعدم تلقي العلاج والانتظام على برامج العلاج السلوكي.. هؤلاء عليهم أن يعلموا أن الالتزام يجلب النجاح.. في العموم معظم المرضى المتخاذلين فعليًا يريدون الشفاء ولكن يريدونه بطريقتهم الخاصة.. إنهم يريدون التحسن ولكن في نفس الوقت لا يريدون الشعور بالقلق أو عدم الارتياح ولا أن يضطروا لمواجهة مخاوفهم.. وبما أن هذا غير ممكن فإنهم يفضلون ألا يفعلوا شيئًا وأن يظلوا مع مشاكلهم المعتادة.
أنا عادةً أتلقى اتصالاً من أحد أفراد العائلة مبينًا لي (كيف يمكنني أن أدفع هذا الشخص للعلاج.. كلما فتحت معه الموضوع يغضب مني ويرفض مناقشتي) صورة أخرى من ذلك. (أنا حقًا أعتقد أنه يحتاج المساعدة لكن حين أخبره بذلك فإنه ينكر تمامًا. يقول إني أبالغ وأن لديه القليل من العادات الصعبة المسببة للمشاكل والتي لا تخص أحدًا غيره)
وحتى اسمع أحيانًا (هل يمكننا خداعهم حتى يأتون للعلاج)
أو (هل هناك طريقة لإجبارهم على العلاج؟)
أو الأسوأ (هل هناك طريقة لندخل الأدوية إلى طعامهم دون أن يشعروا؟)
أو (هل لديك دواء أو منوم أضعه في الطعام أخدره به وأحضره لك نائمًا؟)
عندما يقوم شخص ما غير المريض بالاتصال الأول (باستثناء الأطفال) أميل للاعتقاد أن هناك مشكلة معتادة في التحفيز واسأل لماذا تتصل بي وليس المريض نفسه..
في بعض الأحيان يكون المريض متحفزًا للعلاج فعلاً ولكنه خجول، مريض متخاذل في البدء ولكن في كثير من الأحيان وللأسف المريض لم يتم استشارته بعد وليس على علم بهذا الاتصال وأنه يتكدر للغاية عندما يعلم بهذا.
أعتقد أن المشكلة الأكبر هنا أن العائلة والأصدقاء يجدون صعوبة في تقبل الفكرة أنه لا أحد يستطيع أن يجعل شخصًا آخر يتعافى.. أنا أخبر المريض ( لا نستطيع أن نجعلك تتحسن وتتعافى أكثر مما تريد لنفسك).
التحسن يأخذ الكثير من العمل الشاق حتى عندما يكون المريض متحفز.. أما عندما يرفض العلاج فلا شئ سيحدث أو القليل جدا سيحدث.. لقد رأيت أناسًا تم زجهم إلى العلاج عن طريق التهديد، الغضب، الابتزاز، الذنب، أو حتى الاحتيال.. إذا لم يكن لدى المريض إرادة عادة ما ينتهي الأمر بشكل سئ.. العلاج يجب أن ينظر إليه على أنه فرصة للفرد لينمو ويتغير بإرادته وليس أحد أشكال التأديب والعقاب.. إذا وجد فعلا شرر صغير من التحفيز أو الأمل فإنه من الممكن إزكائهما لتصبح شعلة إذا استخدمت طريقة مناسبة ولكن إذا لم توجد فإن دفع المريض للحصول على العلاج يترك فقط لديه شعور دائم سئ تجاه العلاج والمعالجين.
على أى حالة مهما تمنينا أن يشفى شخص ما ما زال علينا أن نحترم حقه كفرد له الاختيار مهما كان اعتقادنا في مدى خطأ اختياره..
الآخرون ذوى الأهمية في حياة المريض سوف يقولون "كيف يمكن أن أقف فقط واشاهده ينجرف هكذا" ومن المفهوم ألا تقبل الأسرة الرفض كإجابة لطلبهم للعلاج.. أنه من المؤلم وبشدة مراقبة شخص ما تحبه يمضي بغير مساعدة خلال آلام أعراض الوسواس القهري.. تشعر العائلة والأصدقاء بالعجز الشديد واليأس هم يعتقدون أن السبب الذي لا يستجيب المريض المتكاسل للحصول على المساعدة الطبية هو أنهم لم يشرحوا الأمر بشكل صحيح أو ليس لديهم قوة كافية أو أن المريض ببساطة لم يفهم، أو أنه يتعمد البقاء عليلاً.. يتصورون أنهم إذا شرحوا أو اعتذروا حتى مرة أخرى وأظهروا للمريض كم هم مهتمون به فسوف يستمع إليهم في آخر الأمر ويتحرك ليطلب المساعدة..
الغريب أن هذا لا يحدث وعندما لا يأتي ذلك بنتيجة فإن بعض الناس ينتقلون إلى العقاب والغضب ليدفعوا المريض للتحسن وطلب العلاج.. هذا يحدث بالتحديد حين يعتقدون أن المريض يتعمد البقاء مريضًا عن عمد من أجل الحصول على استفادة من الأخطاء الماضية resentment ومعظم الناس يتفاعلون مع هذا برد فعل غاضب.
هذه الطريقة تجعل المريض يبتعد عن البحث عن مساعدة ومن مشاكل هذه الطريقة أيضًا أنها تولد ضغطًا نفسيًا يحفز الأعراض المرضية ويجعلها أسوأ.
حتى إذا جربت منهج أو طريقة أكثر لطفًا ورفقًا فإن النتائج تظل كما هى إذا كان المريض غير راغب أو غير مستعد للعلاج..
لقد رأيت بعض العائلات المحبة والمهتمة تنتظر بصبر المريض أن يقترب من العلاج فهم يخشون مواجهته ولم تزل حياتهم تحت سيطرة أعراض المريض.. تمر بهم السنوات ولا شئ يتغير باستثناء أن الأسرة تتوقف عن عيش حياتها الخاصة ويصبحون منهكين نفسيًا.. يتقدم الوالدين في العمر مع فرد ناضج غير قادر بين أيديهم في أيامهم الأخيرة.
الأصدقاء والعائلة يحتاجون إلى أن ينفصلوا عن الأعراض المرضية لمريضهم ويركزوا على أن يعيشوا حياتهم الخاصة بشكل كامل.. هذه ليست فكرة جيدة ولكنها مقتبسة من علاج إدمان الخمر والمخدرات.. العلاقات التي تكرس فيها الأسرة وقتها وراحتها وطرق معيشتها للضغط على مريضهم ومساعدته ويظنون أن إدارة ودعم حياة الأفراد غير العاملين والمعتمدين عليهم تنتهي عادةً هذه العلاقات بأن الطرفين يصبحون غير عاملين أو غير منتجين.
على الأشخاص ذوي الأهمية في حياة المريض أن يتوقفوا عن تمكين المريض والكف عن التصرف وكأنهم مسؤلين (إلا إذا كان المريض طفلاً) وللقيام بذلك فهم يحتاجون إلى نصيحة متخصصة لأن ذلك من الصعب القيام به بمفردهم وخاصةً بعد مرور سنوات من الغضب والذنب والعادات السيئة.. لا فائدة من الشعور بالذنب من أجل احتياجاهم للحصول على مساعدة على حساب المريض (بسبب أعراض المريض).
عندما ينخرط الآخرون في الأعراض ويديرون حياة المريض فإن لديهم فعليًا مشكلة هم أنفسهم.. لوم المريض أو النفس لن يساعد أحد.. إن مستشارًا جيدًا سوف يساعد الناس ليكفوا عن المشاركة أو المساعدة في الطقوس القهرية للمريض ومقاومة الإجابة على أسئلته المتكررة التي يهدف بها إلى التأكد والطمأنة..
إذا كان من الواضح أن المريض لن يتعافى أثناء دعمه في المنزل فإن عليه أن ينتقل من البيت أو على الأقل يحدد موعد لذلك.. الفكرة هى إذا كنا لا نستطيع إنقاذه على الأقل انقذ نفسك.. المعالج يستطيع أن يشرح للمريض حقيقة ما يحدث بدون أن يفهم المريض أنه عقاب له.. المريض قد يضطر في النهاية إلى التفاوض في شأن الحصول على مساعدة حين يرى أن مساندوه جادون ولا يهزلون.. ولكن لا يمكن الاعتماد على هذا فقط.. المزيد من التعليمات حول كيفية التعامل مع غضب المريض واستياءه ومحاولاته للاحتيال قد تساعد.. من المهم للغاية السماح للوقت أن يصنع هذا الانسحاب لأنه لا يحدث في ليلة وضحاها وتذكر أن أى تغيير في السلوك هو تغيير تدريجي.
استثناء مهم لعملية الانسحاب هى أن يكون لدى المريض ميولاً انتحارية أو يهدد بالانتحار.. فإن ذلك يؤخذ بجدية ويجب البحث عن مساعدة طبية فورًا بالإقامة المؤقتة في أحد المراكز النفسية.. حيث يكون هذا هو الحل الأمثل عندما يكون الانتحار واردًا.. فإذا كان التهديد خطيرًا فإن حياة المريض أنقذت.. أما إذا كان مجرد تلاعب الغرض منه السيطرة على الآخرين فإنه من المرجح أنه لن يستخدم التهديد بالانتحار مرة أخرى..
وعمومًا هذا غير معتاد مع مرضى الوسواس القهري..
استثناءًا آخر مهم عندما تكون طقوس المريض القهرية تشكل تهديدًا خطيرًا على صحة المريض.. أنا أتذكر مريضًا بوسواس النظافة وقد أصيب بتقرحات في ساقيه من الوقوف في الماء وغسيل ساقيه المتكرر لساعات طويلة.. وحين زاد الخطر من أن يصاب بالغرغرينة كان الحل هو دخول المستشفى لضرورة علاجه من هذه الأعراض..
ولي مريض آخر يشوي بشرته بالكلور وكل المنظفات القوية بل ربما القاتلة ومازال إلى الآن يرفض دخول المستشفى أو العلاج.
مواقف أخرى مثل أن المرضى قد يجوعون أنفسهم أو يستخدمون مواد كيميائية على أجسادهم أيضًا يجب أن يتم التعامل معهم بهذه الطريقة.. أنا في بعض الأحيان أخبر العائلات اليائسة أن عليهم حجز المريض المتخاذل في المستشفى لا إراديًا (رغمًا عن إرادته) للحصول على المساعدة وأخبرهم أن هذه الأحوال فقط هى التي تتيح الدخول الاجباري إلى المستشفى.
رفضك الاستمرار في دعم المريض في مرضه لن يضمن أن يبدأ المريض فجأة في التحسن.. من المضمون أكثر أن يكون للناس الذين يدعمون المريض حياة خاصة..
قد يحدث في بعض الأوقات أن المرضى لا يمكنهم الاستمرار كما كانوا في السابق بسبب أن الإتزان قد اختل.. وقد تحدث خطورة باتجاه العلاج حيث يرون أخيرًا أنه لا حل مقبول آخر.. أنا أتذكر دائمًا في هذه المواقف عبارة المعالج النفسي "الناس فقط تتغير حين يصبح من الخطير جدًا البقاء كما هم
0 Comments: