مختارات من الطب النبوي
.مزاج الأشربة الحلال:
قال عبد الملك بن حبيب: العسل: حار يابس لطيف جدا والطبيخ منه ألطف من غيره وكله يذيب البلغم والخام، ويشد الفؤاد ويجلو البصر ويزيد في المني ويقطع الأبردة ويذهب الداء كله،
ويصلح شربه في الشتاء والربيع والخريف وهو في الصيف حار جدا يقوى الصفراء، ولكن شربه بالماء في الصيف صالح لأنه يبرده وتذهب حرارته لما كان الماء البارد. العسل نفسه حار يابس في الجزء الثاني ويولد المرة الحمراء سريع التغيير إلى المرة، إذا وصل إلى المعدة نقاها من فضول البلغم. والسكر وعسله معتدل لطيف لين البطن. ونبيذ التين حار يابس أيضا وهو أقل يبسا من شراب العسل ومن شراب السكر لحرارته ويبسه. ونبيذ الرب الذي طبخ وذهب ثلثاه بالطبخ حار لين جيد للصدر والسعال والكليتين ويزيد في المني ويلين الطبخ. ونبيذ الزبيب الأحمر أشد يبسا وأقبض، وأما نبيذ الزبيب الأسود فهو ألين وأحر. فأما الخمر من العنب ومن كل شراب فداء دوي، لم يجعل الله فيه دواء ولا جعل في شيء مما حرم الله فيه شفاء، بل قد زعم أهل التجربة لها أن فيه عشرين داء: تسدد، وتحفر، وتبخر، وتقطر، وتفقر، وتعمش، وترعش، وتفلج، وتنشج، وتمحق، وتملق، وتدرد، وترعد، وتغير اللون، وتخلق الصوت، وتخفق القلب، وتسخط الرب، وتوجب النار، وتلزم العار..مزاج البقول وما ضارعها من الخضر وتصرف منافعها:
قال عبد الملك بن حبيب: الكرنب: حار يابس وقد يحل الورم الداخل إذا طبخ وأكل، وإذا طبخ ووضع على الورم حلله وأذهبه بإذن الله. وحبه أقوى من ورقه وحبه يقتل حب القرع في الأمعاء، وإذا حرق ووضع على الأورام حللها، وينفع من الورم الحار إذا وضع عليه، وإذا طبخ ورق الكرنب مرة واحدة، ثم أكل بالخل والكمون وحسي مرقه لين البطن، وإذا طبخ فطرح مائه، ثم يطبخ ثانية بالماء، أو الخل حبس البطن. والسلق: بارد يابس حديد لمكان ملوحيته غليظ، وعصر ورقه ومائه يستسعط به فيفتح السدد التي في الرأس، وإذا استسعط به مرارة الكركي نفع من اللقوة وأذهبها بإذن الله. وإذا غسل الرأس بمائه أذهب الأبرية. ومن أراد أكله فليطبخه بالماء، ثم يطبخه ثانية بماء ثان فتذهب حرارته ونفض غلظه. وبقل الرومي: الذي يسمى بالأندلس القطف، ويقال له بالمدينة السرمق وسلق الأنصار، بارد رطب في الجزء الثاني من البرودة والرطوبة. وقد ينفع من الأورام الحارة إذا دق ووضع عليها من خارج، وينفع من اليرقان الذي يكون من شدة الكبد. والقرع: مثل السرمق بارد رطب في الجزء الثاني من البرودة والرطوبة. والبقل اليماني: بارد رطب في الجزء الثاني وهو أنفع من السرمق والقرع. والرجلة: وهي البقلة الحمقاء في بعض الكتب بارد رطب في الجزء الثالث، وقد ينفع من الحرارة التي تعرض في داخل الجسد وخارجه إذا وضعت على الجسد وأكلت، وينفع من الضرس وينفع حبها وورقها من القرح الذي يكون في الأمعاء ومن حرة المرة الحمراء، وينفع من القلاع وهو الذي يكون في فم الصبيان، وينفع عصيرها وحبها وورقها- أخضر كان أو يابسا- من السم ومن اللدغ، وقد تزيد في المني وهي سريعة الذوب في المعدة. والهليون: وهو الإسفراج حار لدن وهو يزيد في المني. والسلجم: مثله وهو اللفت حار لدن وهو يزيد في المني وكذلك كل لدن إلا أن اللفت تغيره الصنعة وتحول مزاجه. والإسفنارية: التي تؤكل، وهي تسمى بالحجاز الجزر، وبالشام الإسطفلينة: حارة لدنة، تغذي وتنفع وتهيج الشهوة، وفيها شيء من حرارة، وحبها أحر وأيبس وهو ينزل البول والحيضة إذا طبخ بالماء والعسل. والملوخيا: وهي الخباز بارد رطب، مزاجه كمزاج السرمق والقرع. والباذنجان: بارد غليظ يولد المرة السوداء.
والبصل: حار رطب في الجزء الرابع من الحرارة وفيه نفخة ويزيد في المني، وينفع صاحب السمائم لرطوبته، وينزل البول والحيض. وإذا دق وعجن بالخل ووضع على الكلف القوابي أذهبه بإذن الله، وإذا دق ووضع على داء الثعلب أذهبه، وإذا أحرق كان أنفع، وإذا اكتحل بمائه أذهب البلة من العين، وينفع ماؤه من الماء الذي يدخل في الأذن إذا قطر في الأذن، وينفع من عض الكلب، ولدغ الحيات، إذا وضع عليه. والثوم: اليابس حار يابس في الجزء الرابع من الحرارة واليبس، والأخضر أقل حرا وأقل يبسا وينزل البول والحيض رطبا كان أو يبسا، وإذا دق وعجن بالخل ووضع على الأعضاء التي فيها الرطوبة مجتمعة فإنه يحللها ويذهب ورمها، وينفع من داء الثعلب، وإذا دق ووضع على لسع الحيات والعقارب نفع، وإذا دق وشرب بالعسل نفع من الطحال، والثوم البري أقوى من البستاني، والثوم ترياق أهل البادية. والكراث: حار يابس في الجزء الثاني من الحرارة واليبس. وفيه بعض القبض وهو قليل الغذاء لحرارته وحدته، وإذا استسعط بمائه شيء من اللبان قطع الرعاف، ويسخن المني، وإذا دق ووضع على لدغ الأفعاء نفع، وإذا أخذ عصيره وخلط بالخل وشيء من لبان، ودهن ورد نفع من وجع الأذن إذا هاج من البرد، وإذا خلط عصيره بالبصاق واكتحل به نفع من الغشاء، وإذا دق وخلط بالملح ووضع على الجرح نفعها ونشفها، ومن أكله مع حب الآس نفع من نفت الدم، ومن طبخه بالماء مرة أو مرتين، ثم أخرجه من الماء وطبخه بالخل والزيت وشيء من الكمون نفع المعدة الباردة وسخن الكليتين وحرك المني وأنزل الحيضة. وحب الكراث أقوى من ورقه وإذا دخنت به المقعدة التي فيها الباسور أخففه بإذن الله.
وإن دخنت المرأة بأصله أنزل الحيضة، وإذا دق أصله وعجن بالعسل وشرب منه مثقال أذاب الفضول الغليظ اللزج، وسخن الأعضاء التي تؤلم من البرد. وإذا دق أصله وعجن بالخل وجعل على عرق النساء والخام الذي يجتمع في المفاصل نفع بإذن الله. وإذا دق ووضع على لدغ الهوام نفع بإذن الله، وإذا دق ورقه وعصر ثم احتقن به بشيء من زيت، وخلط بشيء من ماء النخالة استخرج البعر اليابس المحترق، وأنزل داء كثيرا. والفجل: حار يابس في الجزء الثالث، يسرع التغيير في المعدة ويهيج الجشا المنتنة، وحبه أحر من ورقه ومن أصله، وينفع من القوابي والسعفة إذا دق وخلط بالخل ووضع عليه، ويذهب الثواليل التي تكون في الوجه، وقد تقيا بالفجل إذا أكل بالعسل. والكمأة: باردة رطبة غليظة، تولد الفضول الغليظة الردية وقد تختلف بقدر الصنعة التي تصنع بها. والخطر: بارد لطيف، يولد الدم بالجد ويهيج النعاس إذا دق بزره وعجن بماء بارد وطلي على الجبهة هيج كالنفس. وإن جعل بزره مدقوقا معجونا بدهن الورد والماء البارد على الورم الحار الحديد نفعه بإذن الله. وإن شرب بالماء البارد وقطع شهوة الجماع، وإذا طبخ ورقه مما يطبخ السرمق وأطعمه من كان به الحر، أو العطش نفعه، وأطفأ عنه الحر والعطش بإذن الله. والهندباء: وهي السريس باردة لدنة، تنفع من السدد لما فيها من الحرارة، وإذا دق ورقها فوضع على الأورام الحارة حللها بإذن الله. والجرجير: حار لدن يهيج شهوة الجماع، وحبه يزيد المني وهو أحر من ورقه وهو يتقى لأنه يسقي عرق الجذام. والحرف: حار يابس وأخضره ويابسه يقطع البلغم، ويسخن المني، وينزل الحيضة، وإذا دق حبه وصنع مثل المرهم بالخل ثم وضع على عرق النساء سخنه وحلله. والخردل: مثل الحرف في مزاجه كله إلا أنه أشد حرا من الحرف. والسذاب: وهو أورم وهو الفيجن حار يابس حديد، يذهب الفضول الغليظة، وينزل البول، ويحرق المني، وحبه حار يابس أحر وأيبس وأقوى من ورقه الأخضر. وإذا دق حبه فشرب منه وزن درهم بالعسل فإنه يقطع الفواق الذي يكون من البرودة في رأس المعدة.
.مزاج الرياحين وما ضارعها وتصرف منافعها:
قال عبد الملك بن حبيب: الآس: هو الريحان بارد يابس وورقه إذا جفف ودق جفف البلة كلها والقروح ذات الرطوبة. والورد: بارد رطب لطيف وهو جيد للمعدة والكبد والحمى الحارة التي تكون من علة المعدة، وإذا طبخ بالعسل وتغرغر به نفع من وجع الحلق. والمرزنجوش: حار لطيف جيد لوجع الرأس الذي يهيج من البرد والبلغم إذا شمه الإنسان، أو طبخ بالماء وصب مائه على الرأس، أو قلي في الزيت، ثم وضع على وسط الرأس. والياسمين: حار لطيف جيد لكل وجع وهو يحلل ويسخن. والسيسنبر: حار يابس في الجزء الثالث، لطيف يحلل وينفع من الفؤاد الذي يكون من البرد والرطوبة وبخاصة بزره إذا سقي منه وزن مثقال بالماء البارد، وإذا وضع على الورم حلله. والسوسن: حار لطيف يحلل، إذا طبخ أصله بدهن الورد ووضع على القرح جففه وأبراه بإذن الله. والنرجس: معتدل لطيف يحلل، وبصله يجفف وينقي وينضج الدبيلة ويسيل القيح وينقي القروح ويجففها، وإن شرب الإنسان منه وزن مثقالين قتل الفداء والمر بارد. إذا عصر وخلط مائه بالبنفسج واستعسط به نفع من الحر في الرأس، وإن وضع مثل المرهم على الأورام الحارة نفع بإذن الله.
والبادروج: وهو الحبق العريض الورق الطيب حار لدن، وإذا دق ورقه وجعل مرهما ووضع على الورم حلله، وقد يؤكل ورقه، وإذا أكثر من أكله أورث في العين الظلمة. وإذا دق ورقه وطرح في جير صار علقا، وأكل ورقه ينفع من خفقان القلب الذي يكون من البرد، وينفع من الجني الذي يكون من المرة السوداء والبلغم. وقد يؤكل كما يؤكل البقل ويصنع منه مرقة، ثم يأكلها المريض، وقد سمي في بعض الكتب «مفرج قلب المحزون». والحبق: المعروف عندنا بالحبق ويسمى بالمشرق سيد الحبق بارد لدن، يقبض وينفع من كل حرارة ومن كل احتراق ويهيج النوم، وحبه يحبس البطن المستطلقة من الحر والحرقة إذا شرب منه مثقال بماء بارد. والنعنع: وهو يسمى بالمشرق الحبق البستاني حار يابس، وقد يؤكل رطب كما يؤكل البقل وهو يهيج الشهوة، وينفع من الريح الغليظة التي تكون في المعدة والأمعاء والكبد، وينفع من برد الكليتين، وينزل البول، ويقطع القيء ويسكنه لطيب ريحه. والضومران: وهو يسمى بالمشرق الحبق النهري قوي في الحرارة واليبس جدا ولذلك يحرق المني، وعصيره وحبه يقتلان الدود وحب القرع لما كان فيه من المرارة والحرارة، وينفع من الفواق إذا شرب من ورقه وزن درهم. والغبيرا: وهي تسمى بالمشرق الحبق البري حار يابس أشد حرا وأيبس من جميع أنواع الحبق، وقد ينفع من لدغ العقارب والهوام كلها إذا أكل منه أو وضع على اللدغة. والكرفس: حار يابس، ينفع ورقه إذا أكل من المعدة والكبد الباردة، وينزل البول والحيضة، ويذيب الحصاة، وينفع عصير ورقه من الحمى النافض يكون من البلغم، وحبه أقوى وأحر من ورقه.
.مزاج أبزار الطعام وما ضارعها وتصرف منافعها:
قال عبد الملك بن حبيب: الكسبر الأخضر: بارد رطب، وعصيره قاتل وعصير الخس يقتل أيضا، وحب الكسبر فيه حرارة، وإذا دق ورق الكسبر فوضع على الخنازير نفعها بإذن الله. والكمون: حار يابس في الجزء الثالث، وهو ينزل البول وفيه بعض الحد والأسود منه هو الذي يسمى الكرماني، وإذا نقع في الخل ثم قلي حبس البطن. والشونيز: حار يابس في الجزء الثالث، وقد وصفنا مزاجه فوق هذا الموضع من هذا الكتاب في قولنا: «ما جاء في ما يستشفى به من الحبة السوداء». والكراويا : حارة يابسة، تنفع من الريح التي تبقى في الأمعاء إذا عمل في الطعام، أو خلط مع الدواء وهو أعظم للطعام من الكمون. والكاشم: وهو الشابة حار يابس، وقد يخلط حبه مع الأطعمة والأدوية، وهو يذيب الأورام الغليظة ويحللها، وحبه أحر من ورقه وهو جيد من الرياح في البطن. وإذا أحرق ازداد حرا ويبسا، وينفع من القروح العتيقة الرطبة إذا انثر عليها، وبخاصة ما كان منها في جلدة الإحليل. والفلفل: حار يابس في الجزء الثالث، وهو لطيف رقيق يخلط بالأطعمة وهو من الأدوية الكبار. وكذلك القرفة الحارة: وهي دار صيني، وهي من الأدوية النافعة الأصحاء، وهي نافعة من الحمى التي تكون من البلغم، وتخلط بالجوارش لمكان حرارتها ولطافتها، وتنفع من برد المعدة، وتهضم الطعام، وتذيب البلغم وتلطفه، وتفتح العروق المنسدة، وتنزل البول والحيضة، وتنفع من لدغ الهوام، وتذهب البلة الغليظة التي في العين إذا خلطت مع الأكحال، وإن سحقت وعجنت بالخل فطليت على الكلف والقوابي أذهبتها بإذن الله. والخل: بارد يابس لطيف، يذيب غليظ الطحال ويلطفه ويقلل بلله، وهو رديء في العصب لما كان فيه من القبض، والبرد، واليبس، والحموضة فهو يضر بالعصب إضرارا شديدا، وإذا خلط بالماء ودهن الورد ثم وضع على الموضع الذي تتحلب من المرة سكن الحرارة ومنع التحلب، وينفع من القروح والأكلة التي تكون في الأعضاء، وإذا مزج بالماء وشرب قطع العطش الذي يكون من الحرارة والرطوبة، ويحبس الدم أينما سال. والملح: حار يابس قابض وهو جيد يجلو وينقي ويرق البلغم وينفع المعي مع ما فيه من القبض. والملح يطيب اللحم والسمك وجميع ما يجعل فيه. والمر: حار يابس لطيف قابض، ويكتحل به لمن كان فيه من القبض في بدء ما يظهر من الجدري. والصعتر: من الأطعمة والأدوية وهو حار يابس وهو جيد للرياح والبلغم وهو صنفان: جبلي وبستاني. فالجبلي أقوى من البستاني وكلهما ينزلان البول والحيضة، ويطرح الصفار وحب القرع من البطن إذا طبخ وشرب ماؤه، وهو جيد للمعدة الباردة ذات البلغم، وينفع من وجع الحلق، وإذا طبخ وكمدت به العين ذات البلة نفعها، وينفع إذا مضغ من وجع الأسنان الذي يكون من البرد والريح، وينقي المعدة والصدر والكبد.
0 Comments: