وصــايا وإرشـادات للمريض
وصــايا وإرشـادات للمريض
الإرادة :
إن الإرادة هي قدرة الذات على أن تشق لها أسلوبا ما في الحياة ولو عن طريق الألم والتعب ، وإن الجسم السليم يلعب دورا في قوة الإرادة ، حيث أن هناك ارتباطا قويا بين الإرادة القوية وبين الجسم ، فصاحب الجسم الضعيف يكون في الغالب صاحب إرادة خائرة وهمة فاترة وعزيمة خائبة .
ومن المعلوم أن إرادة الإنسان تفوق إرادة الشياطين بعون الله تعالى وأنها لا تستطيع أن ترغمه على فعل أي شيء لا يريد فعله هو ، لا سيما إذا كان الإنسان قوي الإيمان قوي الإرادة ، والدليل على ذلك أن المصروع يذهب للرقاة ليرقوه من المس بمحض إرادته ولا تستطيع الشياطين أن تمنعه في معظم الحالات برغم أنها تعلم أنها سوف تتعذب بل ربما تحترق وتموت . إن الشيطان لا يضع حبلا في عنق الإنسان ويسحبهُ بهِ حيث يشاء ، ولكن يوسوس في صدره يقول له افعل كذا ولا تفعل كذا ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَحَدَنَا يَجِدُ فِي نَفْسِهِ يُعَرِّضُ بِالشَّيْءِ لأَنْ يَكُونَ حُمَمَةً أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ . رواه أبو داود في كتاب الأدب . ومن الملاحظ بالمتابعة لكثير من المصروعين أن الشياطين تتغلب عليهم عندما تسلبهم الإرادة، ومن الطرق التي تضعف الشياطين إرادة الإنسان هي :
ترك الصلاة والبعد عن الله .
الوسوسة والتفكير المظني ( الوسواس القهري ).
السهر والأرق والقلق والكوابيس المزعجة .
منع المريض من الأكل .
التعب النفسي والبدني .
الاستدراج في المعاصي .
القنوط من رحمة الله .
السعي وراء السحرة والمشعورذين .
تزين المنكر وتيسير سبل الضلال للمريض حتى يضعف تعلقه بالله تعالى .
ولا تزال تأتيهم الشياطين من هذه الطرق حتى تخور قواهم النفسية والبدنية والإيمانية، عندها تحاول الشياطين أن تتغلب عليهم وتملي عليهم ما تريده ، فيستجيب لهم البعض ويعصم الله منهم من يشاء ، وإن الذي تسلب الشياطين إرادته يكون علاجه غاية في الصعوبة.
إن المسلم الحق يتسم بقوة الإرادة لأنه يعلم أن إرادة الله سبحانه وتعالى فوق إرادة السحرة والمردة والعفاريت يقول تبارك وتعالى :} وَمَا تَشَآءُونَ إِلاّ أَن يَشَآءَ اللّهُ إِنّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً { [الإنسان:30]، فينبغي على المسلم أن يبحث عن السبل التي تعينه على عدم الاستسلام لإرادة الشياطين ولا ينتظر حتى تتكيف نفسه على واقع المس واستمراء البلاء ، ويمكن أن يقوي المصاب إرادته بإتباع الآتي :
تقوى الله والإكثار من الطاعات والبعد عن المعاصي ، يقول سبحانه وتعالى في سورة الطلاق :} وَمَن يَتّقِ اللّهَ يَجْعَل لّهُ مَخْرَجاً{ ، ويقول: } وَمَن يَتّقِ اللّهَ يَجْعَل لّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً {.
يقول ابن القيم في الطب النبوي : ، ومن أعظم علاجات المرض فعل الخير والاحسان والذكر والدعاء والتضرع والابتهال الى الله ، والتوبة، ولهذه الامور تأثير في دفع العلل ، وحصول الشفاء اعظم من الأدوية الطبيعية ، ولكن بحسب استعداد النفس وقبولها وعقيدتها في ذلك ونفعه .
إعلان التمرد والعصيان على ما تفرضه عليك الشياطين من قيود نفسية وعقلية ووجدانية .
عدم تهويل أمر السحر والمس ، واشغل نفسك بما ينسيك المرض وذلك بقراءة القرآن وحضور المحاضرات وحلق الذكر والقيام بصلة الأرحام وقراءة الكتب المفيدة ... الخ .
الشجاعة والوقوف وجها لوجه أمام تحدي الشياطين ، ولا يكون ذلك إلا بالصبر والمجاهدة ومجابهة الأحداث بحكمة .
يعش ابد الدهر بين الحفر
ومن يتهيب صعود الجبال
مجاهدة النفس والهوى . يقول الله سبحانه وتعالى على لسان امرأة العزيز : }وَمَآ أُبَرّىءُ نَفْسِيَ إِنّ النّفْسَ لأمّارَةٌ بِالسّوَءِ إِلاّ مَا رَحِمَ رَبّيَ إِنّ رَبّي غَفُورٌ رّحِيمٌ{ [يوسف:53] .
مجاهدة وسوسة الشياطين ، يقول تعالى:} وَإِماّ يَنَزَغَنّكَ مِنَ الشّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ { [الأعراف:200]
اعرض ما تمليه عليك الشياطين من وسوسه وإيحاء على أهل المشورة والرأي والدين، يقول الله سبحانه وتعالى لنبية محمد صلى الله عليه وسلم : } فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكّلْ عَلَى اللّهِ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُتَوَكّلِين { [آل عمران:159].
يروى عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أنه قال: الرجالُ ثلاثة: رجلٌ ذو عقلٍ ورأىٍ ، ورجلٌ إذا حَزَبه أمر أتى ذا رأيٍ فاستشاره، ورجل حائر بائر لا يأتمر رَشَدَا ولا يطيع مُرْشِدًا أ.هـ؛ فلابد من الرجوع إلى رأي العقلاء واستشارة العلماء ، فلأن تسأل وتسلم خيرٌ من أن تستبد برأيك وتندم .
وهذه المسألة من أهم الأمور التي ينبغي أن يعيها المسحور خاصة، ولو تمعن المسحور في تعريف السحر لتبين له حقيقة الأمر ، فأصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره ، ومن السحر الأخذة التي تأخذ العين حتى يُظن أن الأمر كما يرى وليس كما يُرى ، يقول الطبري في تفسيره لسورة الحجر:} وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مّنَ السّمَاءِ فَظَلّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُواْ إِنّمَا سُكّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مّسْحُورُونَ{ [الحجر:15]، وكأن هؤلاء وجّهوا معنى قوله سُكّرَتْ إلى أن أبصارهم سُحرت ، فشبه عليهم ما يبصرون ، فلا يميزون بين الصحيح مما يرون وغيره ، ومن قول العرب: سُكّر على فلان رأيه ، إذا اختلط عليه رأيه فيما يريد فلم يدر الصواب فيه من غيره ، إذن المسحور مصروف عن معرفة الحقيقة لا سيما إذا كان ذلك الأمر من أوامر السحر[1]، فيا أخي المصاب بالمس لا تصر على الأخذ برأيك إذا ما أشار عليك أهل المشورة والدراية والدين ، فلعل الشياطين تلبس عليك الأمور وبالأخص إذا كنت مصابا بالسحر . دخل أبقراط على عليل فقال له : أنا وأنت والعلة ثلاثة ؛ فإن أنت أعنتني عليها بالقبول مني صرنا اثنين وانفردت العلة فقوينا عليها والاثنان إذا اجتمعا على واحد غلباه .
إزالة المصاعب من طريق العلاج . ويتم ذلك بعمل جدول للتفرغ التام في أوقات معينه للعلاج بالرقية والأخذ بالأسباب المباحة الأخرى ، وتنحية المعوقات والمثبطات من مشاغل وأعمال وارتباطات بحيث لا تتعارض مع بعضها.
إذا كنت تعالج عند أكثر من راقي ، وأوحى إليك الشيطان أن الراقي الفلاني يتاجر باسم الرقية والثاني يرائي في رقيته والثالث رقيته لا تؤثر والرابع مغرور والخامس لا يحسن التشخيص والسادس لا يحسن التلاوة ، دع عنك هذا كله واذهب إلى الراقي واستمع إلى رقيته ودعه ينفث عليك فالعبرة في كلام الله وارجع إلى بيتك ولا تلتفت لهذه الوساوس .
دع عنك القيل والقال وتقيم الرقاة مع المرضى ، فإن ذلك كله من الشيطان .
عدم اليأس والقنوط مهما طالت المدة . فكم من مسحور وممسوس طالت مدة علاجهم إلى عدة سنوات ، ولكن مع حسن التوكل على الله ومواصلة العلاج رفع الله عنهم البلاء .
افعل الأسباب وتوكل على الله:
طائفة كبيرة من الناس إذا ما أصيب أحدهم بمرض من الأمراض يذهب إلى الراقي والغالب على ظنه أنه لابد أن تكون هناك نتيجة من أول قراءة ، وآخر يظن أنه بمجرد أن يستخدم الماء والزيت يبطل سحره أو يخرج الشيطان الذي في جسده، وإذا لم يحصل له الشفاء أصابه اليأس والقنوط والعياذ بالله .
وإذا سألته هل ذهبت إلى الشيخ الفلاني ليقرأ عليك ؟ يقول لك نعم : ذهبت إلى الشيخ الفلاني والشيخ الفلاني ولكن لا فائدة .
وإذا سألته كم مرة ذهبت إليهم ؟ يقول لك : ذهبت إلى الشيخ الفلاني مرة والشيخ الفلاني مرتين.
والحقيقة التي يجب أن تعلم أن علاج السحر والمس والحسد كغيرها من الأمراض التي يعالجها الأطباء ، فمنها المرض الذي يحتاج إلى جلسة علاج واحدة ويكون بعدها الشفاء بإذن الله تعالى ، ومنها ما يحتاج إلى عشرات الجلسات ، بل إن بعض التلبس أشد من بعض الأمراض العضوية لأنه ليس بجرثومة تقتل بالمضاد الحيوي ، بل إنه جان له عقل وله قوة ومكر وخديعة ، ثم إن الرقاة مثلهم مثل الأطباء بالنسبة للخبرة والمعرفة ، فتجد الطبيب الخبير وتجد الطبيب الجاهل ، الذي لا يحسن التشخيص ويتخبط في وصفاته للدواء . والقراء منهم من له الخبرة في تشخيص المرض واختيار الآيات والأدعية المناسبة ومنهم من يقرأ الرقية بقلب غافل وفكر مشغول ولا يعلم من أصول الرقية شيئا البته ، وقد تذهب للراقي الجيد المشهود له بالخبرة والتجربة والتقوى وتلاحظ اختلافا في قوة قراءته من جلسة إلى أخرى لأن النفس لها إقبال وإدبار وهذه سنة الله في خلقه ، وهذا لا يعني أن نعتقد بالأشخاص بل إن العبرة بكلام الله تعالى ، وينبغي على المريض بالسحر أو المس أو العين أن يلتمس الرقية مع أكثر منع راقي حتى يعافيه الله من ذلك المرض .
أما الماء والزيت والعسل وغيرها من الأدوية المباحة ما هي إلا أسباب تساعد على إضعاف الجن وإبطال السحر وفك العين وذلك ببركة القراءة وبركة الدواء إذا كان مباركا مثل العسل وزيت الزيتون وماء زمزم .
وتعتقد طائفة من المرضى أنه لا يتم شفاؤهم حتى يرقيهم الشيخ الفلاني، فتجد قلوبهم معلقة بهذا الإنسان الضعيف ومثل هؤلاء يجب عليهم أن يتوبوا إلى الله وان يحسنوا الظن به فالشافي هو الله وحده ، هو الذي انزل البلاء وهو الذي يرفعه متى ما شاء . وأن الشيخ المعالج لا يشفي أحدا ، ولكنه يقرأ من كتاب الله عز وجل وذلك إيمانا وتصديقا لقوله تعالى : } وَنُنَزّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ { ، وكم نسمع أن الشيخ الفلاني طريح الفراش إثر وعكة صحية ألمت به أو أدخل المستشفى وهو بالأمس يعالج المرضى !! ، فلو كان بيده الشفاء لماذا لم يشف نفسه ؟. وهذا لا يعني أن لا نسأل أحدا الرقية ، فلقد كانت أم المؤمنين/ عائشة رضي الله عنها ترقي النبي بيد نفسه في مرضه الذي مات فيه . وهناك حالات لا يستغني معها بالاستعانة بذوي الخبرة من بعد الاستعانة بالله سبحانه وتعالى ، ومنها بعض حالات المس التي يحول الشيطان بين المصاب وبين ذكر الله عز وجل ، وبينه وبين التركيز عند القراءة والذكر .
ومن متابعتي لكثير من الحالات وجدت أن الشيطان ينهار بسرعة ويكون الشفاء أقرب بإذن الله تعالى عندما تجتمع الأمور التالية :
عندما يكون المصاب على دراية تامة خالية من الشك بأنه مصاب بمس من الشيطان.
عندما يكون المصاب محافظاً على الطاعات ومجتنبا للمحرمات والمنهيات .
عندما يكون المصاب متوجها إلى الله بالذكر والدعاء ، محافظاً على أذكار الصباح والمساء.
عندما يكون المصاب متوكلاً على الله مبتعدا عن السحرة والمشعوذين .
عندما يكون المصاب عازماً على إهلاك الشيطان المتسلط عليه بكل السبل والأسباب المباحة ، مهما أدت تلك السبل إلى التعب والسهر والجهد وانتقام الشياطين .
عندما يكون يقين واعتقاد المصاب موافقا لكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه.
إذا كان المصاب له دراية في الرقية الشرعية ، ويرقي نفسه في كل حين .
عندما يكون المصاب يتعالج عند الراقي التقي الورع المحنك الذي له دراية في مكر وخداع الشياطين .
عندما يكون محافظاً على استخدام العلاجات المباحة التي تزعج الجن .
فإذا كنت أيها المصاب تستطيع اتخاذ الأسباب التي تساعد على علاج مرضك فبادر باتخاذها وهي على النحو التالي :
المحافظة على الطاعات واجتناب المعاصي والمحرمات .
المحافظة على أذكار الصباح والمساء .
المحافظة على قراءة القران .
المحافظة على قراءة سورة البقرة في كل يوم إن أمكن ، وحبذا لو كانت القراءة في نفس المسكن الذي تنام فيه . لماذا" لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "اقْرَأُوا الْقُرْآنَ. فَإِنّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ. اقْرَأُوا الزّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ. فَإِنّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنّهُمَا غَمَامَتَانِ. أَوْ كَأَنّهُمَا غَيَايَتَانِ. أَوْ كَأَنّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافّ. تُحَاجّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَأُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ. فَإِنّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ. وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ. وَلاَ يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ". قَالَ مُعَاوِيةُ: بَلَغَنِي أَنّ الْبَطَلَةَ السّحَرَةُ
ويقول رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم"إِنّ الله كَتَبَ كِتَابَاً قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِأَلْفَي عَامٍ أَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ البَقَرَةِ، وَلاَ يُقْرَآنِ في دَارٍ ثَلاَثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ". وعن أَبي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيّ قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأَ الاَيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ".
إذا كنت تعاني من مس أو سحر فالأولى أن لا تنام منفرداً . عن معاذ بن جبل أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم، يأخذ الشاة القاصية والناحية، فإياكم والشعاب، وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد». رواه أحمد
المحافظة على قراءة بعض السور التي تزعج الشياطين مثل البقرة وآل عمران وسور يس والصافات والدخان والرحمن والواقعة والجن والإخلاص والفلق والناس. إذا كنت لا تستطيع القراءة يمكنه الاستماع عن طريق المسجل .
احرص على القراءة أو الاستماع إلى آية الكرسي مكررة على شريط كاسيت في كل يوم.
احرص على استماع آيات السحر مكررة على شريط كاسيت في كل يوم ، إذا كنت مصابا بسحر .
احرص على استماع آيات العين مكررة على شريط كاسيت في كل يوم إذا كنت مصابا بعين أو بعين مصحوبة بجن .
اقرأ بيقين وحضور قلب آيات وأدعية الرقية الشرعية يوميا في الصباح والمساء.
أكثر من الدعاء والإلحاح فيه : يقول تعالى: } وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلّهُمْ يَرْشُدُونَ{. ويقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:َ لا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الاسْتِعْجَالُ قَالَ يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ. رواه مسلم ، ويقول سفيان بن عيينه : لا يمنعن أحدكم من الدعاء ما يعلم من نفسه ، فقد أجاب الله دعاء شر الخلق إبليس إذ قال:} قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنّكَ مِنَ المُنظَرِينَ {[الأعراف:15].
الصبر على البلاء : يقول سبحانه تعالى في سورة البقرة :} وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثّمَرَاتِ وَبَشّرِ الصّابِرِينَ * الّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنّا للّهِ وَإِنّآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مّن رّبّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ { ، يقول ابن كثير في تفسيره : بين تعالى من هم الصابرين الذين شكرهم فقال الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أي تسلوا بقولهم هذا عما أصابهم وعلموا أنهم ملك لله يتصرف في عبيده بما يشاء وعلموا أنه لا يضيع لديه مثقال ذرة يوم القيامة فأحدث لهم ذلك اعترافهم بأنهم عبيده وأنهم إليه راجعون في الدار الآخرة . لهذا أخبر تعالى عما أعطاهم على ذلك فقال" أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مّن رّبّهِمْ وَرَحْمَةٌ " أي ثناء من الله عليهم قال سعيد بن جبير: أي آمنة من العذاب "وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب نعم العدلان ونعمت العلاوة " أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مّن رّبّهِمْ وَرَحْمَةٌ " فهذان العدلان " وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " فهذه العلاوة وهي ما توضع بين العدلين وهي زيادة في الحمل فكذلك هؤلاء أعطوا ثوابهم وزيدوا أيضا.
ويقول سبحانه وتعالى في سورة البقرة : } أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنّةَ وَلَمّا يَأْتِكُم مّثَلُ الّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مّسّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ وَالضّرّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتّىَ يَقُولَ الرّسُولُ وَالّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىَ نَصْرُ اللّهِ أَلآ إِنّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ { يقول ابن كثير: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة قبل أن تبتلوا وتختبروا وتمتحنوا كما فعل بالذين من قبلكم من الأمم ولهذا قال "وَلَمّا يَأْتِكُم مّثَلُ الّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مّسّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ وَالضّرّآءُ " وهي الأمراض والأسقام والآلام والمصائب والنوائب أ.هـ.
وجاء في صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ. وفي مسند أحمدِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمأَنَّهُ قَالَ: لا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ وَلا نَصَبٌ وَلا وَصَبٌ وَلا أَذًى إِلا كُفِّرَ عَنْهُ . وعند ابن ماجة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ.
عظمت دونه الخطوبُ وجلتْ
وإذا مســك الزمان بضرٍ
سـئمت نفسك الحياةَ وملتْ
وأتت بعـده نوائبُ أخرى
فالرزايــا إذا توالـتْ تولتْ
فاصطبرْ وانتظر بلوغَ الأماني
وليعلم المصاب أنه إذا اشتد عليه الكرب فانه يحتاج حينئذ إلى مجاهدة الشيطان، لأنه سوف يأتيه فيقنطه ويسخطه فيحتاج إلى مجاهدته ودفعه ، وليعلم المصاب أنه إذا اشتد عليه الكرب وعظم الخطب كان الفرج حينئذ قريبا في الغالب .
ذرعـاً، وعند الله منها المخرجُ
ولرب نازلةٍ يضيقُ لهــا الفتى
فُرِجَت ، وكنت أظنها لا تفرجُ
ضاقت فلما استحكمت حَلَقَاتها
ومن الملاحظ أن بعض المرضى يوحي لهم الشيطان بأنه لا فائدة من العلاج وانه شيطان مارد شديد البأس وله قوة تحمل لا مثيل لها ، فعلى المريض أن يدرك أن هذا تلاعب من الشيطان حتى يقنطه من رحمة الرحمن ، جاء في سنن ابن ماجة ومسند احمد عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّه ِصلى الله عليه وسلم ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ وَقُرْبِ غِيَرِهِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يَضْحَكُ الرَّبُّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ لَنْ نَعْدَمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا.
وإياك أن تفكر بالانتحار: إذا ما إشتدت عليك الرزايا والخطوب ، فإن عذاب الله ليس كمثله عذاب ، وعذاب الله أبدي سرمدي ، وعذاب الدنيا زائل ، يقول تبارك وتعالى : }يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُوَاْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مّنْكُمْ وَلاَ تَقْتُلُوَاْ أَنْفُسَكُمْ إِنّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً{[النساء:29] ، وروى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا .
لكان الموتُ راحةَ كل حَـي
فلو كنا إذا مُتْنـا تُرِكْنا
ونسأل كلنـا عن كل شـي
ولكنا إذا مُتْنــا بعثنا
لا تجعل المرض يشغل كل وقتك وتفكيرك ، حاول أن تشغل نفسك عن المرض بالعمل وزيارة الأقارب وحضور المحاضرات الدينية ومجتمعات الصالحين الذين يدعون ربهم الغداة والعشي يريدون وجه ، وابتعد عن العزلة والانفراد ، فإن كثرة التفكر في المرض واعتزال المجتمع منفذ يدخل منه الشيطان عليك بالقنوط وسلب الإرادة .
لا يكن حالك حال كثير من المرضي الذين فشلوا في العلاج والسبب في ذلك الملل وضعف الهمة ، فتجدهم يجتهدون اسبوعاً ثم يتوقفون شهراً ، يذهبون للقارئ الفلاني شهر ثم يبحثون على غيره ويستمرون مع غيره لمدة اسبوعا ثم يتوقفون مدة من الزمن ثم يرجعون للراقي الأول ، يتسخدمون بعض العلاجات ثم يملون ، وتطول معهم المدة فلا هم ينقطعون عن العلاج ولا هم يواصلون ، يقول الشاعر :
حـيران لا ظَفـَرٌ ولا إخفاق
ومـُشَتت العزمات ينفق عمرَه
ويقول آخر :
حتى إذا فات أمرٌ عاتب القدَرا
وعاجزُ الرأيِ مضياعٌ لفُرْصَتِهِ
بعض المرضى يبدأ في العلاج بالرقية وما عساه ان يشعر بشيء من التحسن تجده يتوقف أو يتقاعس عن مواصلة العلاج ويقول طالت المدة وأصابني الملل إلى متى وأنا على هذا الحال ، ولسان حاله يقول :
يغيره ريحا ولونا ومطعما
وطولُ مقام الماء في مستقره
وهذا من الغباء ، والحال متغيرة من حسن الى الأحسن ، والشجرة إذا ما قُلعت من جذورها قد تخرج لها فروع جديدة ، يقول ابن القيم في الفوائد: أغبى الناس من ضل في آخر سفره وقد قارب المنزل.
ربما ذهب المصاب إلى الراقي وبعد القراءة تحصل له زيادة في المرض والبلاء فليصبر وليحتسب وليعلم أن هذه الزيادة لا تدوم كثيراً بإذن الله تعالى .
من الملاحظ أن غالبية المرضى يثقون بالمعالج ثقة عمياء ، فنجدهم يخبرون القارىء بخصوصياتهم ومشاكلهم العائلية ويستشيرونه في الصغيرة والكبيرة ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ثقة العامة بأهل القران ولله الحمد ، ولكن هل كل الرقاة من أهل القران حقيقة ؟ ، وهل كل الرقاة من أهل الخبرة والنصيحة والرأي السديد ؟ وهل كل الرقاة يحافظون على أسرار المرضى ؟ .
فينبغي على المريض أن لا يخبر المعالج إلا بما له علاقة بمرضه أو ببعض المعلومات التي تساعد المعالج في تشخيص المرض فقط . ولا يستفتيه إلا إذا كان أهلا للفتوى، ولا يستشيره إلا إذا علم أنه ممن يوثق بعلمه وبحكمته وخبرته في الحياة .
ولا يُعدُ هذا الكلام تحاملا وطعنا بالقراء ، فالقراء المخلصون الصادقون الأتقياء موجودون ولكن تشبه بهؤلاء أناس أرخوا اللحى وقصروا الثياب واتخذوا من القراءة مهنة وتجارة مضمونة الربح على حساب مرضى المسلمين.
[1] إذا كان المسحور مصروفاً بفكره وعقله وعاطفته فمن الصعب جداً أن يقتنع أو أن يتراجع عن وجهة نظره إلا مع الإلحاح والتبصرة بالحكمة واللين ثم بتقوية إيمانياته وحسن توكله على الله تعالى.
0 Comments: