الخستيريا
الهيستريا إضطراب نفسى تحولى ، حيث تتحول فيه الإنفعالات النفسية إلى أعراض عضوية، دون وجود مرض فعلى ، لتظهر فى صورة خلل حسى او حركى لا إرادى ، ويعزو علماء النفس سبب تلك الحالة إلى مايعرف بالهروب من الواقع ، حيث يعمد العقل الباطن إلى هذه الحيلة النفسية للهروب من صراع نفسى أو صدمة عافية ، وهو اكثر إنتشارا فى النساء عن الرجال . ولقد حار الاطباء كثيرا فى مسألة تفسير الاسباب التى تدفع إلى الهستريا ، لكن بعد طول دراسة توصلوا إلى مجموعة من العوامل ، والتى تتضافر مع بعضها فى نفس الوقت لتحدث حالة الهستريا .. وتأتى الطبيعة الشخصية للفرد على قمة هذه العوامل ، فقد قسم علم النفس الناس بناء على تكوينهم النفسى إلى عدد من الشخصيات ، منها الشخصية الهيستيرية ، والتى تكون شخصية ذات عاطفة زائدة وحساسية مفرطة وسطحية المشاعر ، هذه الشخصية إذا تم وضعها تحت عبء وضغط نفسى مبالغ فيه ، فإنها قد تصاب بحالة من الهيستريا . وتعتبر العوامل البيئية والظروف المحيطة من العوامل التى ينبغى أن تتواجد لتسبب الهيستريا ، فقد لوحظ أن مريض الهستريا لاوبد وأن يعانى فى مرحلة ما من حياته من ظروف حياتية سلبية مثل التفكك الأسرى ، القهر ، الإعتداء الجسدى أو النفسى ، أو حتى عدم الشعور بالأمان ، مما يولد لديه حالة من الإحباط سرعان ماتتحول إلى كبت وثورة داخلية ، تنتظر أن تنفجر وتعلن عن نفسها ، لتظهر لاحقا فى صورة أعراض الهستريا المرضية . وعلى نفس السياق فإن للوراثة دور هام ، ليس من الناحية الجينية فحسب ، بل إن الطفل الذى يولد لأبوين ذو شخصية هستيرية عادة مايكتسب منهم تلك الصفة لاحقا ، ليصبح نسخة نفسية أخرى من أبويه .. كما أن التدليل الزائد أو القسوة الزائدة تسهم بدور رئيسى فى ظهور الهستريا المبكرة لدى الأطفال . وعادة مايعانى مريض الهستريا فى نوباته من بعض الأعراض الجسمانية التى عادة ماتزول خلال دقائق أو حتى ساعات ، إذ قد يعانى مريض الهستريا من حالة من التشنجات التى تشبه إلى حد كبير مريض الصرع ، أو الشلل المؤقت فى أحد الأطراف أو حتى كليهما ، أما فقدان القدرة على النطق والكلام فيعتبر من الأعراض الأساسية التى غالبا مانراها فى مريض الهستريا . وينحصر علاج الهستريا ف العلاج النفسى ، إذ يجب تهدئة المريض وإحتوائه ، وإحاطته بالمشاعر الإيجابية كالحب والحنان والهدوء ، ويعتبر التواصل والحوار من الأمور الهامة التى يجب أن يتضمنها العلاج النفسى .. أما اثناء النوبات فيمكن إعطاء حقنة مهدئة مثل النيوريل بهدف تثبيط الجهاز العصبى إلى حد معقول .
0 Comments: