السُّعال الديكي whooping cough
السُّعال الديكي whooping cough
، ويُعرف باسم الشاهوق pertussis أيضاً، هو عدوى جرثومية تُصيب الرئتين والمجاري التنفسية، ويُعدُّ مرضاً مُعدياً جداً.
تُسبِّب هذه الحالةُ نوبات من السعال المتكرِّر قد تستمرُّ شهرين أو ثلاثة أشهر أو أكثر، ويمكن أن تُسبِّب توعّكاً شديداً للأطفال المصابين بها.
تنتشر العدوى بالسُّعال الديكي عن طريق استنشاق رذاذ سعال شخص مُصاب بالعدوى.
أعراض السعال الديكي
تكون الأعراضُ الأوَّلية للسعال الديكي مشابهةً لأعراض الزكام، مثل السيلان الأنفي واحمرار العينين وسيلان الدمع من العينين وألم في الحلق وارتفاع طفيف في درجة الحرارة. ثم تبدأ نوباتُ السعال الشديد بعدَ أسبوع من ذلك.
غالباً ما تدوم النوبةُ الواحدة بضعَ دقائق، وتميل إلى الحدوث ليلاً أكثر من النهار.
غالباً ما يخرج مع السعال مخاطٌ ثخين، وقد يتقيَّأ المريض بعدَه.
قد يشهق المريضُ بين نوبات السعال المتكرِّرة لكي يتنفَّس، فيبدو صوته مثل صياح الديك، وهو سببُ تسمية المرض بهذا الاسم، وذلك رغم أنَّ هذا العَرَض لا يظهر دائماً لدى جميع المرضى.
قد تؤدِّي شدةُ السعال إلى احمرار الوجه، وحدوث نزوف نقطية تحت الجلد أو في العينين.
قد يواجه الأطفال الصغار انقطاعاً مؤقَّتاً في التنفس يؤدِّي إلى تبدل لون البشرة إلى اللون الأزرق. وعلى الرغم من أنَّ التنفس يعود مجدَّداً وبسرعة، ولكنَّ مظهرَ الطفل يبدو مُقلِقاً أكثر مما هو في الحقيقة.
قد لا يظهر عَرَضُ السُعال عند الطفل إذا كان صغيراً جداً، ولكن تُلاحظ عليه فترات قصيرة من انقطاع التنفس.
بعدَ فترة من الزمن، تتراجع شدة نوبات السعال وعددها، ثم تتوقَّف نهائياً بعدَ فترة تصل إلى بضعة أشهر أحياناً.
انتشار المرض
يمكن للسُّعال الديكي أن يُصيبَ المرضى من أي عمر، ويشمل ذلك:
· الرضَّع والأطفال الصغار، ويواجه الأطفال دون ستَّة أشهر خطراً متزايداً للإصابة بمضاعفات السعال الديكي.
· الأطفال الأكبر سناً والبالغين، ويكون المرضُ أقلَّ خطورة لدى هؤلاء، على الرغم من أنه يُسبب لهم أعراضاً مزعجة.
· الأشخاص الذين سبقت لهم الإصابةُ بالسعال الديكي، حيث إنَّ الإصابةَ بالسعال الديكي لا تمنح المريض مناعةً ضده، على الرغم من أن الإصابةَ الثانية بالمرض تكون أقلَّ شدةً من الإصابة الأولى.
· الأشخاص الذين جرى تلقيحُهم ضد السعال الديكي في فترة الطفولة، حيث تتلاشى المناعة ضدَّ السعال الديكي مع مرور الوقت.
تنتقل العدوى بالسعال الديكي عن طريق المخالطة المباشرة للمريض. ويُصبح المريض ناقلاً للعدوى اعتباراً من اليوم السادس تقريباً لالتقاطها، أي بعدَ أن تظهر الأعراض الشبيهة بالزكام عليه، ويحتفظ المريض بقدرته على نقل العدوى حتى ثلاثة أسابيع من بدء نوبات السعال.
تساعد المضادَّاتُ الحيوية على اختصار المدة التي يكون فيها المريض ناقلاً للعدوى.
متى ينبغي طلب المشورة الطبية؟
ينبغي طلبُ استشارة الطبيب إذا كان الطفلُ يشكو من:
أعراض السعال الديكي.
السعال لأكثر من ثلاثة أسابيع.
سعال شديد، أو إذا كان السعال يتفاقم لديه يوماً بعد يوم.
وينبغي طلبُ المعالجة الإسعافية أو التوجه بالطفل إلى قسم الطوارئ في أقرب مركز طبي أو مستشفى إذا كان الطفل يشكو من:
صعوبة كبيرة في التنفس، أو شعور بالاختناق أو ضيق تنفس، أو من فترات ينقطع تنفُّسه فيها بشكل كامل أو شبه كامل، أو إذا ظهر عليه تبدُّل في لون بشرته.
ظهور مضاعفات السعال الديكي، مثل الاختلاجات أو الالتهاب الرئوي.
علاج السعال الديكي
يعتمد علاجُ السعال الديكي على عمر المريض وطول فترة إصابته بالعدوى.
يكون من الضروري عادةً تقديمُ العلاج في المستشفى للأطفال دون ست سنوات الذين يعانون من إصابة شديدة بالمرض، والمرضى المصابين بأعراض شديدة.
يُعطى المرضى الذين انتقلت إليهم العدوى منذ أقلّ من ثلاثة أسابيع مضادَّات حيوية كي يتناولوها في المنزل، وتهدف هذه المضاداتُ إلى إيقاف انتشار العدوى، ولكنَّها قد لا تُقلِّل من شدة الأعراض.
لا يُعطى المرضى الذين انتقلت إليهم العدوى منذ أكثر من ثلاثة أسابيع أيّة علاجات نوعية، وذلك لأنهم لم يعودوا ناقلين للعدوى بعدَ تلك الفترة، كما لا يُتوقع أن تُحسِّن المضادات الحيوية من حالة المريض.
في حال رعاية طفلٍ مُصاب بالسعال الديكي في المنزل، يجب تقديمُ وفرة من السوائل له، ومساعدته على التخلُّص من المخاط في الفم، وإعطاؤه بعض الأدوية المسكنة للألم والخافضة للحرارة، مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين.
ينبغي تجنُّبُ استخدام أدوية السعال، وذلك لأنها غير مناسبة للأطفال الصغار من جهة، ولا تُخفِّف كثيراً من شدة السعال من جهة أخرى.
الوقاية من انتشار العدوى
ينبغي على المرضى بالسعال الديكي، الذين يتناولون المضادات الحيوية، اتِّباع التعليمات التالية لمنع انتشار العدوى إلى الأشخاص الآخرين:
التوقُّف عن الذهاب إلى الروضة أو المدرسة أو العمل لمدة خمسة أيام بعدَ البدء بتناول المضادات الحيوية، أو لمدة ثلاثة أسابيع اعتباراً من بدء نوبات السعال (أيهما أقرب).
تغطية الفم والأنف بمنديل ورقي في أثناء السعال أو العطاس، والتخلُّص من المنديل فوراً.
غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون.
وقد يوصي الطبيبُ بإعطاء بقية أفراد العائلة الذين يقطنون في المنزل نفسه مضادَّات حيوية وجرعة من لقاح السعال الديكي، لوقايتهم من الإصابة بالعدوى.
لقاح السعال الديكي
تتوفر ثلاثةُ أنواع من لقاحات السعال الديكي الروتينية التي يمكن أن تقي الرضَّع والأطفالَ من الإصابة به، وهي:
لقاح السعال الديكي في أثناء الحمل، حيث يؤمِّن هذا اللقاحُ وقايةً للطفل والأم من الإصابة بالمرض طوالَ الأسابيع الأولى من حياة الطفل. ويُعطى هذا اللقاح في أقرب فرصة بعدَ الأسبوع العشرين من الحمل.
اللقاح الخماسي، ويُعطى للأطفال بعمر 8 و 12 و 16 أسبوعاً من العمر.
اللقاح الرباعي، ويُعطى للأطفال بعمر 3 و 4 أشهر.
ومن الجدير ذكرُه بأنَّ اللقاحَ لا يوفر مناعةً دائمةً ضد السعال الديكي، ولكنه يقي الأطفالَ من الإصابة بالمرض، أي حين تكون مضاعفاتُ المرض أشد خطورة.
لا يُلقّح الأطفالُ الأكبر سناً والبالغون بصورة دورية، ما لم تكن أماً حاملاً أو كان هناك انتشار جائحة للمرض.
مضاعفات السعال الديكي
يكون السعالُ الديكي أشدَّ خطورةً عند المواليد الجدد والأطفال دون ستة أشهر، وتواجه هؤلاء الأطفال المضاعفات التالية:
التجفاف dehydration.
صعوبات التنفُّس.
نقص الوزن.
الالتهاب الرئوي.
الاختلاجات.
المشاكل الكلوية.
الضرر الدماغي الناجم عن نقص الأكسجين الواصل إلى الدماغ.
الموت في حالات قليلة جداً.
وغالباً ما تكون الإصابةُ أقلَّ شدةً عند الأطفال الأكبر سناً والبالغين، ومع ذلك فهم يواجهون مضاعفاتٍ ناجمة عن السعال المتكرِّر ، مثل الرعاف الأنفي أو تكدم الأضلاع أو الفتق
0 Comments: