الادمان
ليس كل مدمن سيئ بل الكثير منهم يتألم ، يجب أن نوقن بأن علاج الإدمان ممكناً وليس كما يزعم البعض بأن الإدمان ليس له علاج.
يجب أولاً أن نجيب على السؤال الذي يدور في أذهان الكثير من الناس وهو لماذا يدمن الانسان مع أنه يدرك أنه يقتل نفسه بهذا السلوك؟ وليس هذا فقط فهو أيضاً يدرك مدى التأثير السلبي الذي يحدثه في أسرته والمحيطين به.
السبب الأساسي في مخ الانسان.... فإن نشاط مخ الانسان وتحرك المواد الكيميائية بين خلاياه قائم على حقيقة تبدو بسيطة ولكنها أساسية وبديهية وهي تحقيق أقصى درجات اللذة وتقليل الألم ولا يمكن أن نتخيل أو أن نزعم إتجاهاً عكسياً لهذا النشاط أي أن يكون موجهاً نحو تقليل اللذة وزيادة الألم.
ومن هنا فإن الانسان يتجه تلقائياً عند الخطر أو تحت ضغوط معينة أو في ظروف خاصة نحو بعض المواد التي تعينه على تحقيق أقصى درجات اللذه وتساعده على زوال ما يشعر به أو يعاني منه من ألم، والمقصود باللذة هنا اللذة النفسية: أي الاحساس بالسعادة والاسترخاء والأمان والثقة والطمأنينة.
يجب أولاً أن نجيب على السؤال الذي يدور في أذهان الكثير من الناس وهو لماذا يدمن الانسان مع أنه يدرك أنه يقتل نفسه بهذا السلوك؟ وليس هذا فقط فهو أيضاً يدرك مدى التأثير السلبي الذي يحدثه في أسرته والمحيطين به.
السبب الأساسي في مخ الانسان.... فإن نشاط مخ الانسان وتحرك المواد الكيميائية بين خلاياه قائم على حقيقة تبدو بسيطة ولكنها أساسية وبديهية وهي تحقيق أقصى درجات اللذة وتقليل الألم ولا يمكن أن نتخيل أو أن نزعم إتجاهاً عكسياً لهذا النشاط أي أن يكون موجهاً نحو تقليل اللذة وزيادة الألم.
ومن هنا فإن الانسان يتجه تلقائياً عند الخطر أو تحت ضغوط معينة أو في ظروف خاصة نحو بعض المواد التي تعينه على تحقيق أقصى درجات اللذه وتساعده على زوال ما يشعر به أو يعاني منه من ألم، والمقصود باللذة هنا اللذة النفسية: أي الاحساس بالسعادة والاسترخاء والأمان والثقة والطمأنينة.
إذن قد يلجأ الانسان إلى تعاطي بعض المواد الكيميائية التي تعزز هذا الشعور وتقلل من إحساسه بالاحاسيس الغير طيبة (كالحزن والقلق والاكتئاب) وهذا ما يدفعه إلى تكرار تعاطيها لما لها من تأثير على نفسه يبدو تأثيراً جيداً. وهذا التأثير يجعل المدمن غافلاً عن التأثير السلبي لهذه الواد حيث أنه لا يجد سبيلاً لتعزيز ذاته إلا بهذه المواد. فهذه المواد المخدرة تساعده على الهروب إلى حالة من الاسترخاء الجسدي فلا يشعر به ولا يشعر بالأذى الذي تسببه هذه المادة، فالمادة المخدرة بالنسبة له مضادة للألم ومضادة لخيبة الأمل ومضادة لأحاسيس الفشل المرة.
انها بديل الصبر، فهذه المادة تبدد مؤقتاً –ولو لوقت قليل- كل هذه المشاعر السلبية بل وأيضاً تقدم أحلاماً ونشوى وهمية وحلولاً سهلة لكن غير واقعية لمشاكل لا حل لها وفي ظل المادة المخدرة تبدو الأمور سهلة وهينة في عينه. تحت تأثير المادة المخدرة يصبح المدمن أصبر الصابرين وأقواهم بل تجعله ينسى كراهيته لنفسه وكراهيته الآخرين له، وما أقسى هذا الشعور على نفس الانسان. لكن للأسف كل هذا الشعور لا يستمر طويلاً فسرعان ما يتجرع علقم الحقيقة بعد ما كان يغرق في بحر الأوهام والخيال.
إذن فإنه على الرغم من الإختلاف الكيميائي بين المواد التي تسبب التعود أو الإدمان إلا أن جميعها تشترك في شيء واحد ألا وهو إحداث تأثير محبب يفتقر إليه الشخص الذي يتعاطى أو يدمن هذه المادة.
إذن فإنه على الرغم من الإختلاف الكيميائي بين المواد التي تسبب التعود أو الإدمان إلا أن جميعها تشترك في شيء واحد ألا وهو إحداث تأثير محبب يفتقر إليه الشخص الذي يتعاطى أو يدمن هذه المادة.
بعد الحديث عن تأثير هذه المواد على شخصية المدمن تنتقل إلى التعرف على شخصية المدمن أو الذي سيدمن فيتصف بأنه إنسان غير ناضج وعاجز عن مواجهة مشاكله والوقوف أمامها , ومحاولة حلها... عاجز عن إقامة علاقات ثرية ومشبعة وثابتة ومستمرة مع الآخرين، ولا يقوى على تحمل مشاعر الإحباط. بصفة عامة هو إنسان إعتمادي سلبي ليس له شخصية استقلالية يلجأ إلى الحلول قصيرة المدى والتي تحقق إشباعاً سريعاً حتى ولو مؤقتاً. فهو يفتقر للحزم والحسم وبعد النظر ولا يقوى على تأجيل رغباته ويسعى لإشباع غرائزه وتحقيق رغباته تحقيقاً فورياً.
نجد أن الإدمان المواد المخدرة ينتشر بين نوعين من الشخصيات:
نجد أن الإدمان المواد المخدرة ينتشر بين نوعين من الشخصيات:
1.الشخصية السيكوباتية Antisocial Personality Disorder
وجد أنه من 35-60% من المدمننين من ذوي الشخصية السيكوباتية.
هذا الشخص منذ أن كان صغيراً...طفلاً أو على أعتاب المراهقة؛ نجده عنيفاً عنيداً عدوانياً، ليس كبقية الأطفال.. من الصعب أن تحبه أو أن تتآلف معه.. يثيرك بنظرات التحدي من عينيه ويستدر غضبك بتعبيرات اللامبالاه على وجهه إذا أخطأ. يسرق.. يكذب.. يهرب من المدرسة.. يهرب من البيت.. يتبجح مع والديه.. يؤذي إخوانه وأصدقائه.
هكذا تظهر ملامح الشخصية السيكوباتية في سن مبكرة وتترسخ مع الأيام وتزداد عنفا ويزداد الشخص عدوانية ضد المجتمع فيدوس الرقاب ويلوي الأذرع ويحرق الزرع ويهدر الأمن ويدوس الشرف. همه الأوحد والدائم نحو تحقيق ملذاته وإرضاء نزواته على حساب كل إنسان أيّن كان وعلى حساب كل القيم المتعارف عليها من مجتمعه.
يسرق.. يرتشي.. ينصب.. يخادع.. يؤذي.. يعطي وعوداً كثيرة ولا يفي بأي منها.. لا يحترم القوانين أو الأعراف أو التقاليد وليس لديه ولاء لأحد إلا نفسه.. يُسخِّر الجميع للاستفاده منهم لإستغلالهم والاستفادة منهم وأحياناً إبتزازهم.. لا يتعلم من أخطاءه ولا يشعر بالذنب تجاه أحد.. لا يعرف الحب ولكنه بارع في الإيقاع بضحاياه حيث يوهمهم به ويغريهم بالوعود الزائفة.
منهم الأذكياء ومنهم الأغبياء... منهم القادرون على إخفاء شرورهم وإظهار عكس الحقيقة فيبدو هذا السيكوباتي المبدع وكأنه الرجل الطيب الأمين الشريف الكريم.
وبشكل عام لا يتعلم السيكوباتي من أخطاءه ولا يجدي معه العقاب وكل تجار المخدرات بدون اسثناء من الشخصيات السيكوباتية، ومن الجائز أن نقول أن معظم السيكوباتيين يلجأون لمثل هذه المواد لكن هذا لا يعني أن كل المدمنين سيكوباتيين.
هذا الشخص منذ أن كان صغيراً...طفلاً أو على أعتاب المراهقة؛ نجده عنيفاً عنيداً عدوانياً، ليس كبقية الأطفال.. من الصعب أن تحبه أو أن تتآلف معه.. يثيرك بنظرات التحدي من عينيه ويستدر غضبك بتعبيرات اللامبالاه على وجهه إذا أخطأ. يسرق.. يكذب.. يهرب من المدرسة.. يهرب من البيت.. يتبجح مع والديه.. يؤذي إخوانه وأصدقائه.
هكذا تظهر ملامح الشخصية السيكوباتية في سن مبكرة وتترسخ مع الأيام وتزداد عنفا ويزداد الشخص عدوانية ضد المجتمع فيدوس الرقاب ويلوي الأذرع ويحرق الزرع ويهدر الأمن ويدوس الشرف. همه الأوحد والدائم نحو تحقيق ملذاته وإرضاء نزواته على حساب كل إنسان أيّن كان وعلى حساب كل القيم المتعارف عليها من مجتمعه.
يسرق.. يرتشي.. ينصب.. يخادع.. يؤذي.. يعطي وعوداً كثيرة ولا يفي بأي منها.. لا يحترم القوانين أو الأعراف أو التقاليد وليس لديه ولاء لأحد إلا نفسه.. يُسخِّر الجميع للاستفاده منهم لإستغلالهم والاستفادة منهم وأحياناً إبتزازهم.. لا يتعلم من أخطاءه ولا يشعر بالذنب تجاه أحد.. لا يعرف الحب ولكنه بارع في الإيقاع بضحاياه حيث يوهمهم به ويغريهم بالوعود الزائفة.
منهم الأذكياء ومنهم الأغبياء... منهم القادرون على إخفاء شرورهم وإظهار عكس الحقيقة فيبدو هذا السيكوباتي المبدع وكأنه الرجل الطيب الأمين الشريف الكريم.
وبشكل عام لا يتعلم السيكوباتي من أخطاءه ولا يجدي معه العقاب وكل تجار المخدرات بدون اسثناء من الشخصيات السيكوباتية، ومن الجائز أن نقول أن معظم السيكوباتيين يلجأون لمثل هذه المواد لكن هذا لا يعني أن كل المدمنين سيكوباتيين.
2. الشخصية الإكتئابية Depressive Personality Disorder
هو إنسان أميل في مزاجه العام إلى الإحساس المستمر بالحزن وافتقاد الرغبة والحماس لكثير من الأشياء التي تثير حماس واهتمام باقي البشر. هذا الإنسان مُعرض لنوبات حادة من هبوط المعنويات ، والإحساس القوي بالإكتئاب لعدة أيام قد يقاومها بإحدى المواد المخدرة أو المنشطة بشكل متقطع أو مستمر وقد يقوده سوء الاستعمال لمثل هذه المواد إلى التعود عليها أو إدمانها ولا سلوى له إلا هذه المادة التي يعرف أنها ترفع معنوياته وتجلب بعض السرور الذي يفقده بشكل دائم.
وقد وُجِد أن ثلث المدمنين على الأفيون يكونون من أصحاب الشخصية الاكتئابية وحوالي 40% منهم يدمنون الخمور.
وقد وُجِد أن ثلث المدمنين على الأفيون يكونون من أصحاب الشخصية الاكتئابية وحوالي 40% منهم يدمنون الخمور.
لذا لا بد أن نعي حقيقة مهمة جداً جداً: المدمن إنسان مريض....لابد أن يفهم المدمن ذلك
ونتمنى أن يخضع المدمن للعلاج قبل أن يحاكم إذا تورط في امر قانوني
لابد من علاجه قبل محاكمته بواسطة مجتمع علاجي تأهيلي وبعدها يخضع للمحاكمة
هذا ليس كلاماً غريباً.......... هذا ما يتم في معظم بلدان العالم التي فهمت نفسية المدمن وتسعى في اصلاحها لا التخلص منها.
يجب أن تفهم الجهات المسئولة هذا الأمر........ المدمن مريض وليس مجرم... حالات الادمان التي تخضع للسجن تحتاج إلى العلاج أولاً ثم بعد ذلك تخضع للمحاكمة إن لم يتعاونوا في العلاج
لذا يتطلب الأمر إلى الكثير والكثير من مراكز علاج الإدمان، والكثير والكثير من بيوت تأهيل المدمنين حتى تتوفر الفرصة لكل مدمن للعلاج، فالشخص المدمن انسان نذكي ونحن نحتاج إلى ذكائه.... فلابد من اعطائه الفرصة... وعندها قد يصبح شخصاً آخر ناجح بين اسرته ومجتمعه
0 Comments: