الحج والعمرة والجهاز التنفسي
الحج والعمرة والجهاز التنفسي
hgp[ ,hgulvm .,يَفِدُ ملايين الحجاج سنوياً إلى المملكة العربية السعودية لزيارة البقاع المقدَّسة حجاً وعمرةً. وعلى الرغم من أنَّ رحلةَ الحج أو العمرة غالباً ما تُكلَّل بالنجاح والسلامة، إلاَّ أنَّه ينبغي على الحاج أو المعتمر توخِّي المزيد من الحذر لتجنّب الإصابة بالأمراض المُعدِية التي قد تنتشر في تلك الأماكن المزدحمة؛ فعلى سبيل المثال، من الشائع جداً أن يُصابَ الحاج أو المعتمر بما يُسمى "متلازمة ما بعد الحج أو سُعال الحج Hajj cough" عقبَ عودته من زيارة الأماكن المقدسة.
وفي كلِّ عام، تُصدر وزارةُ الصحَّة بالمملكة العربية السعودية مجموعةً من النصائح والإرشادات للحجاج والمعتمرين وزوَّار المسجد النبوي الشريف، للوقاية من الأمراض المُعدِية. وقد تضمَّنت النصائحُ والإرشادات هذا العام تعليماتٍ إضافيةً بخصوص الوقاية من عدوى جرى اكتشافُها حديثاً، هي متلازمة الشرق الأوسط التنفُّسية Middle Eastern Respiratory Syndrome الناجمة عن العدوى بفيروس كورونا MERS-CoV.
ما هي متلازمة الشرق الأوسط التنفسية الناجمة عن العدوى بفيروس كورونا MERS-COV؟
جرى اكتشافُ أوَّل حالة إصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في المملكة العربية السعودية في العام 2012. وأعقب ذلك اكتشافُ حالاتٍ عديدة في منطقة الشرق الأوسط، وخاصَّة المملكة العربية السعودية. تُصيب هذه المتلازمةُ الجهازَ التنفُّسي بشكل رئيسي، وقد تُشكِّل خطراً على حياة المصاب بها، وخاصة إذا كان يعاني من مشكلات صحِّية قبل تشخيص الإصابة. ومن جهة أخرى، فقد يُصاب بعضُ المرضى بمتلازمة الشرق الأوسط التنفُّسية دون أن تظهرَ عليهم أيّة أعراض مرضية.
ما هي أعراض الإصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية؟
قلّما تكون الأعراضُ التنفسية، التي تُصيب الحاج أو المعتمر في أثناء قيامه بالمناسك أو بعدَ عودته منها، ناجمةً عن الإصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
تتشابه أعراضُ متلازمة الشرق الأوسط التنفسية بشكلٍ عام مع أعراض الأنفلونزا والتهاب الرئة، حيث يعاني المريضُ من حمى وأعراض تنفسية، مثل السعال وضيق التنفس والألم الصدري. وقد يشكو بعضُ المرضى من توعّك شديد وحمى وإسهال دون أيّة أعراض تنفسية.
فإذا شعر الحاجُ أو المعتمر بأعراض مشابهة لما ذكر آنفاً، سواءٌ في أثناء زيارته للأراضي المقدَّسة أو بعد عودته منها، فينبغي عليه استشارة الطبيب بأسرع وقت ممكن.
النصائح عند الاستعداد للذهاب إلى الحج أو العمرة
قد يكون بعضُ الأشخاص أكثرَ عُرضةً للإصابة بالأمراض التنفُّسية من غيرهم، أو أكثر قابلية للارتكاس المرضي في حال الإصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS-CoV. ومن الأجدر بهذه الفئة من الأشخاص أن تؤجِّلَ قرارَها بالحج هذا العام إلى عامٍ آخر.
توصي وزارةُ الصحَّة السعودية الفئات التالية من الزوار بتأجيل قرارهم بالحج لهذا العام، وذلك حرصاً على سلامتهم وسلامة الآخرين:
المسنّون الذين تجاوزوا الخامسة والستين من العمر.
المصابون بحالات صحية مزمنة (مثل أمراض القلب، أو أمراض الكلى، أو الأمراض التنفسية، أو السكَّري).
الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي لأي سبب كان (سواءٌ أكان سبباً دوائياً أو مرضياً).
المصابون بسرطان خبيث.
المصابون بأمراض لا يُرجى شفاؤها.
النساء الحوامل.
الأطفال تحت سن الثانية عشرة.
وبشكل عام، إذا كان الشخصُ ينوي الحج هذه السنة، وكان يعاني من أية مشاكل صحِّية، فينبغي عليه استشارة الطبيب أولاً، والتأكُّد من الحصول على جميع اللقاحات الضرورية، والتزوّد بالنصائح الضرورية لتدبير أي طارئ طبي قد يواجهه في أثناء سفره.
كما يجب على الحاج والمعتمر أن يصطحبَ معه كمِّية كافية من سوائل تعقيم اليدين والكمامات الوجهية.
النصائح في أثناء القيام بمناسك الحج أو العمرة
قامت كلٌّ من وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية ومنظمة الصحَّة العالمية بتزويد الحجاج بمجموعة من النصائح للحد ما أمكن من انتشار العدوى التنفُّسية بكافة أشكالها، وتتلخَّص النصائح بما يلي:
غسل اليدين جيِّداً بالماء والصابون أو سوائل التعقيم، وخاصَّة بعد السعال أو العطاس.
استخدام المناديل الورقية عند السعال أو العطاس والتخلُّص منها عقب ذلك مباشرة.
تجنُّب فرك العينين بواسطة اليدين، أو لمس المِنخَرين أو الفم.
تجنُّب الاحتكاك بالأشخاص الذين تظهر عليهم أعراضُ الإصابة بعدوى تنفسية أو أشكال أخرى من العدوى.
الالتزام بتناول أطعمة صحية، وطهي اللحوم -وغيرها من المأكولات- بشكل جيِّد وضمن شروط صحية، وغسل الفواكه والخضار بشكل جيد قبل تناولها، وتجنُّب تناول الحليب غير المعقم، وخاصة حليب النوق.
ارتداء الكمامات، وخاصَّة في الأماكن المزدحمة، وتبديل الكمامة بواحدة جديدة بحسب تعليمات الجهة المُصنّعة لها.
الالتزام بالنظافة الشخصية وقواعد الصحة العامة.
تجنُّب التعامل مع الحيوانات الأليفة.
وإذا شعر الحاج أو المعتمر بالتوعُّك الصحِّي في أثناء قيامه بالمناسك، فينبغي عليه طلب المساعدة الطبية فوراً.
النصائح بعد الفراغ من مناسك الحج أو العمرة والعودة إلى الوطن
إذا شعر الحاج أو المعتمر، لدى عودته من الأماكن المقدسة، بتوعك أو أعراض مرضية، وخاصة الحمى والأعراض التنفسية، فينبغي عليه استشارة الطبيب فوراً. وعلى الرغم من أنَّ الإصابةَ بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية لا تزال نادرة نسبياً، وغالباً ما تكون الأعراضُ ناجمةً عن أشكال مختلفة من العدوى، إلا أنَّه ينبغي أخذ هذا الاحتمال بالحسبان، وذلك بهدف تجنُّب المخاطر الصحية المحتملة ووقاية العائلة ككل
0 Comments: